بيتى والمتسولة .............. يحلو ويطيب لى المقام فى تراس بيتى الذى يختص ويتفرد ببهجة الطبيعة فى بيتنا المحاط باشجار الفاكهة والنخيل أجلس فى الظهيرة أو قبلها بقلبل فى تراس منزلى أتق شر الحر بظل شجيرات العنب والمانجو التى تحيطنى من كل اتجاه أتنفس نسيم النيل العليل يصفو الذهن أستمتع بفنجان قهوتى وسريعا جدا أفيق من غيوبة النشوة بجمال تلك الطبيعة بنلك المتسولة تقاطع خلوتى حفظت كلماتها عن ظهر قلب أعطنى مما أعطاك الله رغيفا شمسيا أو مالا فى كل مرة أجزل لها العطاء لكنها تكررها يوما بعد يوم حوارها معروف كلامها مألوف كلماتها نفس الكلمات والجمل منظومة شعرية كأنها أبيات قبل ان تكمل مقولتها أردد بقيتها معها مما اعطاك الله هى فقط تسبقنى بكلمة أعطنى يصاحبها وليدها يجول بحديقتنا مثل خروف الذى أصابه الجنون يقفز من مكان لمكان كقرد شقى يقطع ثمار حديقتنا يصيب أغصان المانجو بالتلف تطبق رجليه على عشب الحديقة تدمر الأخضر واليابس كرهت السيدة ووليدها لم أكره العطاء لكننى كرهت تصرفاتهم شكوت لأمى الوجع وما أصابنى من تلك السيدة وصغيرها نهرتنى امى وأمسكت بحلقومى وكادت ان تمزق ملابسى وأمرتنى بالعطاء دون النظر لهيئة البشر واستدلت بقول عمر لا تمنع السائل ولو امتطى ظهر فرس فالله به أعلم وأنت لا تعلم قلت لها أنا لا أنظر الى هيئتهم ولكن الى أفعال الصغير ومكافأة أمه له بتلك الابتسامة الباهتة وما لحق بحديقتنا من ضرر قالت ربما يكون كالخضر فتحل البركة فى ثمار حديقتنا *************** محمد الهمامى مصر/قنا/نجع حمادى
