ط
مسابقة القصة القصيرة

العانس فى بيت زوجى. مسابقة القصة القصيرة بقلم / رحمة بن مدربل من الجزائر

قصة للمشاركة في مسابقة همسة للاداب للقصة القصيرة
الاسم و اللقب : الاستاذة رحمة بن مدربل ــ
البلد : الجزائر
رقم الهاتف : 0799491978

ــ ـــ ــــ ــ ـــ ـــ
العانس في بيت زوجي

وجهها، كان نذير شُؤمٍ برغم جماله، لا يمكنُ لطفلةٍ تلِجُ بوابة الأنوثة إلى امرأةٍ ناضجةٍ بيولوجياً أن تتخيَّر مصيرها، كانتْ طفلةً ومضى الوقتُ سريعاً عندما نظرتْ الى المرآة، رأتْ وجهها المُزَّين والطرحةُ البيضاء تُغطيه.
قالوا لها أن هذه الجنَّة والخلاص وأن هذا الخاتم الذي يُزيِّن إصبعها ،مفخرةٌ من دونه هي كالأنعام أو أضَّل فأمُّها لا تريد أن تُدعى ابنتها ذاتُ الأربع والعشرين سنة ” عانس”،قيل لها كذلك أن الدراسة لا تنفع في شيء مطلقاً وأن رواياتها التي في غُرفتها هراء كبير وأن طموحها في أن تصير عازفة كمانٍ مشهورة، حرام لأنه الكفر البواح وأنّ الحبَّ، كذبةٌ كبيرةٌ، لمَ يجب أن تحبَّ رجلاً ؟ ، يكفي أن تمنحهُ جسدها كلما أراد وتلد له قطيعًا من الأبناء وتجيد الطبخ والغسيل و ترتيب المنزل.
لمَ تهتَمُ للفرق في العمر ؟ الرجل، رجلٌ لا يُعاب وزوجها لا يكبُرها إلاَّ بعشرين سنةٍ “فقط” !
ولماذا تُريد توافقاً فكريًا، تلك أفكارٌ مَسيحيةٌ غربية، يُراد بها تدمير الأسرة العربية
هي تحملُ شهادة ماجيستير في اللغات الأجنبية والأدب المُقارن، هو خرج متسرباً من المدرسة في سنِّ العاشرة، وماذا في ذلك قالتْ أُمها فاطمة …؟
” إنه يملك عقاراتٍ وحوانيت لبيع الصيغة الذهبية، إنه كنزٌ يا بنتي … إنها الفرصة التي لا تعوض، إن رفضتِه لا أنتِ إبنتي ولا أنا أمك، سأتبرأ منك الى يوم الدين …”
أبوها كذلك سعيدٌ جدًا، فقد ارتاح من بطنٍ آخر سيُشارك أبناءه الخمسة الأكل والشرب…
المكان كلُّه يعِجُّ بالنسوة والرجال المبتسمين الراقصين بزهوٍ وفرح…
ابتلعتْ مريمُ دموعها حتى لا تُفسد المكياج الفاقعَ الذي لطختها به الحلاقة، ظنًا منها أنها تُزينها، بينما جعلتْ منها وجهًا محنطًا بالوانٍ غير متناسقة، قيل لها كذلك ، من العيبِ أن تُبقي العروس على لونِ شعرها أسودًا يوم زفافها، لكنَّها تحبهُ فاحمًا …
من يهتم لرأيها ؟ أو ما تحبُّ أصلاً يا ترى ؟من يريد أن يفهم ماذا تحبُّ تلك الفتاة ؟
مشتْ بهدوءٍ تجر ُّذيل ثوب زفافها المرير ، الفتياتُ الحاضراتُ في الصالة ينظرن إليها بحسد .
‘” يا لها من محظوظة إنه رجلٌ غني جدًا، ستعيش معه كالملكة، يا لِحظنا التعس، لم لا يتقدم إلينا رجالٌ أغنياء …؟”
جاء موكبُ العريس وحُملتْ الى بيتِ الزوجية … دخلتْ باب تلك الغرفة، قفصها الذهبي الذي ستقابل داخله رجلا ًفي صفة ذئب، ينظرُ إليها تلك النظرة المُقززة ، لا يهمُّه سوى مكانٌ واحدٌ سيحتلُّه بعنفٍ و يزهوا بدمائه أمام خلانه و أهله ثم ينام …

“أنا العانسُ في بيتِ زوجي” قالتْ مريم لنفسها في المرآة وهي على وشكِ أنا ترمي بجسدها على الفراش كقطعةِ لحمٍ باردة بلا إحساس … !

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى