لم يتردد أهالي منطقة الطوابق في فيصل لحظة عندما سمعوا صوت صراخ يستغيث بهم؛ إذ هرعوا إلى العقار (محل الصوت)، لكنهم صدموا عندما رأوا “آية” ملقاة على الأرض جثة، ورأوا رأسها متفتتا والدماء حولها من كل جانب، بعدما سقطت من الطابق الرابع وبجوارها زوجها “محمد”، حيا فأسرعوا بنقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
منذ 3 أشهر، تقدم صاحب الـ18 عاما لـ”آية” التي تصغره بعامين، لكنه لم يلتفت لنصيحة أسرته والمقربين بعدم الإقبال على تلك الخطوة؛ نظرا لروايات متداولة بين أهالي المنطقة “دي كل كام يوم تتجوز وتسيب عريسها ومتجوزة لحد الآن 13 مرة” بحسب الجيران.
عُقد قران الزوجين في حفل زفاف وسط حضور الأهل والأحباب، عند محام نظرا لأنها ما زالت قاصرًا، وانتقلا إلى عش الزوجية الذي لا يبعد سوى أمتار عن منزل أسرتها، ومن أول يوم داخل عش الزوجية وقعت الخلافات بينها وبين والدة الزوج.
يوم الجمعة الماضي، اشتكت “آية” لزوجها في فضفضة عابرة، وقالت له “شوف حل مع أمك.. عايزه تتخانق معايا”، تجمعت أسرة الزوج وتشاجروا معها على حديثها. فاستشاطت الزوجة غضبًا وجهزت سلاحها “شفرة موس”، ووجهت ضربة لوالدة زوجها في رقبتها ما أصابها بجرح سطحي.
ما إن شاهدت الفتاة القاصر الدماء تسيل حول رقبة حماتها، صدمت وتراجعت إلى الخلف، وفي أثناء ذلك سقطت من شرفة المنزل، وسط صراخ الأسرة.
“لقينا جثة آية في الشارع وجوزها بملابسه الداخلية بيحاول يفوّقها” تشير الجارة إلى أن الزوج “سائق” احتضن عروسه محاولًا إفاقتها محدثًا إياها “خليكي معاي متسيبينيش”.
لحظات كتبت نهاية خلاف العروس وحماتها. لفظت العروس أنفاسها الأخيرة بين أحضان زوجها الذي كان يردد “يا ريتني ما اتجوزتك أهو مُتي”، وفق رواية شهود عيان.
ظن الجميع أنهم حصلوا على قدر وافٍ من الإثارة تلك الأمسية، لكنهم كانوا على موعد مع مشهد أكثر صعوبة “محمد طلع الشقة وكان بيهدد إنه هيرمي نفسه من البلكونة”.. يقول صاحب محل إنهم حاولوا إقناع صاحب الـ18 سنة بالعدول عن فكرة الانتحار لكنه ظل يكرر “مش هعيش من غيرها.. أنا هروح معاها”.
أحضر الجيران بطانية حالت دون مصرع السائق الذي قفز بنفس طريقة زوجته المتوفاة، لكن كُتبت له النجاة، وتم نقله إلى العناية المركزة بمستشفى الهرم بعد إصابته بكسور واشتباه نزيف داخلي ليعلق أحدهم “ربنا يشفيه هو مالوش ذنب كان طيب وفي حاله”.
“أول مرة نشوف كمية الحكومة في شارعنا” تصف ربة منزل ما حدث بعد حضور الشرطة التي استمعت لأقوال شهود عيان وأقوال والدة الزوج وتبين إصابتها بجرح أعلى الحاجب نتيجة اعتداء زوجة ابنها عليها بـ”شفرة موس”.
تحقيقات النيابة العامة كشفت أن “آية” 16 سنة، سبق لها الزواج عرفيًا 13 مرة سابقة، وكانت تنتهي الزيجة بالانفصال وتمزيق الورقتين.
منذ عدة أشهر ارتبطت الفتاة القاصر بسائق يدعى محمد أحمد هلال يكبرها بعامين. تطورت العلاقة إلى زواج عرفي منذ شهر- للمرة الثانية للفتاة- لكن تلك المرة عند محامٍ.
حسب تحريات الرائد هاني عجلان معاون مباحث الهرم، استقر العروسان في منزل أسرة الزوج بشارع جمال حسين في منطقة الطوابق إلا أن شهر العسل كان مفعمًا بالخلافات المتكررة بين العروس وحماتها، ونتج عن آخر تلك المشكلات ترك “آية” منزل الزوجية عائدة إلى منزل أسرتها قبل أن تعود مساء اليوم التالي.
جهود الرائد محمد سعودي معاون مباحث الهرم أكدت تجدد الخلاف بوصلة عتاب حادة بين والدة الزوج والعروس، تطورت إلى إشهار الأخيرة شفرة حادة اعتدت بها على حماتها فأصابتها أعلى الحاجب.
جن جنون الزوج فصفع زوجته نحو 3 مرات كرد فعل لما بدر منها تجاه والدته.
هرعت القاصر- التي سبق زواجها عرفيا من شاب آخر- إلى الشرفة مرددة عبارة “والله هرمي نفسي”. حاول الزوج أن يهدئ من روعها وإقناعها بالعدول عما هي مقبلة عليه لكن سرعان ما انتهى الأمر في غضون لحظات.
أمسكت العروس بـ”الستارة” وقفزت من الشرفة بالطابق الرابع. استنجد الزوج بالإسعاف وأسرع لتفقد حالة زوجته فكانت تسيل منها الدماء مخاطبا إياها “خليكي معايا متسيبينيش”.
لحظات لفظت بعدها الزوجة أنفاسها الأخيرة ما دفع زوجها للصعود إلى البلكونة مهددا بالانتحار ليلحق بمحبوبته قبل أن ينقذه الجيران.
وتحفظت الشرطة على والدة الزوج لسماع أقوالها بشأن الواقعة التي هزت محافظة الجيزة على مدار الساعات الماضية.