ط
مسابقة القصة القصيرة

الفقيه والعالم مسابقة القصة القصيرة بقلم /محمد طارق محمود من مصر

الفقيه والعالم
بقلم : محمد طارق محمود
في منطقة محظوره تحت شمس الضحى وتسبيح الملائكة وحفها , تجتمع جماعة محظور انتشار فكرها وغلبتها , يتكلمون بكلام ليس محظور على احد , يسأل طالب عبادة ربه في خشيته ينتبه لسؤاله الحوت في بحره والنمل في حفره بما يعود عليما بالنفع , والمجاهدين الي العلم من حوله , ما الذي احط برتبة المتسميين بالفقهاء عن مقام كبار العلماء ؟!
لقد فهم الوارث المتواضع لربه من سؤاله مقدار علمه فلم يلقي اليه ما لا يدركه فهمه ولا يحيط به عقله بل رأى الفضل اليه فيما ذهب اليه قلبه من التقرب لربه فقام بزراعة بذرة العلم واجابه : تركو العلم وانشغلوا بصوره وتفريعاته فيما تبهرج على النفس دون الاخذ بحقائقه والعمل بخفاياه , فدون السائل لمقصد اسره , احول القلوب هي اذن.
ما خطر له شك في المعاني التي توصل اليها , بل وجب عليه ازالة الشك فيما جرى في محيطه , فقد كان في بلد كثر فيه البدع وما له الا ان يتقن الحق , دون التعمق فأن حصل المراد فما زاده فضل ,وقال في نفسه كيف ابتغى المفتي نعم الدنيا ليتوصل الى منزلته ويماري السفها من حوله الا انه اشد الناس ندامة عند الموت , حينها استطاع ان يقف بباب المسجد يطرق باب الامام متواصلا حتى يخرجه ملهوفا لم ينظم قولا , وادركه في عاجله باسئلة اربع
عموم الفقه ام التخصيص؟ بما تنتهج ؟ وما المصدر ؟ وأأنت نفرا ؟
لم ينظم قول :
فقهت بعلم الاخرة وطوعت النفس وجذب القلب الى مرتع الخوف
واستحضرت نعم الله واعماله لانى ارى مصدرها ربي لا الطيف
وما حولي من وسيلة وسبب الا اني لم اجد رفاق تفارق الزيف
علم ان العلم مبدأ الامر والاصغاء الى اختلاف الناس يحير العقل ويذب به , فارتد اليه طرفه في وقار ,
ايها الحكيم : فيما تفتي ؟
لم اتناول الامر تفصيلا وان قالوا ولكن بطريق العموم والشمول لا تجرد
واني لم اجهل الاخبار والقصص ولم اصنع كلام لم يذكر قبل في مسجد
وعاد الى دفتر ملاحظاته واضاف احوال القلب هي اذن علم وعمل .
انشغل بنفسه حتى ارسى قدميه الى البحر الذي لم يدرك غور سبره يوما ووجد نفسه تحوم على سواحله واطرافه بما تيسر لها علما , وبدأ يصنع لنفسه شيئاً تفرغ له , واحضر العدد والادوات وفرد باطنه ليخليه مما فيها من ذم ونقم قبل ان يظهر من جديد وحرص الا يشتغل بما يصلح غيره قبل ان يصلح نفسه فكيف ينفض الذباب عن غيره قبل ان يزيل الافات من نفسه !!
لم يدري بنفسه حتى بزغت الشمس وادرك ما حوله , كثير من الناس يصنعون ادواتهم واشياؤهم لم يرهم حتى انفك الظلام من نفسه , فادرك انه ينغي له ان يأخذ من كل شئ احسنه لان العلم كثير والعمر قصير لا يتسع لجميع العلوم ثم يصرف بجمام قوته الى اشرف العلوم ويقطع عنها العلائق الشاغله لتصفو بها نفسه والتي بها يكتسب اليقين
فما كان منه الا ان القى بزمام نفسه الى معلمهُ بتواضع , ومبالغة في خدمته فأن خطأُ المعلم انفع له من صواب نفسه , فكان من الجماعة المحظوره طيب القلب أولي فهم , قبل العلم وقلَََُبه وعلم به وعلُمه فأنبت به الخير والرضا , ولم يكن مثل الاجاذب من المحدثين امتلكوا حرفه الكلام و فرغوا انفسهم لحاجات الناس ينتفعوا كيفما يشاؤو وعوض الله عليهم

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى