د/أحمد فتوح عبد الحميد
جمهورية مصر العربية
مسابقة الشعر الحر
“رؤية”
أيها القادم من وراء الغيوم.
ماتت..
كل الكلمات على شفتى..
وعلا صخب الصمت.
رأسى..
كزجاجة خمر فارغة..
أعصرها..
أستجديها…
علّى ألقى فيها..
بعضا مما كان.
خمدت..
نيران البركان.
والعمر المتدلى من فوّهة الأمل الكاذب..
يسقط فى جوف الا شئ.
نأتى…….ونروح..
والملل الساخر فوق المسرح..
يربو…..بغطيط الجمهور.
*******************************
قالت صاحبتى الشقراء:—-
يشرب قومى خمرا..
ويدخنون جنسا.
وفى نومهم يلتحفون صدقا وأمانة.
يلبس قومى سروال جينز..
وتى-شيرت..
ومعطفا من الكتب السماويّة.
وقبعات من الأوامر الربانيّة.
*******************************
رقصت أمواج الذكرى..
فوق خلايا العقل المكدودة.
فانهارت..
لحظات الحاضر.
البصر الشاخص..
نحو العدم الممتد.
والعين المنكسرة..
ينطقان بألف حكاية.
لا نسمع ألا..
همهمة الصمت.
وعلى الرأس المعصوبة..
رفرفة الموت.
من خلف الأبواب المنغلقة..
تأتى…
صرصرة تروس الخوف الصدئة.
يعلو الصوت…
حتى تنكمش الأجساد وتذوب..
يمتد..
نتلوى هربا..
كالديدان.
*******************************
قالت صاحبتى الشقراء “مندهشة”:–
أما قومك..
تمطرهم كلمات الله..
بعض الرمان من الجنة.
تحجب عنهم ريح النار..
وفحيح الأحلام السوداء.
تخبرهم بالنور المنتظر.
لكنهم دود فى صحن من ذهب…
كأنهم خلقومن غير عيون.
*******************************
قامت غيلان الأرض..
تأكل قلب الطفل الأخضر.
وحكايات الجدة..
عن”ذى الرجل المسلوخة”..
تنبت خارج حجرته..
تعرش فوق نوافذ عقله.
“يحكى أنّ…
وأنّ….
وأنّ……….”
ياأبت..
قالت لى الجدة:-
“يأكل_ذو الرجل المسلوخة_نصف رغيفى..
وينام معى فوق سريرى..
يلبس جلدى حين البرد..
يتسلل بين نسيم الصيف…
ذاك المبتل بعرق الشمس.
ويردد أغنيتى المحبوبة.”
يا أبت..
هل يسكن معنا البيت؟؟؟!
يا ولدى…
بل قد يملك هذى الأرض!!!
“يحكى أنّ..
وأنّ….
وأنّ……”
*******************************
علمونى..
أن أبقى تحت الأرض.
أسكن قبوا…….عطن الرائحة.
نبتت ذقنى….
حقل برسيم بائر…
أحرقه الماء.
أحمل فى يدى المشلولة..
ريشة سريالىّ مجنون.
أرسم النور المنتظر..
بقعا سوداء….
على اللوحات المسكينة.
*******************************
قالت صاحبتى الشقراء”مرتبكة”:-
أيهما أتبع……….
قومى…………
أم قومك؟؟؟!!
*******************************
تعشق قريتى الخضراء..
سفح الجبل.
ورأسها المشقوق مثل لسان الثعبان..
يمتد….
منذ ألف عام..
تحت قدميه الكبيرتين.
راودته عن نفسه ……مليون مرة.
وعندما تعلو أنفاسه……
وعندما تغمض العينين مستسلمة له..
يسخر فى جوفه الخوف والجبن.
تبكى قريتى….
فابن الصخر……..
مازال فى ظهر أبيه!!!!!
*******************************
معذرة سيدتى..
نام الحظ بأرضى هذا العام.
لكن…
لم يترك فى جعبتنا شيئا..
ألا بعض كلام.
وحقائب حزن…
ملأى بالأوهام.
تحملنى…
فأعانق وجه الشمس.
تردينى..
فتموت جميعا أحلام الأمس
وترانيم سماء…
تتعرى بالليل..
كامرأة متبرجة..
تكشف عن جسد متغضن..
يخفيه عقد من لؤلؤ..
يتناثر فوق الصدر المنهك.
تجذب قلب الشاعر.
حين يعاقر خمر الحب.
أو يحمل حل الطلسم.
*******************************
أيها القادم من خلف الغيوم.
لم نعد نملك وقتا..
كى نقرأ”أرض الخراب”لأليوت..
أو نبحث عن “فردوس مفقود”مثل جون ملتون.
أو نتفلسف مثل صراصير الحقول.
أيها القادم من وراء الغيوم.
أخرجنا من شبر نغرق فيه..
يمتد..
ما بين البطن وبين الفرج..
ألما…………
وحياة.