خاص بالمشاركة في مسابقة همسة للآداب والفنون
الاِسم : حورية داودي
نوع المشاركة : قصة قصيرة بعنوان ” خارج المدار”
الدولة : الجزائر
رقم الموبايل : 03 67 42 72 002137
الإيميل [email protected]
خــارج المــدار
تحت ظِلّ نخلةٍ ناعِسَة جَلستُ أطّهّرُ جُرحي الهارب من الأفواه السّاقطة. جلّستُ أحَدِد مَعالمَهُ، جلَستُ أحَدِّد نبضِ الألم. لا شيء هُنا واضح لا لَونَ للهاربين والسَّاقطينَ تحتَ توهَج الشّمس.
إلاَّ هَذا الكُحل العرَبيّ الفاضِح من عينَيّ الجُرح.
حملَقتُ عَلَني أرى بعينيه ما عجزت عَيناي أن تَراه، غَمَرَني مَدٌّ جارِف. رَكِبتُ مَوجَة واِتَّجَهتُ نحوَ مدار..
هُنا مدارُ الأسئِلَة، هُنا يَحومُ الأَملُ مَعَ الألَم، هُنا النِّهايَةُ مَصيَدَةُ الفُضول. هُنا لماذا قضاءٌ نازِل .. رفَعتُ رأسي فَتلاشَتْ أجزاء من جسمي في غمرَةِ الفَوضَى والاِغتِراب.
صَرختُ بأقصى اِمتِدادٍ لِلألَم فلم أسمَع صَدًا لِصَوتِي، إلاّ هَذا المِلح الّذي أستصيغُهُ ثَقيلاً جَراءَ سيل الدّموعِ الَّذي يغمُرُني، فاضطَرَرْتُ إلى اِحناءِ رأسي وجمعِ شتاتي المُتناثِر، ثمَّ ركِبتُ دموعي واِتَجَهتُ نحوَ مدارٍ آخر..
هُنا مدارُ الواقع. ديكورٌ طبيعي، ألوانٌ شفّافة وقلوبٌ مُرصّعة على وَهمِ الأسئِلة وبلاطِ الأميرِ ..مَشيتُ على الرّصيفِ مُطأطِأً تَجنُّبًا لِلصّفعات.. فأغرقني عَرَقُ الكادحين. قيلَ لي إنَّ لَبس النِّعالِ يُثيرُ الشُّبُهات. هُنا نَلبِسُ الأحلام، والأرضَ والزَمهرير، نلبسُ الصّبرَ ونحتمي بالسَعير..
وهذهِ أقدامُنا الدّامية من السّيرِ والطّوابير، وأصواتُنا كمَّمَها صَمَمُ الأمير .. اِستغفرتُ لخطيئتي ونزَعتُ نَعلي. نَزَعتُ كلّ العتماتِ الَتي تكتَسيني وظهَرتُ شفَّافًا للأمير..
بدَوتُ صغيرا حتّى أضحكتُ نَعلي . كانت المُفارقة شَكلِياً كبيرة بيني و بينهُ. حاولتُ الاِحتِماءَ بهِ فلَبِسَني و رماني خارج المدار..
حيثُ العتَمة وطنُ المَغلوبين الّذين صُدِّرت أصواتُهم وأحلامهم وأوطانهم
و أفكارهم .. وكبير النّعلِ عندهم يدوسُ على الأعراف ويُلمِّعُ شهواتَهُ بالقانون .. ويكبُرُ بِنَعلِهِ في صمتِهم ويصغُرون بصمتِهم في نعلِهِ. وما دام هم باقون في وهْمِ التّصديق للنّظريات المعكوسة، يبقى كبيرُ النّعلِ فِيهم يصنَعُ القرار.. ويبقى جُرحُهم خارجَ المد
تحت ظِلّ نخلةٍ ناعِسَة جَلستُ أطّهّرُ جُرحي الهارب من الأفواه السّاقطة. جلّستُ أحَدِد مَعالمَهُ، جلَستُ أحَدِّد نبضِ الألم. لا شيء هُنا واضح لا لَونَ للهاربين والسَّاقطينَ تحتَ توهَج الشّمس.
إلاَّ هَذا الكُحل العرَبيّ الفاضِح من عينَيّ الجُرح.
حملَقتُ عَلَني أرى بعينيه ما عجزت عَيناي أن تَراه، غَمَرَني مَدٌّ جارِف. رَكِبتُ مَوجَة واِتَّجَهتُ نحوَ مدار..
هُنا مدارُ الأسئِلَة، هُنا يَحومُ الأَملُ مَعَ الألَم، هُنا النِّهايَةُ مَصيَدَةُ الفُضول. هُنا لماذا قضاءٌ نازِل .. رفَعتُ رأسي فَتلاشَتْ أجزاء من جسمي في غمرَةِ الفَوضَى والاِغتِراب.
صَرختُ بأقصى اِمتِدادٍ لِلألَم فلم أسمَع صَدًا لِصَوتِي، إلاّ هَذا المِلح الّذي أستصيغُهُ ثَقيلاً جَراءَ سيل الدّموعِ الَّذي يغمُرُني، فاضطَرَرْتُ إلى اِحناءِ رأسي وجمعِ شتاتي المُتناثِر، ثمَّ ركِبتُ دموعي واِتَجَهتُ نحوَ مدارٍ آخر..
هُنا مدارُ الواقع. ديكورٌ طبيعي، ألوانٌ شفّافة وقلوبٌ مُرصّعة على وَهمِ الأسئِلة وبلاطِ الأميرِ ..مَشيتُ على الرّصيفِ مُطأطِأً تَجنُّبًا لِلصّفعات.. فأغرقني عَرَقُ الكادحين. قيلَ لي إنَّ لَبس النِّعالِ يُثيرُ الشُّبُهات. هُنا نَلبِسُ الأحلام، والأرضَ والزَمهرير، نلبسُ الصّبرَ ونحتمي بالسَعير..
وهذهِ أقدامُنا الدّامية من السّيرِ والطّوابير، وأصواتُنا كمَّمَها صَمَمُ الأمير .. اِستغفرتُ لخطيئتي ونزَعتُ نَعلي. نَزَعتُ كلّ العتماتِ الَتي تكتَسيني وظهَرتُ شفَّافًا للأمير..
بدَوتُ صغيرا حتّى أضحكتُ نَعلي . كانت المُفارقة شَكلِياً كبيرة بيني و بينهُ. حاولتُ الاِحتِماءَ بهِ فلَبِسَني و رماني خارج المدار..
حيثُ العتَمة وطنُ المَغلوبين الّذين صُدِّرت أصواتُهم وأحلامهم وأوطانهم
و أفكارهم .. وكبير النّعلِ عندهم يدوسُ على الأعراف ويُلمِّعُ شهواتَهُ بالقانون .. ويكبُرُ بِنَعلِهِ في صمتِهم ويصغُرون بصمتِهم في نعلِهِ. وما دام هم باقون في وهْمِ التّصديق للنّظريات المعكوسة، يبقى كبيرُ النّعلِ فِيهم يصنَعُ القرار.. ويبقى جُرحُهم خارجَ المد
