ط
الشعر والأدب

شاعر وقصيدة  ..  لسان الدين بن الخطيب اعداد  فاضل  العباس ..

شاعر وقصيدة     اعداد  فاضل  العباس

لسان الدين بن الخطيب

وُلد لسان الدين محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني الغرناطي الذي يعود نسبه إلى عرب اليمن القحطانية الذين هاجروا إلى الأندلس، وسكنوا قرطبة، وانتقلوا إلى طليطلة ثم في نهاية المطاف إلى غرناطة، وُلد بمدينة لوشة غربي مدينة غرناطة على بُعد خمسين كيلومترا منها، سنة 713هـ/1313م في بيت علم وفضل وأدب وجاه.

كان أعظم شخصية ظهرت في ميدان التفكير والأدب في  العصرالاندلسي، في القرن الثامن الهجري، سواء في ميدان التفكير أو السياسة أو الشعر أو الأدب،   انتقلت حياته من أطوار الثقافة والأدب والتاريخ إلى عالم السياسة ودهاليزها وأسرارها ومؤامراتها؟ ثم انتقل من المجد والثروة والشهرة إلى الفرار والهرب والنفي ثم القتل في نهاية المطاف؟!  وبمراجعة سريعة لحياته

   نشأ ابن الخطيب متعلما على كبار علماء ذلك العصر، بيد أن وفاة والده صريعا في معركة طريف ضد الاسبان  قد جعل منصبه خلوا، ثم كان الوباء الكبير للطاعون ووفاة  ابن الجيّاب رئيس ديوان الإنشاء، وهو بمنزلة وزارة الخارجية لتلك العصور

ارتقى ابن الخطيب منصب رئاسة الديوان وهو محمل بتاريخ ومجد وعلم ونبوغ، واستغل هذا المنصب الجديد فتألّق فيه، وعظُمت منزلته، وأغدق السلطان أبو الحجاج يوسف بن الأحمر اعظم سلاطين غرناطة عليه عطفه، وآثره بثقته، وجعله كاتب سرّه ولسانه في المكاتبات السلطانية، وصدرت منها بقلم ابن الخطيب يومئذ طائفة من أبدع الرسائل الملوكية التي ينعتها العلامة ابن خلدون صديق ابن الخطيب في ذلك العصر بـ “الغرائب” لروعتها، وقد جمع ابن الخطيب الكثير منها فيما بعد في كتابه “ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب” ثم ليرتقي بعد ذلك الوزارة وزيرا لأبن الاحمر

من أشهر موشحاته المغناة

جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى

         يــا       زمــان الــوصل بــالأَندلسِ

لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا

            فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ

….

إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى

ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ

زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى

مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ

والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا

فثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ

….

وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما  

     كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ

فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا         يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ

….

فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى

بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر

مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى

مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ

وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى

أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ

وهذه من رواعه

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

                  كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

             أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

               مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ

فقلت هذي أحاديثٌ ملفقة

                موضوعة قد أتت من قول مختلق

فقالت وحق عيوني عزّ من قسمٍ

              وما على جبهتي من لؤلؤ الرمق

إني أحبك حباً لا نفاذ له ما دام

                  في مهجتي شيء من الرمق

فقمت ولهانَ من وجدي أقبلها

             زحتُ اللثام ،، رأيتُ البدر معتنقِ

قبلتها ،، قبلتيني ،، وهي قائلة

            قبلت فاي ،، فلا تبخل على عنقي

قلت العناق حرامٌ في شريعتنا

قالت أيا سيدي واجعلهُ في عنقي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى