ط
الشعر والأدب

قصيدة : كفى فخاراً . بقلم الشاعر / عبد الكريم سيفو سوريا

الشاعر عبد الكريم سيفو سوريا

فلْتجلدِ الذات , صار الجلد إحقاقـا

أشكّ نصحو , وشكّي صار إطلاقا

متى سندرك أنّا أمّــــــةٌ هزلتْ ؟

نجترّ أمجادنا جدْبــــاً , وإملاقـــا

صرنا قبائلَ في صحراءَ قـاحلةٍ

نغزوا قبائلنــــــــا , لو حالنا ضاقا

نقتات بعض شــــــعاراتٍ مفوّتــةٍ

هل بالشعارات عاد الحقّ برّاقــا ؟

ونرفع الصوت تنديداً , وغطرسـةً

وفي القوافي ملأنا الكون أوراقـا

كفى فخاراً , وهذا الشـعب أنهكه

فقرٌ , وجهلٌ , وكلَّ القهــر قد لاقى

نحن العبيد , وبات الشيخ سيّدَنا

فهل رأيتم أتى بالنصر أفّاقــــا ؟

فلو أراد لنا الجنّــــاتِ أدخلنـــــا

وقد يقسّم بين الناس أرزاقــــــا

أصابع الغير ما زالت تحرّكنــــــا

كأننا غنــــمٌ , والكبش قد سـاقا

حتى انتصاراتنا بالوهــم نصنعها

أرواحنا أُشبِعتْ نزفاً , وإزهاقــــا

وميّتون بلا حلْمٍ , ولا أمـــــــلٍ

غرقى جميعاً , ولا نحتاج إغراقا

أهذه أمّةٌ للنصر قد نفـــــــرتْ ؟

شــعوبها فُرِّقتْ ديناً , وأعراقـــا

فلنجلدِ الذات , علّ الجَلد ينفعنا

مرضى , ولم نكتشفْ للداء ترياقـا

سبعون مرّت , وما زلنا سماسـرةً

وقد فتحنا لبيع القدس أسـواقا

ما هكذا نُرجع الأقصى , وقبّتـه

ما لم نَجُبْ في رحاب الفكر آفاقـا

ما لم نحرّرْ شعوباً من جهالتها

ونجعلِ العقل في التفكير خلّاقـا

أصنامنــــا لم تزل كالله نعبدهـا

متى سنكسر للأصنام أعناقــا ؟

ألعبد ليس لِكَـــــرٍّ , قال عنــــترةٌ

والحرُّ من يمنح التاريخ إشـراقا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى