ط
مسابقة القصة القصيرة

سطح أملس. مسابقة القصة القصيرة بقلم / ناصر محمد خليل عبد العال -مصر

مسابقة القصة القصيرة
قصة قصيرة ” سطح أملس ” ناصر محمد خليل عبد العال -مصر
01287687886
[email protected]

سطح أملس
لا أعير اهتماماً لأحد.
أضع أول قدم علي سطحه الأملس فتنزلق ، أحتضنه بقوة وأبدأ رحلة الصعود عكس الجاذبية زاحفاً علي جسده المنتصب لأعلي . راديو كشك قديم يعلن موجز الساعة الثانية صباحاً .
المهمة صعبة ولا شك لكن يجب الانتهاء منها .
أمط جسدي لأعلي وأتشبث بموقعي بكلتا يدي ، أغرس قدمي في لحمه الحديدي حتى لا أخسر السنتيمترات التي نجحت في كسبها .
أري بعض الساهرين في الشقق التي وقع عليها بصري في لحظات التقاط الأنفاس. ربما رأوني ….. هم بالفعل رأوني فلقد لوح لي أحدهم بيده وابتسم أخر .
هل عرفوا شيئاً عن مهمتي و…….أخشي أن يفسدوا الأمر ، وإن يكن فلا بد من انجازها .
يتعرق جسمي ،أشعر بالإجهاد ، الأرض تبتعد……… إنها مسافة طويلة .
أتحسسه بأناملي المجهدة – ليس جيداً لكنه سيفي بالغرض – لأتأكد أنه مازال معلق بكتفي .
في هذا الوقت عربات قليلة تمرق في صمت وسط العمارات النائمة أو التي تستعد للنوم .
أرفع جسدي لأعلي .
يقطع جزء بارز من سطحه الأملس حذائي فأصاب بنوبة ضحك هستيري ، أري قميصي وبنطلوني بهتت ألوانهما فتعلو ضحكاتي . منذ ساعات اقترضتهم من صديق لي حتى أبدو في هيئة جيدة في اختباري الـ…. -لا أذكر كم عددهم – علها تكون الأخيرة وانتظم في عمل ما. تزداد الضحكات حين أذكر وجه رب العمل وكلماته وهو ينظر إلي
– لا مكان لأمثالك عندنا .
” نعم لا مكان لأمثالي عندكم .”
تسقط أوراقي من جيبي ، أري بطاقتي تتقلب في الهواء ثم تسقط علي الأرض .
-لم أعد في حاجة إليكم.
استمر في الزحف لأعلي ….
خلت السماء من نجومها ومن قمرها .غمامة مطيرة تزور عيني وتسقط مطرها .. يداي مشغولتان عن أن تكفف دمعي .
لا شك أن هذا سيؤلمك يا أمي وقد يؤلمه …….. أبي .
– موش مكسوف من نفسك …..لسه باصرف علي شحط زيك ……..موش كفايه خليتك راجل وومعاك شهادات .
أصل لقمة العمود الأملس اللوحة المعدنية اللامعة ،أحاول الوقوف عليها تنزلق قدماي كدت أهوي ………
– لا أريدها هكذا!!!
أصل إلي طرفها المح صورته مبتسماً هي ذات الابتسامة من سنين ونفس
الهيئة …… صورة يصعب علينا نسيانها أو طردها خارج ذاكرتنا ،أمهاتنا تهدهدنا بها وتوقظنا عليها وأينما تولي وجهك فثمة صورته .
أقرأ عبارة ” هناك متسع للجميع في هذا الوطن . ”
بحثت عن ذلك المتسع طوال حياتي فلم أجده .
– الصلاة خير من النوم .
تهزني الكلمات ،أجلس علي حافة اللوحة المعدنية. أري الشفق الأحمر .
لا أجد حكمة في هكذا دنيا تبسط يدها لهم وتغل يدها معنا .

– لا وقت لديك لكل هذا أنجز مهمتك .
ستشرق شمسهم عما قريب وسيستيقظ الشارع .ترتعش يداي ،يرتجف جسدي ، يجف حلقي .
– أكمل مهمتك .
أربط طرفه بقوة بالجزء البارز من العمود ،أصنع عقدة ،أضع رأسي فيها ودون مقدمات ولا أسف ولا حتى جملة وداع وبلا تردد أقذف بجسدي في الهواء تفعل الجاذبية فعلها يتوقف الجسد عن السقوط …. طقطقة …. صرخة من عظم الألم ……انتفاضات أخيرة للجسد ……… تظلم الدنيا .
ناصر خلي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى