ط
مسابقة القصة القصيرة

اغتصاب حقوق فتاة..مسابقة القصة القصيرة بقلم / حنان عماد خطاب .مصر

الإسم: حنان عماد خطاب
الدولة: مصر
إسم الشهرة: حنان عماد خطاب
فرع القصص القصيرة
اسم القصة: اغتصاب حقوق فتاة
جلستُ في إحدى المقاهي، أنتظر صديقي حسن، لقد تأخر كثيرًا عن الوقت المتفق عليه، فإذا بالنادل يأتي لأخذ طلبي، فطلبت منه إحضار فنجان قهوة لأتناوله مقابل ذلك الانتظار الممل، فتذكرتُ بأنني أفكر في كتابة مقالي الجديد، فبدأتُ أغوص في أعماق تفكيري ولكن ما شغل تفكيري عن أي شيء أكتب! أريدُ شيئًا جيدًا يصف حال الأرياف ولو قليلًا، وأثناء شرودي فإذا بصديقي حسن يدلف من باب الكافية.
_لما تأخرت!
_كان هناك ازدحام مرور، كما تعلم يا عباس هكذا حال الأرياف، يظلوا يتشاجرون ويقطعوا المرور، لم يملوا من هذا قطّ.
_ يا لهم من حمقى.
_دعك منهم، لنشرب شيئًا ونتحدث قليلًا
_لقد طلبت فنجان قهوة من ملل الانتظار، فلتطلب لكَ شيئًا
_حسنًا سأطلب، ولكن لما تلك الأوراق ناصعة البياض وذلك القلم؟
_أفكر في مقالٍ جديد، فكرتُ بأن أكتب عن شيء يخص الأرياف، فقليل من يكتب عن أماكن مثل هذه.
_هل حددت وجهتك إذا أم ماذا؟
_ ما زلت أفكر، حسنًا دعك من هذا الأمر، لقد أتت القهوة هيا نتناولها.
تحدثنا كثيرًا وظللنا نقهقه سَوِيًّا، لم يكن سوى وقتًا ممتعًا، فنحن صديقان منذُ عمرًا طويلًا
_أتعلم! لقد وجدتها.
_ماذا وجدت يا عباس؟
_سأكتبُ عن حرية الفتاة، برغم تقدم مجتمعنا كثيرًا وتقدم المدن أيضًا إلا أن هناك الكثير من الأرياف لازالت تظن بأن الفتاة لا يحق لها سوى الزواج حينما تكبر، وما هي سوى آلة تلد وليس لها الحق بأن ترفض أو تنتحب عن أي شيء، ومن تلك الأسباب نجد أن أكثر العلاقات من هذا النوع تفشل كثيرًا، ويتهمون الفتاة بأنها السبب في ذلك الفشل، وأسوء ما في الأمر أن الجميع نسى أو يحاول أن ينسى بأن للفتاة حقوق ومنها حق التعليم أيضًا، لها الحق بأن تختار كيف تعيش ومع من تعيش وليس لأحد الحق بمعاقبتها على اختيارها للتعليم ورفضها للزواج المبكر. الزواج في سن صغير أشبه بقتل للفتاة رغم الحياة.
_كما أن هناك الكثير من الأهالي يظنون بأن خلفة الفتيات عبء كبير وقد يصل الأمر بهم بتشبيه الفتاة بأنها عار كبير على المجتمع كأنها عاهرة ساقطة
_وأيضًا يعاملوا الفتاة كأنها خادمة لهم لا أكثر، ولا يكترثون بأفعالهم بل يزدادوا قسوةً، لقد رأيت الكثير من الفتيات أقدمن على الانتحار بسبب تلك المعاملة السيئة، فباتَ قليل من يصمد أمام كل سوداوية قلوبهم
_نعم هذا ما يحدث بالفعل يا عباس
_اتعلم يا حسن!
_ماذا؟
_الفتاة كالبذرة إما تتحول لثمرة ناضجة وإما تذبل وتموت. والمقصود هُنا بأننا إذا اهتمامنا بالفتاة ستفعل كل شيء بصدر رحب حتى ولو كان الأمر خارج إرادتها ستفعله لترسم البسمة على وجوه الجميع ولن تكترث لما قد يحدث لها من آلام.
أما إذا تعاملنا معها كما يفعل الآخرون ستذبل وتتحول إلى جسد دون روح تُلبي طلبات الجميع دون محبة لها منهم بل لأنها مجبورة على ذلك، فالقرار بإدينا، نحن من يمكننا بأن نصلح ما أفسدناه، لقد أعطى الإسلام للمرآة حريتها وحقوقها كما أمرنا الرسول بتقديرها فهي المؤنثة الغالية.
إذا! من نحن لنسلب منها حقوقها بتلك الوحشية؟
_الناسُ هنا لا ينقصها سوى عقل يا صديقي.
_ أنظر! أليست هذه حنان رفيقتنا!!
_بل هي نفسها، هيا لنراها.
وبعد قليل من الترحيبات الحارة بيننا، جلسنا سويًا، فنحن لما نتقابل منذُ زمن بعيد
_عن ماذا كنتم تتحدثون قبل مجيئي؟
_كُنا نتحدثُ عن حرية الفتاة التي اغتصب حقها من الجميع بكل قسوة بل الأسوأ أنهم يعتقدون بأنهم على صواب
_حقًا، يا لهم من جاحدين، لقد عانت كثير من الفتيات بسبب سلب حريتها، لقد كنتُ أتية اليوم من زفاف إحدى صديقاتي، ولكنها لم تكن سعيدة بالأمر، لقد أجبرها والداها على تلك الزيجة، وحينما اعترضت وأرادت حريتها كأي فتاة قال لها والدها ” كفي عن الهراء الذي تتفوهين به، ليس من حقك الاعتراض على شيء بل الموافقة دون نطق كلمة واحدة “
وهذا حال الكثير والكثير من الفتيات وهي كانت إحدى الضحايا.
_لقد شعرتُ بالشفقة عليها كثيرًا
_وأنا أيضًا.
_ لقد وجدتُ فكرة جديدة للمقال القادم.
_أخبرنا بها إذا
_سأكتب عن المرأة المطلقة في الأرياف، وعن أولئك الذين ينظرون لها باشمئزاز كما أنهم يظنون بأنها ليس لها الحق بأن تعيش مرة أخرى كأي فتاة.
_أظن بأنه سيكون مقال رائع.
_وأنا أيضًا.
#اغتصاب_حقوق_فتاة
#حنان_عماد_خطاب

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى