يحدث أن يجافي الحب الناس فلا يطرق بابهم , ولا يعرف الطريق إليهم مهما حاولوا معه ومهما أغروه , لكن أنا حدث أن جافاني الشوق إليك , جافاني وما عاد يريد دق باب قلبي رغم أن أبوابي مفتوحة له على مصراعيها ونوافذي مشرعة له عليه فقط أن يدخل .. لكن يأبى أن يفعل..
ربما لا يعلم الشوق باني اشتاق لان اشتاق لك تماما مثلما اشتاق لان احبك من جديد , افهم جيدا أن أتوقف عن التفكير فيك .. أن تتلاشى ذكرياتك .. أن أقرر الابتعاد عنك بمجرد تركك لي وان أقرر نسيانك , لكن ما عجزت عن فهمه هو كيف لي أن افقد قدرتي على الاشتياق لك؟ كيف يحدث ذالك معي أنا بالذات ..؟؟
وأنا التي لا تخاف الوقوع في الحب إلا لأنها تخاف الاشتياق , و كرهت يوما أن احبك فقط لأنك تعذبني بالهجر و طول الغياب فيحترق قلبي بنار شوقك التي لا تأبه لها بل تزدريها تهزا منها . ذالك الشوق الذي حذروني منه فاستهزأت به ليرد لي الصاع ويهزا بي على طريقته وكم كان رده قاسيا..
أتراه هذا هو تفسير هذا الجفاء الذي حل بي فقمع قدرتي على الاشتياق إليك ..؟؟
أخلطت حساباتي يا هذا .. وبعثرت مشاعري وصرت لا ادري حتى هل لازلت احبك ام هي بقايا مشاعر احتفظ بها قلبي وعلقت بذاكرتي تستيقظ كلما أحست بوجودك في الجوار ؟؟ ولا ادري لما لا تشفع لي ذكرى واحدة من ذكرياتك التي ملأت بها حياتي لاشتاق لك .
بي رغبة جامحة في الاشتياق لك مثلما كنت افعل في الماضي .أتلذذ بالاشتياق لك وأتعذب بالاشتياق إليك و كم هو غريب حبك يجمع بين اللذة والألم في شعور واحد .
أتساءل ماذا حل بتلك الذكريات التي كنت أتناسها وامحوها حتى لا تصادفني ذات مرة فتوقظ شوقي وحنيني لك ولأيامك الجميلة أتراها استقالت من وظيفتها مثلما استقال الشوق منذ أعوام ؟؟
فالشوق استقال ذات صباح عندما فتحت عيناي وقلبي يخفق بشدة لا يرغب إلا في لقياك , احترت لما كل ذالك الشوق المفاجئ لاكتشف بعد لحظات أن الشوق هو من يحزم حقائبه استعداد لرحيل ابدي لن يعود فيه ليستوطن قلبي ولو حتى زيارة . وعندما سألته عن سبب مغادرته مخافة أن يكون قلبي أزعجه بضوضاء دقاته التي لا تنفك تنبض لك , لكنه أجابني باني لا أنا ولا قلبي أزعجناه وإنما قرار استقالته جاء جراء ملله لبقائه دون عمل وهو لم يعتد أن يقتات دون عمل لهذا قرر الرحيل لم اجبره على البقاء ولم أحاول أن أقدم له أية إغراءات وأية إغراءات سأقدمها إن كنت أنا محتارة في نفسي وكيف فقدت قدرتي على الا اشتاق لك بعد كل الذي عشناه معا ..
ودعته وتمنيت له أن يجد قلبا نابضا لا بالحب فحسب بل بالحياة أيضا..
ودعته وودعت معه الحب ..الذكريات .. والمشاعر الجميلة ..
فوداعا لكل شيء جمعنا ووداعا للاشتياق الذي كان رفيق درب حب مخلص عذبني بكل ضمير مهني ولما صار يحصل على راتبه دونما عمل قرر الرحيل للبحث عن قلب يوظفه فيحصل على قوته بجهده , رغم أني تمنيت ألا اخسر صديقا مخلصا مثله .
الدولة :الجزائر
العمل : قصة قصيرة