ط
الشعر والأدب

ساعات فى مهب الريح.خاطرة للكاتبة د. جازية دليمى

ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﺗﻨﻬﻲ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍلساﻋﺔ ﺑﺨﻔﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺁﺧﺮ .
ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﻮﺛﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ، ﻟﻢ ﺃﻓﻌﻞ ﻓﻴﻬﻤﺎ شيئا ﻳﺬﻛﺮ – ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ -.
ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﻜﺜﺮﺓ التفكير .. ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪا ، ﻻﺣﻈﺖ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ !
تقلبت ﻛﺜﻴﺮا، ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺮﺹ ﺩﻭما ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻮﻡ، ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﻏﻄﺎﺀ خفيفا، ﻭﺗﺨﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺍﻁ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ﻭﺭﺑﻄﺔ ﺍلشعر .. لكن ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩﺍﺕ ﻟﻢ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺑﺸﻲﺀ !
ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ تنبهني ﺑﺤﺎﻻﺕ ﻛﻬﺬﻩ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، لا يوجد مكيف، ﺍﺭﺗﻀﻴﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺑﻐﻴﺔ ﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻟﻴﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ ..
ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ .
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺃﺳﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺎﻣﺴﺘﺮ، ﻫﻲ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ .. ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺮﻛﺾ ﻓﻲ، ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﺤﺠﻢ ﻧﻤﻠﺔ ﻟﻢ ﺃﻧﺘﺒﻪ ﻳﻮما ﻟﻬﺎ، ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻲ .. ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ..
ﻟﻘﺪ ﺿﻠﻠﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺔ .
ﺃﻧﻬﺾ ﻭﺃﺳﻨﺪ ﺭﺃﺳﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍلسرﻳﺮ
ﺃﻓﻜﺮ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺑﺄﺯﻳﺰﻫﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﺬكرﺍﺗﻲ .. ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻋﺎﻧﺪﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﺯﻣﻦ، ﻭتتنطح ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻣﺜﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻛﻞ ﻣﺮة.
ﺃﺭﻓﻀﻬﺎ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻬﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺸﻪ .. ﻋﻤﻞ ﻣﻜﺜﻒ، ﻭﻗﺖ ﺿﺌﻴﻞ، ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻋﺎﺑﺮﻳﻦ ﻻ ﺃﺳﺘﺴﻴﻎ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺮﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﻮﺍﺭﻋﻲ ﺍﻟﺬاﺗﻴﺔ، ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ ﻣﺆﺟﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﻴﻌﺎﺩ، ﺃﺣﻼﻡ ﻭﺭﺩية ﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﻟﻔﺘﺎﺓ مثلي؛ ﻭﺃﻧﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺎﻭﻡ ﻳﻮميا ﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺬاﻛﺮﺓ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﺬﻛﺮ .. ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﺍلتذﻛﺮ، ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﻤﺴﻤﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .. ﻳﺆﻟﻤﻨﻲ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺩ، ﻭقلة ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ!
ﺭﺃﺳﻲ الآن ﺧﺸﺒﺔ ﻣﺴﺮﺡ ﻟﻸﺻﻮﺍﺕ، ﺭﺃﺳﻲ ﻏﺎﺑﺔ، ﺭﺃﺳﻲ ﻋﺠﻠﺔ سياﺭﺓ ﻻ ﺗﺘﻮقف ﺃﺑﺪا ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ .. ﺭﺃﺳﻲ ﻗﺼﺺ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺐ، ﺭﺃﺳﻲ ﻓﺮﺹ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓ، ﺭﺃﺳﻲ ﻧﺰﻭﺍﺕ ﻋﺎﺑﺮﺓ، ﺭﺃﺳﻲ ﻧﺪﻡ، ﺭﺃﺳﻲ ﻋﺎﻟﻢ .. ﻭﺷﺮﻓﺔ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺩﺭﻭﻳﺶ .. ﻻ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﻟﻠﺘﺤﻴﺔ ..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى