ط
هنا الجزائر

ذكرى وفاة كمال مسعودي .. “طائر الغناء الحزين” وقصة حياته

من مكتب الجزائر / براضية منال

17 سنة تمُر اليوم على ذكرى وفاته

 الذي انطفئت “شمعته” قبل أن يحقق الكثير من أحلامه

10 ديسمبر 1998م .. 10 ديسمبر 2015م، 17 سنة تمر اليوم على ذكرى رحيل الفنان كمال مسعودي .. هذا الفنان الذي يُصّنفه الكثيرون كواحد من أهم المجددين في الأغنية الشعبية، عندما نستذكره اليوم في هذه “الوقفة”، لا تسقط من ذاكرتنا الغنائية أجمل أغاني “الفراق” و”الحزن” التي صدح بها،وحفظناها كلنا عن ظهر قلب :”الشمعة”، “يا حسراه عليك يا الدنيا”، “أنا وأنت يا قيتارة” وعشرات الأغاني التي تركها “طائر الغناء الحزين” قبل أن يخطفه الموت ذات عاشر ديسمبر في حادث سيارة أليم.
فإلى جانب كونه من أهم المجددين في الأغنية الشعبية يُعتبر المرحوم كمال مسعودي من الفنانين الذين أسسوا لما يُصطلح عليه اليوم بـ “نيو شعبي” حيث سطع نجمه وتألق بعد تقديمه لرائعة “الشمعة” إلا أن القدر لم يمهله ليقدم كل ما كان يطمح إليه في الأغنية الشعبية الحديثة وقد سبق لمقربين منه أن كشفوا أن الفقيد كانت في جعبته العديد من المشاريع واللمسات التجديدية للفن الشعبي .

وُلد الفقيد في30 جانفي من العام1961م بحي “شوفالي” الشعبي بأعالي الجزائر العاصمة بينما توفي يوم الخميس الموافق لـ 10 ديسمبر 1998 م إثر حادث مرور “تراجيدي” عند منعرج بن عكنون وهو في طريقه لبيته.
كبر كمال ضمن أسرة متواضعة وبسيطة كان محبًا لكرة القدم كما تأثر كثيرا بأخيه الأكبر الذي كان موسيقيا وجاءت بداياته عام 1974م عندما اختير لعضوية الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية إذ وهو طالب كوّن فرقة موسيقية.
لقّب بـــ “حسني الأغنية الشعبية”

أسر كمال مسعودي بأغانيه قلوب الملايين وكانت الكلمات التي يؤديها تعبر عن مآسي وأفراح الشباب لذا يحلو للبعض أن يلقبه بـ “حسني الأغنية الشعبية” لكثرة تعبيره عن مشاكل الشباب وتصويرها في شكل أغاني مؤداة.
كان يُعرف عن الفقيد بأنه بسيط متواضعً وصادق فقد كان يتألم في صمت لذلك تميّزت أغانيه بمسحة من الكآبة , توفي كمال في ريعان الشباب (37 سنة) أيامًا قليلة قُبيل زفافه وكان آخر كلام قاله في لقاء مصوّر حين سأله المطرب سيد علي دريس في برنامج كان ينشطه: “لماذا لا تحفظ أغاني الحاج العنقاء؟ فرد عليه الراحل بأنه “من الأفضل عنده حفظ آيات القرآن الكريم حتى يجدها ذخرًا له يوم قيام الساعة”.

أجمل أغاني الراحل كانت تحّضر في مستودع !

يقول عبد القادر بن دعماش الذي يعتبر من الأصدقاء المقربين جدا للمرحوم: “كمال رحمه الله كان من أصدقائي القريبين.. بالإضافة لكونه من أهم المجددين في الأغنية الشعبية ودائم البحث عن كل ما هو مبتكر وفي تصوري هذا سر تميّزه بين جيل من المغنيين للطابع الشعبي رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة”.

مضيفا: “قد لا يصدق البعض أن كمال كان سليل عائلة متوسطة الحال وعانى على غرار الكثير من الجزائريين من أزمة السكن فكان يتدرب على تسجيل أغانيه داخل مستودع أحد أصدقائه والحقيقة كل هذه الظروف مجتمعة فجّرت لدى كمال طاقة عمل كبيرة حوّلت معاناته إلى أغان غزيرة لا زالت مسموعة حتى الآن”.

أغنية الحظ والشهرة “الشمعة”

تمثل رائعة “الشمعة” أغنية الحظ والشهرة للفنان الراحل رغم أنها ارتبطت زمنيا بأحداث أليمة في تاريخ الجزائر ألا وهي فترة الإرهاب خلال تسعينيات القرن الماضي.. حيث صدرت سنة 1991م، وعند صدورها رأى فيها الكثيرون انعكاسا لآلام شعب بأكمله ووطن مثقل بالجراح.
وما لا يعلمه الكثيرون أيضا أن مسعودي بدأ مشواره الفني هاويا سنة 1974م، أين أنتج أول شريط له سنة 1985م لكنه لم يتكلّل بالنجاح المنتظر وواصل الفقيد محاولاته حتى سنة 1991حين أصدر ألبوم “الشمعة” فقلبت هذه الأخيرة حياته رأسا على عقب وأعطته شهرة واسعة بعد سنوات من محاولاته التعريف بفنه وصوته .

صدح صوت الفقيد خارج الجزائر وتحولت أغانيه خاصة “الشمعة”-و أغنية ” ألو ألو ” إلى قبلة للعديد من الفنانين العرب الذين قدموها بينهم الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي التي شدت بها خلال حفلة “الفنك الذهبي” سنة 2008 وصرحت الفنانة وقتها أنها واجهت صعوبات في أداء الأغنية قائلة: “وجدت صعوبة في أداء الأغنية كوني غير متعوّدة على اللهجة الجزائرية لكن عمق الأغنية وإحساس صاحبها المرهف جذبني إليها”.

كذلك، أعاد ذات الأغنية الفنان المغربي سعد المجرد، وقدمها في ألبومه الشهير “أنت باغية واحد”. كما أعادتها خريجة “ألحان وشباب1″، رجاء مزيان، بأنامل الموسيقي جمال بافدال في ألبومها الأول بعد تخرجها من “المدرسة” سنة 2007.

أخيرا.. لا بد وأن نقّر أن المرحوم كمال مسعودي كان بحق التلميذ المجتهد في مدرسة الشعبي حيث حذا حذو عمالقة هذا الفن وجدّد فيه دون أن يعبث بأصالته.. رحم الله كمال مسعودي “طائر الغناء الحزين”.12346369_875057799269146_3758779417211174006_n 12321494_875057692602490_2814446119219025407_n 12316521_875057612602498_7948975576171962757_n

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى