ط
مسابقة القصة القصيرة

رهينة الأمل . مسابقة القصة القصيرة بقلم /ورقلى فاطمة من الجزائر

خاص للمشاركة في مسابقة القصة القصيرة
بقلم :ورقـــــلي فاطـمة
***الجــــــــزائر***
******رهينــــــــة الأمــــــــــل*****
همس النسيم ..وميض النجوم …ضوء القمر ..حفيف الشجر …صوت اللّيل العذب ..تلك هي الموسيقى والأنغام التى غمرت مسرح العرض …أنغام اللّيل السّجية ..هواجس الحس الدفية ,سكون بديع ناضر ليلة من ليالي بدر القمر ,سحر خص لنعمة بني البشر ..سكون لا يحسه ولا يعيشه سوى مرهفي الحس ..بشر مثلها … قلب مندثر ,حس منفطر تلك هي أجواء مسرحها ,وعرضها وهواجسها
أمام شرفة المنزل وضعت مقعدها و بطيب يدها عطرت ذاك الصندوق الخشبي الزاهي الذي يحمل كل تلك الذكريات الغالية الجميلة كل العبارات الصادقة الرقيقة المعبّرة ..فكل رسالة كانت تحمل بين طياتها أعذب الكلام لوصف العشق ..رسائل حبِّ من عاشق كان بها ولهانا في زمنٍ كانت فيه سلطانة القلب والذات ..وبصدق الأحاسيس ..حين مررت يدها على صندوقها إهتزت مشاعرها ,وارتسمت على الشفتين بسمة حنين ,وإعتصر القلب الشوق الكثير ,فحدثت نفسها وإسترجعت موال كل ليلة.
أغلى ذكرى أزهر بها القلب الطاهر ,فشعورها وإحساسها أقوى وأكبر منها …تتذكرمشاعر الصدق ,والوفاء,والإخلاص تسترجع كل الحديث الذي دار بينهما ..تسبي سبيل أطلال حبيب الروح عن مستقبل زاهر عذب شغوف عن مشوار عمر مقبل ..مستقبل حالم ولاصد غير الأمل طالما هما معا ..تذكرت آثارأقدام حافية متوازنة على شاطئ بحر لازم حكايتهما وشهد تعلق روحيهما ,وخيوط الشمس الآتية والغادية تشيِّد صرح خيال بديع لحصون وقلاع مملكة الحب…وفي أصيل المشاعر الذابلة,ونزوتها العابرة
..دمعة نازفة من قلب أليم ..الشوق خصيمه …والجلاد هجرعصيم في دهر أخمد لهيب المشاعر …وخناجر وسيوف تسعى بدروب جسدها تقطع روحها ,وأشواك النسيان توخز قلبها أسى عميق يزين عتبات كيانها ,ووجدان معدم عاشت ذكراها ككل يوم في أجواء ,تسوء ظروف القلب إلى أكثر .
شهدت الحدث كأنه اللّحظة حاضر …فزمانها قد توقف وتقويمها معدم مذ لجظة الرحيل …وأنين طغى الماضي ليعدم الحاضر فلا مستقبل ,تمضي “هي”في دوامة الهوامان ..وتصغو لغيبوبة الحيران ..غفى جفنها يستحضر ذاك اللّقاء الأخير كلمات “عهد الميثاق “لبصمة أزل الإنتضار ..فتنتظر كل يوم فسحة الأمل ..تنتظرموعد بزوغ فجر جديد تتطلع فيه لموعد حب ترتمي بين أحضانه وتشكوه أشواقا أضنتها وتحدثه عن حنين يكابدها ,معه رحلت إلى أبعد المدى مافاق الشعور بالوجود ,فكان اللّقاء الأخير قاتلا كابوس رهيب عبارات صعبة التلقي هي “عبارات الوداع ” كم تمنت أن لا تسمعها ..كم أملت أن لاتجرب ذاك الشعور الساري بجسدها حالما سمعت كلمات الرحيل ما أرادت أن تسمع عن نشوة الإفتراق عن البعد ..والرحيل ,فهي تدرك تماما الآن أن رحيله ليس ككل رحيل بل هو” أميال النهاية”ربما بلا رجعة
كان اليوم نسيما عليلا رقيقا ,يداعب ظفائرها بكل نعومة بيمناه حين كانت الشمس ترحل بعيدا ومعها رحلت الأحلام الفتية التى جاهدها الدهر قبل مولدها رغم برأتها..لماذا؟
لوكان بيدها لمحت من الوجود كلمة الرحيل وقتلت البعد…وحبست شبح الوداع..أرادت أن تسأل الحب عن سره في تفريق الأحباب ..لماذا لايستجيب القدر ..تذكرت كلامه القاسي الحنون
يده بلمستها البريئة بصدق وصفاء ..بتيم الحب و قداسته ..في آخر لقاء ضمها إليه ,وبلطف أطلق
سراح تلك الكلمات الحزينة…
“حان الوقت!!….حان وقت الرحيل ياحبيبتي..سأبتعد عنك وقلبي شغوف بك ..طيفك يسكن وجداني ..انت كل كياني”
بنظرة تحمل الحب..والشعور بالغضب بحزن كبير تتلقى وقع أصعب قرار ..بدهشة بعين باكية ,بقلب نزيف بيدها المرجوفة تمسك يده و تقول بصوت رقيق عذب :
“لكن ألا تدرك أنك بقرارك هذا تحكم علينا بالموت؟”
هو:”كلاّيا حبيبتي ..إني أعلم مدى أساك وليس أساي أقل من أساك ,سأرحل من أجل كلينا سأتغرب لأثبت للجميع ولنفسي أني جدير بك …سأتغرب وسأتعلق بك أكثرأنت روحي سأصارع الحياة وأعود إليك ,أعدك إنتظريني حبيبتي”
تسكت فـــ “هي “عاجزة عن الرّدفتكتفي بالدّمع ونظرة عتاب …تكتفي بلمسة يده علّها بذالك تجعله يعذل عن قراره الجائر و يغير النهاية….لكنها لم تتغير فقد رحل” هي” على عهده باقية,لذالك هي على الأمل تعيش …ومن ذكرى الحب تستقي ..من الماضي تروي ضمئها وتكتفي بذكرى الحب ,وكلها أمل في عودته تترقب باب المنزل والشورع والأزقة علها تلمح خياله أو طيفا منه..تأمل في مطلع كل فجر عودته ,وتترقب مسامعها مجيئ خبر عنه على أفواه الناس.. حتى ..ببشرى رجعته والإستقرار …ومعاودة دراما الحب الأول.!!..هكذا عاهدت نفسها على”الوفاء”..”الإخلاص”..”الإنتضار”لحبيب غدى ولم يعد ,لكنها ستنتظره!! إلى يوم ترحل فيه عن الدّنيا أو عودته فقد عودت نفسها على الصبر والإنتضار حتى يسعفها حظ اللّقاء..أو يسرقها شبح الفناء فيلتقيان في السّماء ..”هي “على الأمل ألفت العيش و”هو” ألف البعد وربما الإستغناء لكنها ستبقى “رهينة الأمل ”
بإسم” الحب” و”الوفاء “و”العطاء”

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى