ط
الشعر والأدب

الصوت الخافت .قصيدة نثرية للشاعر / محمد جرادات

الأديب الكاتب الشاعر : محمد عايد احمد جرادات
قصيدة : نثريـــــــــــــــــــــــــــــة
عنوانها : الصـــــــــوت الخافـــــــــــت
————————————–
ذات ليلة من ليال العمر
سمعت صوتا من الاعماق
وبدات اترقب من حولي
وقلت : من يناديني
فاذا القلب يستمع مرة اخرى
ضربات مختلفة فيها الاهات
والحنين والرقة
صوتا متالما
يقول : اين انت حبيبتي ؟
اين ذهبت ؟
اذهبت مع تلك النسمة العليلة ؟
مع من سهرتي ؟
مع القمر ؟
والنجوم من حولك اضاءت لك تلك العتمة
كالشمعة في الليلة المعتمة المظلمة
ام اضاءت من مصباح قنديل افقدني توازنني وصوابي ؟
بدأت اشعر بارتياح مع رعشة لم اعتد عليها سابقا
وانفاسي تتسارع من قلبا خافقا لا يعترف بالهزيمة
سرت هزيلا من العشق المر
وضعيفا مرهقا
اتعبه الزمن وذاب منه حياتي
مضت ايامي وانا ابحث عنك من بين هنا وهناك
وانت في صدري تعبثي بمشاعري
بين انفاسي والروح محطمة لا تتسع لاحدا سواكي
والدموع من عيني قطرات
سالت باوديتي
واختلطت معها حبات الرمال
والحصى مكتوبا عليه اسمي
وعلى صدري ذكريات لا تنسى
ايعقل ان تكوني انت ؟
ام ان غرامك طيفا قادما ؟
ام جئت باوقات متعددة من حياتي ؟
تنهدت روحي ولم تهدا
منذ ذلك العهد
عشق الروح اقوى من عشق الجسد
وغرام حبيبتي ضاع باعوام عديدة
تمزقت من حبهك وانقسمت الى جزئين
جزء معها وجزء يتالم ويبكي
بدات اشعر اني اذوب كالاوراق
واذبل مع الذكرى وخشيت ان تنساني
الشجر في الخريف أاحترق والعيون ذابلة
تحدق بين الجفون من القسوة
وسوء المعاملة ؟
من لطفك وجمالك حلمت بك احلاما مزعجة
نسمتك الشحيحة دخلت الى صدري
وتوهمت منها ولكني علمت ان باب قلبها مغلقا
الا تدري ان العشق طرق قلبي ؟
منذ اعوام مديدة انتهت وذهبت بادراج الرياح
بحثت عن الحب فلم اجده
وقلت : ان حبي جاء في زمن النسيان وكان صعبا وقاسيا
جاء الغرام لشابا مثلي فتنهدت قبل موعد الرحيل
من غربة الاروح الى غربة الجسد وتعذبت من ذنب الهواء
سنين عمري مضت في الافق فوق الغيمة سارت للبعيد وتحت السماء
ونفسي الهائمة تغرق في اعماق الطبيعة
بين الاشجار المثمرة لها مذاق لم اتذوق من طعمها يوما من قبل
قلت : لا يمكن يا روحي ما بك ؟
قالت روحي : انها هي ذات الابتسامة الرقيقة الناعمة سلبت مني نفسي
بدات التفت الى من حولي من جديد لاسرق تلك النظرات
وسئلت : لما عشقك قد بدا ؟
قالت : قد يكون عمرك لم ينتهي بعد ؟
اهذا عشقك ؟
انه قد اذاب اوردتي وتحطمت منه وتمزق شراعي في عمق المحيط
منذ ان عدت عاد لي الامل مرة اخرى
بلغة جديدة لغة الوما للعشاق
وكنت قد نسيت من انا , من انا اتدري حبيبي ؟
فقلت لها : كيف لي ان اعلم من انا ولا اعلم من انت بالنسبة لي ؟
نسيت حياتي
رحيقك كالورد بذاره مغروسا في صدري
وعلى قارعة الطريق اسقيها من دموعي حتى بين يداي تنمو
جعلت روحي بقلبك خالدا
لسكن معك اينما كنت حتى باوقات مختلفة
عشقت دربا واتبعت خطواتك فاق منها كل سنين عمري
عشت حياتي ابحث عن كلمة
فاذا العاصفة اتت الي لتخبرني
اني بك متيمة لا قيمة لي بدونك
انا ضعت مرات كثيرة بين الغابات
والذئاب كادت تفتك بي
فقدت الامل
كيف اراك ؟
كيف ابحث عن هواك ؟
فوجدتك بين ضلوعي وقلبي لم يهدا
منذ ان تعرفت عليك سمعت صوتا خافتا ينادي
من خلف الستار
سمعت صوتا خافتا ينادي
لا تقتل ما تبقى من اشلائي المبعثرة بين الاوراق
الزمن غدر بي مثلك انت
يا حبيبي اوجاعي هي اوجاعك
وغديري من نبع غديرك
من بين الصخور خرجت صرخات
ملئت جود الماء ( من البئر ) وشربت حتى ارتاحت نفسي
حبيبي من يفهم لغتي غيرك ؟
حبيبي من يعبر عن احلامي الماضية ؟
اهدا يا قلب يكفي ان تنادي حبيبا لا يستمع اليك
اهدا واطمئن لا بد من زمني يعود للحياة
حتى لو حبيبي رحل سانتظر
فالامل قريبا سيعود
مع شروق الامل عند بزوغ الفجر
وعطر الورد منثورا على دربي
وفل الياسمين عبيرا على جسدي
اهدا يا قلبي حتى حرارتك تنخفض
فقال القلب : كيف اهدا ؟
ان حبيبتي عجزت عن قول كلمة
تبوح بها
اهي خائفة مني ؟
ام انها امراة متمردة ؟
كيف اهدا وروحي تتعذب ؟
كيف اهدا وهي بعيدة عن نظر عيني ؟
حبيبي تمتمت بداخلي كلمات اسمعتها ؟
قلت : يا قدري متى تجمعنا سويا ؟
اقبل موعد الرحيل بقليل ؟
اتجمعنا لرؤية القمر مرة اخرى ؟
يا زمن هل تتحقق يوما الامنية قبل ان اكون تحت التراب ؟
الوقت يمضي بحياتي
الوقت مزق اشلاء جسدي الى قطعا استحال جمعه
الوقت يمضي مسرعا والقلب خافقا
وتحملت صدمة تلو صدمات
من هذه الفتاة وتلك التي تجلس على الطرقات تنتظر مروري
ومن تلك الفتاة المارة بين ضلوعي
وبين التي سكنت سنين عمري وحياتي
انا انثى نعم انثى دمرت حياتي
انها تختلف عن غيرها
انا انثى من نوعا فريدا حتى ضحكتها رقيقة تكاد تظهر من الحياء
انا انثى اخلاقها سبق الحياء تمشي ولا تلتفت خلفها
تمشي باستحياء
اقدمت اليها وقلت : ا انت ؟
فقبل ان اكمل كلمتي احمر وجهها من الحياء
قالت : اتركني دعني امضي لا تلحقني لا تتبع خطواتي
ذات يوم ارسلت لها رسالة لاخبرها ا انت ولم تتركني اكمل كلمتي
فرمت الرسالة في وجهي وهي تبكي وتقول لما فعلت هذا ؟
الا تدري اني عاشقة هذا القلب الرقيق في صدرك ؟
وقالت : لا تفعلها مرة اخرى
فكما تدين تدان تعال فاطرق باب قلبي
قلبي تجده لم مفتوحا لم يغلق ابدا في وجهك
ولا حتى النافذه امام عينك
ادخل من الباب خيرا من ان تسرق من عذريتي
وعندها لن اسامحك ان فقلت
خذ مني الحلال فالحلال اطيب من الحرام
قلت : نعم قال ربي سبحانه وتعالى ( الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة )
فقالت اكمل الاية الكريمة : والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين
حتى وان كنا في زمن الحرب
او بالاوقات العصيبة
الحلال امر به رب
نعم العاشق ونعم العاشقة
ونعم الفتى ونعم الفتاة انت
في هذه الحياة
ان خير من استاجرت القوي الامين
من كان وفيا وصادقا ومخلصا حتى الخلود
قلنا سويا : نعم , نعم حتى تحت التراب
العشق مدفونا وقصته بالحياة
تتوارثها الاجيال القادمة جيلا من بعد جيل
روميو عنترة قيس وابن حران وابن عجلان قصصا واقعية
نعيشها في حياتنا ولم تختفي
اني ابكي حبيبي ليلتي الطويلة حتى الصباح
لا ترحل لا تبتعد عني لا تغضب مني ولا تنتقم
لا تهجرني قلبي ممزقا
لا تجعله فارغا من روحك
انت لي نسمة هادئة
ساعود يوما وان تركني الزمن وحيدة
حتى وان بلغت ارذل العمر
ساعود اليك وان اختفت اوقاتي
لنكمل المشوار سويا
يا قدري فرقتنا الحياة والحياة ستجمعنا سويا مرة ثانية
ساعود اليك قبل ان تهدا العاصفة
لان روحك في صدري وقلبي معك
حبيبي سانتظرك حتى اللحظات الاخيرة من انفاسي
سانتظرك لاني خلقت من اجلك انت
ساعود لاني فتاة تختلف عن باقي النساء لاني لك
حبيبتي ان الله غالبا على امره
وان في الفراق لحكمة لا نعلمها
وان غدا لناظره قريبا
اصبري
حبيب احملني بين ذراعيك كطفلة
احملني بين ثنايا شفتيك
ضمني الى صدرك
احضني لا اطيق الابتعاد عنك
أاقترب مني اكثر
لا اطيق الفراق في وطن جمع قلبي معك
انت املي الوحيد
حبيبي اني امراة مراهقة
انا انثى احساسها مرهفا
تغرق من ندى انفاسك في صدري
شغف العشق دمرني
من يمتلكني ملك جنوني
انت وحدك وانا لك
انت ملكي هل تقبل بي
نعم حبيبتي كيف لا اقبل ؟
كيف لا ارضى ؟
وارى فيكي مثال الزوجة الصالحة
القلب لا ينطق الا باسمك
وجوارحي لا تعبث الا بك
تعبت من السهر ومن النظر الى المرآة
همسك مهدا لاعصابي
كانه حبة الدواء عند ارتفاع الحرارة
بل ضمادا للجروح
عندما ينزف من جسدي الدماء تحت اقدامك
حبيبتي هل تقبلي بي
لا اريد غيرك
انا امراة تختلف عن باقي النساء
حتى دمك يجري بالوريد
حبك نمّى بروحي ليلتي
ونبتت منه الورود في حديقتي
ورودا لم ارى مثلها
كالكلمة الصادقة في الارض الطيبة
فاكلت حتى شبعت وذهب عني عبء الحياة ومعاناة الحياة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى