ط
الشعر والأدب

رحمك الله يا عم ..قصيدة للشاعر / محمد الشافعى . أبو قصي

رحمك الله يا عم..

و ماذا بعد أيتها الدنيا؟
لقد رحل الذي علمنا
أن نعيشك كي ننتصر
لقد رحل الذي علمنا
كيف نلوي ذراعك بابتسامة
لقد رحل الذي جعلنا نقتنع
بأنك لا تزالين بخير..

غصصٌ تتهادى
كاختناقٍ ضال
كغبشٍ جَنَّ لإفاقة دمعٍ
ليس من دأبه لملمة الذبول..
غربةٌ أن يألفك الاندثار و تألفه
أن يبتلعك الأفول و يطمرك السراب..
غربةٌ أن يجوع في قلبك اليقين
و تتصفح أنفاسك الفواجع..

يبدو أننا نناهز عمر مخاوفنا بعطش
و علينا دائماً أن نُجيد دور الإنطفاء..
بات اليتم يتفوق علينا في كل المسافات و الاتجاهات
و الذكريات..
باتت كلماتنا كغربان
تتوغل في مشاعرنا بنهم
ترصنا مزخرفين بالغروب و الوحشة
تجعلنا نتماثل للخريف
من فرط ما أصابنا من يباب
و لحظاتنا تتسرب من كفوف الطمأنينة أسراب وجل..

رحمك الله يا عم..
كانت ابتسامتك
تزرع النور في أرواحنا و احلامنا
كانت وسامتك
طير سلامٍ لكل المتعبين
من قبح العالم و العتمة
كان كرمك
يزيح عن كاهل المطر
نميمة الصحاري و وشايات الظمأ
كانت طيبتك
فرصةً هائلة للمضي نبلاً
نحو إنسانيتنا
و طريقة جاذبة و فاعلة
لتترعرع الأعياد في كنف ضحكاتنا..
كنت حليماً و جواداً و سنداً و عوناً
لدرجة أننا لم نكن نعرف
أن لدينا ظهوراً و علينا أن نحميها…

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى