ط
مسابقة الشعر

حُلُمٌ أخضر..خاص بمسابقة ملحق الديوان المجمع للشاعر / بغداد سايح من الجزائر

شعار
حُلُمٌ أخضر

عـــلــى كـــتِــفِ الــــرؤى وَطــنــي أقــامــا
يـــخــيــطُ بـــتِــبْــرِ أغــنــيَــتـي وِســــامـــا

و يــنـسُـجُ مِــــنْ حــريــرِ الــعُـمْـرِ عِــشـقـاً
فــيُــلــبِـسـنـي الـــمــحــبّــةَ و الـــوئـــامــا

يُــــلـــوِّنُ بــالــخــلـودِ جـــــــدارَ جُـــرحـــي
كـــأنّـــي الـــحُــبُّ يــرسُـمُـنـي خُـــزامــى

و يُــنــبِـتُ فـــــي تُـــــرابِ الــمـجـدِ فــجــراً
مـــــــنَ الــعــيْـنـيْـنِ يــقـطـفُـنـي كـــلامـــا

يُــخــبِّـئُـنـي غــــنـــاءً خــــلـــفَ وجـــهـــي
و لــــــلأيّـــــامِ يـــعـــزِفُــنــي ســـــلامـــــا

هـــــــوَ الأفُـــــــقُ الــمُــبـلّـلُ بــالـمـعـانـي
يــــهُــــزُّ الــــــــروحَ يــوقِــظُــهــا غـــمــامــا

لــــــــهُ تـــسّـــاقَــطُ الــكــلِــمـاتُ بــــوْحـــاً
غــــزيــــرَ الــــنّــــورِ يــلْــتَــهِـمُ الـــظّــلامــا

لــــعـــلَّ أصــــابـــعَ الأشـــــــواقِ تـــحــنــو
لِــتــسْــكُـبَ مِـــــــنْ أغــانــيــهِ الــهُــيـامـا

بـــــــــلادٌ لــحــنُــهــا نــــبــــضٌ أصــــيــــلٌ
بـــأخــضــر حُــلــمِــهـا تُــــغـــري الأنـــامـــا

كــعِــطْــرِ الــزنْــبـقـاتِ يــســيــلُ هــمْــسـاً
إذا الإفـــصـــاحُ فـــــي الـشّـفَـتَـيْـنِ نـــامــا

و بــــعـــضُ الـــنــبــضِ أنـــغـــامٌ حـــيـــارى
بـــثــغــرِ الـــكـــونِ تــشــتـعِـلُ ابْــتِــسـامـا

جـــزائـــرُ روْضُ وجْــــــدٍ حـــيــنَ يــمْــشـي
يُــــعـــطِّـــرُ دفءُ خُـــطـــوتِـــهِ الأمـــــامــــا

تـــــــذوبُ الأمـــنــيــاتُ عــــلـــى يــــديْـــهِ
فــيــبــعــثــهـا مُـــجـــنّـــحــةً حَــــمــــامـــا

و تُـــغـــفـــي الـــذّكـــريـــاتُ بــمُــقــلـتَـيْـهِ
ســـمـــاءً كُــلّــمــا ارْتــعَــشَـتْ تَــســامـى

بــــــأرضِ الــطُّــهْــرِ تــقــطُــرُ وشـــوشــاتٌ
تُــضــمِّـخُ فـــــي ثـــــرى خـــجَــلٍ كِــرامــا

هُـــــــمُ الـــشُّــهــداءُ يــهــواهُــمْ تُــــــرابٌ
يُــعــانــقُــهُــمْ عِــــظـــامـــاً لا عِـــظـــامـــا

و فــــي دمِــهِــمْ لــغــاتُ الــعـشـقِ تـنـمـو
فــيــخــضـرّ الــــمـــدى ألِــــفـــاً و لامـــــــا

و تـــحــبــو الــمُــفــرداتُ إلــــــى عـــيـــونٍ
تــسُــلُّ الــدمْــعَ مِــــنْ هُــــدُبِ الأيــامــى

و تُــــغـــمِـــدُ نـــــظــــرةُ الأوراسِ لـــــيــــلاً
عــمـيـقَ الــتِّـيـهِ فــــي الــحـدَقـاتِ هــامــا

شـــمـــوسُ الــــــذّودِ تــحـضـنُـهـا لـــحــودٌ
كـــمـــا الأحــــــلامُ يــحـضُـنُـهـا الــيَـتـامـى

و أنـــفـــاسُ الــشــهـيـدِ تُـــضــيءُ طــيــنـاً
كـــــــأنَّ الــــــدربَ بــالــوَهَــجِ اسْــتَــقـامـا

عـــلــيــهِ الـــعُــشــبُ يـــســـري بــربــريّــاً
نـــــــديَّ الأصـــــــلِ يــحــمــرُّ احْــتِــشـامـا

كـــوجــهٍ فـــــي رُبـــــى الــتّــاريـخِ عـــنــهُ
أمــــــاطـــــتْ أمُّ درْمــــــــــانَ الـــلِّـــثــامــا

يُــــطـــاوِلُ بــالــعــيُـونِ الــخُــضْــرِ حُــلْــمــاً
فــتَــمْــتَــدّ الـــلــحــونُ يـــــــداً و هــــامـــا

أمــــازيـــغُ الــــعُـــلا شُــــهُـــبُ الــحــنــايـا
ســـقــتْ بــالـحُـسْـنِ أنــدَلُــسـاً وَ شــامــا

مــــــآذِنُ مِـــــنْ رمـــــادِ الــقــهْـرِ قـــامَــتْ
تُــبــرعِـمُ فـــــي خُـــطــى نـــغَــمٍ إمـــامــا

مــــتـــى يــــخـــدِشْ زُمـــرُّدُهـــا هــــــلالاً
تُـــخــضِّــبْ نـــجــمــةٌ فـــيــهــا الــرُّخــامــا

حــــكــــايــــاتٌ تُـــعـــتِّــقُــهــا رِمــــــــــــالٌ
و يـــبــكــي الــنــخــلُ يــذرِفُــهــا مُـــدامـــا

كـــتــبْــتُ الــحُــلْــمَ و الــدُّنــيــا مِــــــدادي
فــــــراحَ الــشِّــعْــرُ يُــطـلِـقُـنـي سِــهــامــا

هُـــنـــا بـــلَـــدٌ مِـــــنَ الــظُّـلُـمـاتِ يـــأتــي
بــــرغــــمِ قُـــيـــودِهــا بــــــــدراً تَـــمــامــا

يــــمُـــدُّ عــــروقَـــهُ الـــخــضــراءَ حـــتّـــى
رآهُ الــــقـــلـــبُ يـــغـــرِسُــنــا غَـــــرامـــــا

تــشــظّـى فـــــي مــرايــا الــوقــتِ لــكــنْ
عـــــلـــــى شُـــطـــآنِـــهِ دُرَراً تـــــرامَــــى

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى