ط
مسابقة القصة

“رواية تواتر النضال”مسابقة الرواية بقلم / بوسكين تقى الدين من الجزائر

“رواية تواتر النضال”

نقاط الربط في الرواية

الـرجـل الـغـامـض و الكارثة المرتقبة .

الموجة طـفـل الـنبـوءة و هـالـة الكـراهـية العظمى .

التيــار العــاصــف وجه الانتقام و ســارة الجــزائــريــة .

الأســـمــر الذهـــبـــي عراب أعظم نبوءة في العصر الحديث .

الوميض البراق … اللغز المحير ……..

العـــشـــريــة الســـوداء و تاريخ نشأة الظلام .

قوة ، ضعف ثم قوة (ماض ، حاضـر و مستـقبـل) .

الفصل الأول
الحقيقة و الخيال حدثاني بأنه وبعد وفاته مباشرة وضع الناقمون على حكمه أيديهم على كتب السحر و الكابالا فأنشأ ما أطلقت عليها بهالة الكراهية العظمى (الكاثانا) و كانت تفسيري الوحيد لزلزال المشاعر الذي مس الجميع ما عدى أولئك.
و حدثاني أيضا أنه و في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل حدث في الأرض أمر عظيم أمر جلل و كان بزوغ نجم احمد ، و مع تواتر الملاحم البطولية أفرزت الطبيعة ما عرف بأختام النضال . فماذا لو حطم موطنك بإيعاز قوى تتعدى المعطى للبشر، كيف هو الخلاص ؟ و ما الذي ستفعلينه إن كانت إبادة عشيرتك هي الحل الوحيد ؟.
ما الكارثة المرتقبة التي سيحملها معه ذلك الرجل الغامض ؟ و هل سيتحقق الحلم القاضي بظهور ذلك الثوري الذي سيقوم باختبار عظيم، الشخص الذي سيحمل معه للعالم استقرارا كبيرا؟”
لأجل ذلك تعرفوا من خلال هذه الرواية على الأسمر الذهبي، الفتى الملقب بالموجة، لم تواتر النضال بالتحديد ؟ و لم قرر الأسمر اطلاع الصبي الموجة على فحوى هذا الكتاب الذي بين أيديكم؟ من هو الفتى الملقب بالتيار العاصف ولم قرر مغادرة الوطن بل وتدميره أيضا؟ .
المقطع الثاني
ما علاقة الأسمر الذهبي موجه ذلك الثوري بسارة والدة التيار العاصف و هل سيتمكن من حماية الموجة من خطر المنظمة التي تسعى لاغتياله و ما هي النبوءة التي تحدث عنها .
كيف سيتمكن التيار العاصف من الفرار من منزل الأسمر الذهبي و الالتحاق بالمنظمة السرية العالمية و هل سيتمكن حقا من اغتيال من والدته ؟
التيار العاصف : أمي لقد كرهتك و بغضتك ، من أجل اغتيالك أنا بقيت على قيد الحياة .
– هل التيار العاصف مجرم إلى هذه الدرجة ، أم أن سارة الجزائرية كانت السبب وراء اختياره السير في ظلمات الانتقام للعشيرة ؟
تبا لقد هب الربيع بألحان الشتاء فهل سيتمكن التيار العاصف رفقة الملثم من القضاء على عراب السلام (الأسمر الذهبي )
أجل لقد استشهد الأسمر الذهبي على يد تلميذه الصغير في شاطئ النهاية تاركا خلفه مقولته الشهيرة في عالم النضال .
مقولة الأسمر الذهبي : ” بالعودة إلى الوراء فحياتي لا شيء سوى حالات الفشل، لم أستطع انقاد تلميذي ولا فرقتي ، إذا قارنت أعمالي العظيمة مع ما قام به الشهداء فهي تعد أشياء تافهة، القصة الجيدة تكون بمجرى أحداثها النهائية، حالات الفشل يجب أن ترى كمجرد تفاهات، عشت أعتقد بذلك وبالمقابل أقسم بأنني سأنجز شيئا عظيما سيمحى كل حالات فشلي وسأموت كمناضل رائع ، على الأقل افترضت بأن الأمور ستمشي على هذا الشكل ولكن مع اعوجاج قصتي فحكايتي ستنتهي هكذا.
لقد تنبأ الجندي المجهول بأنني سأوجه ذلك الثوري الذي سيقوم باختبار عظيم، الشخص الذي سيحمل معه للعالم استقرارا كبيرا، اعتقدت بأنني سأهزم الإرهابيين وسأوقف زحف المنظمة السرية ولكنني أخفقت مرة أخرى وسأنتهي كشخص تافه “.

الفصل الثالث
ربما التيار العاصف شخص مجرم و لكن صديقه الموجة يرى غير ذلك فقد فقد التيار العاصف عائلته مبكرا وأصبح وحيدا تماما مقابل السلام في هذا الوطن، لا يمكننا إلقاء اللوم عليه مجددا، لقد قال له يوما بأنه لن ينسى الجزائر أبدا وتضحيات عشيرته من أجل تأمين السلام لهذا الوطن وأنه سيفعل أي شيء من أجل الانتقام من والدته ، الشيء الحقيقي والأكيد أنه سعى للثأر من الوحدة التي لحقت به جراء انتثار لقب عشيرته من الوجود .
و لكن الحقيقة كالتالي :
التيار العاصف: الحقيقة؟
الموجة: سارة الجزائرية ، لقد كانت حياتها كلها تضحيات وتنازلات من أجل هذا الوطن، ليس من أجله وحسب بل من أجلك أيضا .
التيار العاصف بقوة: كذب، هي لم تفعل أي شيء من أجلي.
الموجة: دعني أكمل فتلك العشيرة التي لطالما رددت شعاراتها لم تأبه يوما بشأنك بل آثرت اجتثاثك من خلال لفك بحزام ناسف وتفجيرك أمام مدخل ثكنة البلدة، أصر والدك على تقديمك قربانا للإمبرياليين المتحكم بهم من طرف ذلك الرجل الجالس هناك ولكن والدتك رفضت ذلك وحذرت الجميع بما فيهم أباك وأخاك وعمك بأنها ستبيدهم إن أصبت بمكروه .
سارة الجزائرية، اغتالت زوجها، أباها وعمها ولكنها لم تستطع اغتيال ابنها الأصغر وفي المقابل لم يأخذ أفراد عشيرتها تهديداتها على محمل الجد.
التيار العاصف: وكأنني سأصدقك، أمي امرأة شريرة، أبادت عشيرتها وانضمت إلى المنظمة السرية، تلك المجرمة تلذذت باغتيال أقربائها.
الموجة: لأجلك أنت، كل ذلك كان من أجلك.
ويصعق التيار العاصف، ثم
الموجة: يقينا منها بأن الأسمر وإن كان قويا فذلك لن يثني المنظمة عن ملاحقتك واغتيالك مادامت عبقريتك تشكل خطرا على تصوراتها، لذا قررت الانضمام إليها لتراقب من خلالها التحركات التي كانت تستهدفك.
ارتعد التيار العاصف وأمسك برأسه ثم صرخ : “صه، كل هذا كذب، كانت تسعى لنيل رضا رؤسائها، اغتالت حتى النيام، لن أصدق أكادييك”.
الموجة: صدق أولا تصدق المهم أنك لا تزال على قيد الحياة والفضل يعود لها، لقد أبقتك حيا، أتعلم لم؟ لأنها عهدت لك باسم التيار العاصف، التيار الذي سيوقف زحف المنظمة الامبريالية .
” التيار العاصف، طفولة شهد لعبقريتها الجميع ، ذلك الطفل استطاع في سن مبكرة استيعاب ما عجز عنه علماء أبانوا الشيب في عالم الذرة فقد كان متفوقا في كل شيء ، أرادت عشيرته استغلال قدراته ومساومة الأطراف الداخلية والخارجية، أخبرت والدته السلطات العليا في الوطن بأن جهات أجنبية تسعى للاستحواذ على صبيها ولما أحاطته هذه الأخيرة بحماية منقطعة النظير ، أصبح من أولويات المنظمة السرية تصفيته حتى لا يزود وطنه بتكنولوجيا لا نظير لها ولكن فهما خاطئا للمحبة أخلط مشاعر أبناء الوطن فتنام الصراع على الحكم واندس الغرباء فيما عرف بالعشرية السوداء وخلالها أصبحت حماية الأشخاص المؤثرين مسألة غاية في التعقيد وقد كان التيار العاصف أحد أولئك المهمين ، كانت أمه تعي جيدا بأن والده مصر على تلبية أوامر المنظمة كما كانت ترى بوضوح استفزاز عشيرتها الإرهابية لمبادئ الوئام المدني بتفجير هنا واغتيال هناك وكانت تعي بأن مهمتها السرية قد اقتربت ولذا استأمنت الأسمر الذهبي على صبيها وغادرت الوطن بعد انتهائها من أداء تلك المهمة ليتكفل الأسمر برعاية الولدين وشيئا فشيئا نمت قدراتهما، خاصة حينما خاضا ذلك التحدي الصارخ ضد إحدى أضخم وكالة الاستخبارات ، بالنسبة للتيار فالثأر لعشيرته كان هاجسه الوحيد، لذا سعى جاهدا لتخطي الجميع عبر إلمامه بخبايا النواة والظواهر الطبيعة ولكن ذلك لم يكن كافيا لأنه كان يعي بأن أمه متفوقة في كل شيء، فقرر مغادرة الوطن بحثا عن قوة أخرى تتيح له تجاوزها حتى وإن اضطر للإبحار في سراديب الظلام، لقد أخبر صديقه الموجة بأن الوطن لن يقدم له أكثر من المستوى الذي بلغاه سويا وأنه مجبر على البحث عن قوة أخرى فتجادلا وأسر له بأنه لن ينسى تلك المجزرة ما حيا ، فوحدتهما وإن تماثلت في فقدانهما للعائلة فقد اختلفت في طريقتها، لقد أبيدت العشيرة أمام أعينه وأصبح الناجي الوحيد، لا يصدق فقد اغتالت كل شيء وفي خلجات الليل عانق التيار العاصف الموجة أعز أصدقائه وغادر غرفتهما إلى وجهة أصبحت الآن معلومة .
الموجة: الحقيقة أننا لا يمكن أن نصبح قرية واحدة كما تسعى إليه المنظمة لأن ذلك يعني أن نتشارك دينا واحد ونتبع ثقافة واحدة وهذا هو التعريف الحقيقي للسراب ، تلك المنظمة أبادت عشيرتك، صنعوا لك ذلك الأب الحنون حتى تهبه روحك فداء لأطماعهم، أروك أما خائنة رغم تضحياتها فغدوت قاتلها ، لقد عهد لي أبي باسم الموجة وعهدت لك أمك باسم التيار العاصف أمانة في أعناقنا لنخوض معركة النهاية ضد المنظمة الإرهابية العالمية .
من أجل السلام في دولة الجزائر التي عانت من ويلات الإرهاب والأهم من ذلك من أجل ابنها الأصغر، أرادت الموت كمجرمة وخائنة، قبلت بالعار مقابل الشرف وبالكراهية مقابل الحب وعلى الرغم من ذلك ماتت سارة الجزائرية مبتسمة على يد ابنها الأصغر، لقد عهدت له باسم التيار العاصف ليهب ضد الإمبريالية.
وفي خضم حديثهما برز ذلك التتابع من المناضلين من أصدقاء طفولتهما منادين باندماج الموجة والتيار بغية إحياء القوة الرابعة (عودة الصداقة من جديد).
نظر الموجة الكاسحة صوب التيار العاصف وانطلقا سويا كالبرق امتداد شاطئ النهاية ” لا تزال هنالك فرصة أيها التيار، فرصة يمكنها أن تعكس حالنا”.
……………………………………..يومها ( صورة من ماضيهما ) :
– لن نوقف الاعتصام حتى يطرد ذلك الموجة المنحوس من المدرسة .
– لن ندع أطفالنا يقتربون منه .
– هيا ألقوه في المزبلة فلا احد يكترث به .
– سيدي المحافظ ذلك الطفل لا يتوقف عن البكاء عند عتبة ذلك المنزل ،لقد تم فصله من الصف دون مبرر .
– إنه طفل وحيد .
– بل إنه وحيد جدا .
الوحـــــــــــــــــــــــــدة و الصداقـــــــــــــــــــــة
التيار العاصف أيضا يعرفهما و لأنهما قوتان ذات رتب عالية حقا ارتمى الأول مندمجا مع أمواج البحر وهب الثاني بقوة الإعصار فصنعا سويا ما عرف بالتسونامي الكاسح الذي شكل موجا عملاقا أغرق عرمرم العدو وأرغم دفعته الأولى على التراجع.
شخصية عميقة كالتيار لا يمكن أن تنسى وستظل في أدهاننا، لقد فقد التيار العاصف عائلته مبكرا وأصبح وحيدا تماما مقابل سلام هذا الوطن، لا يمكننا إلقاء اللوم عليه مجددا، لقد قال لي يوما بأنه لن ينس الجزائر أبدا وتضحيات أمه من أجل تأمين السلام لهذا الوطن وأنه سيفعل أي شيء من أجل الانتقام لها ، الشيء الحقيقي والأكيد أنه أصبح يريد الثأر فالكراهية والانتقام ، إذا فهما قدره مهما تباين العدو.
هب التيار العاصف والموج يرسم لوحات عن حب والدته له وتضحياتها من أجل السلام لهذا الوطن، تذكر منزلهم المحاذي لتلك البحيرة وأولى أيامه الدراسية :
التيار العاصف: أمي، جل الأولياء يوصلون أبنائهم فهلا ذهبت معي إلى المدرسة؟.
والدته: كنت آمل ذلك إلا أنني كلفت بمهمة ستبدأ غدا (أصدقائي تعرفون جيدا تلك المهمة).
والد التيار: إم، أصبحت مشغولة كثيرا هذه الأيام.
والدته: آسفة بني، حتى وإن استعصت عليك الأحداث القادمة ، تذكر بأنني سأكون دائما هناك من أجلك.
أجل فقد حيت من أجله ، لذا قرر التيار العاصف التضحية من أجل وطن أمه محولا مسار التسونامي الكاسح مبعثرا صفوف العدو مستنفذا ما تبقى من قواه
حاول الموجة إنقاذ صديقه المنهك الذي فقده منذ زمن و لكن :
التيار العاصف : لا تجهد نفسك فلا أظن أن بإمكاني النجاة فجانبي الأيمن سحق تماما حتى أنني لا أكاد اشعر به .
وتزداد سرعة تدفق تلك الدماء المتفجرة ينابيع من جسد ذلك الصديق الذي لطالما كان استرداده حلما بالنسبة له ، ليصعق مرسلا يداها في تلك الرمال باكيا متحسرا على عدم فهم مشاعر صديقه أيام الصبا .
الموجة : لو أنني فهمتك أحاسيسك يومها لما غادرت و لما جابهت كل ذلك الألم منفردا ، ما فائدة مناداتي بالعبقري إن كنت قد عجزت عن فهم أغلا ما أمتلك . ” هذه كانت كلمات الموجة عند تلك الرمال ”
التيار العاصف : آه تذكرت فقد كنت الشخص الوحيد الذي لم يقدم لك هدية بمناسبة حصولك على رتبة عبقري و قد ظللت أتساءل مرارا عن الشيء الذي يليق بك ، لا تقلق فأنا لست حملا عديم النفع ، سأهديك هذا الختم النضالي الخارق و مهما أول ذلك فأنت حقا مناضل عظيم ، هذا هو شعوري بصدق لذا أرجو أن تقبله .
أيها السلام استخدم تقنياتك الخاصة من اجل نقل الختم و ازرعه في أعماق الموجة .
السلام : هيا تقدم أيها الموجة .
وهكذا تقدم الموجة و الحزن محيط به .
التيار العاصف : أنا على وشك الموت و لكنني سأكون معك في الأعماق دوما .
وهكذا ودع الموجة أغلا أصدقائه في اليوم الذي استرده فيه و في شاطئ النهاية الذي وارى جثمان معلمهما أيضا.

شاطئ النهاية أين سيتولى العالم الإسلامي هذه المرة زمام الحكاية؟

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى