ط
الشعر والأدب

شبة المرأة تلك من الشعر الكوردي المعاصر شعر: كه‌ژال ابراهيم خدر”شاعرة كردية “من كردستان عراق

967867_1527279000862068_1427477791_n
ترجمة: محمد حسين المهندس

1
تُشبِهُ المرأةُ تلكْ
دُميَةً زجاجيةْ،
دميةً ذاتَ رداءٍ أبيضَ،
إنها قلقةٌ مثلُ الظلالِ،
نَحيلةٌ كنَبتَةِ الراوَندِ،
سمراءُ مثلُ القرنفلِ،
وهي حزينةْ،
إنها مثلُ الموسمِ الراحلِ للمطرْ…
2
تُشبِهُ المرأةُ تلكْ
ضَباباً،
ضبابَ ثلوجِ أماسي الشتاءِ…
إنها مثلُ مِصطَبةٍ صامتةْ،
شَبّابَةٍ بينَ أنامِلِ موسيقارْ،
أحدِ أزقةِ قَلادزى،
إنها في المعمورةِ ينتابُها الأسى…
3
تشبهُ المرأةُ تلكْ
زهرةً،
تَتَعطّرُ بها لَوعَةً
أصابعٌ ناعمةٌ لفتاةٍ صغيرةْ…
تشبهُ شِعراً مليئاً بِسَلّة كلماتٍ
منْ تيجانِ زهرةٍ نَضِرَةْ…
تشبهُ تَنَفّسَ غديرٍ بلا ماءْ…
إنها تشبهُ أغنيةً مُحطّمَةْ…
4
تشبهُ المرأةُ تلكْ
شارعاً،
شارعاً في صيفٍ لاهِبْ…
تشبهُ غابةً جَدباءَ بلا ماءْ،
لا يسعُ العصافيرُ بناءَ الأعشاشِ فيها…
5
تشبهُ المرأةُ تلكْ
طائراً،
الطائرَ المهاجِرَ
في فصولِ الحرِّ والبَرْدِ…
تشبهُ رذاذَ المطرِ
وسَهلاً نَدِيّاً بزهورٍ بَرِّيةْ…
إنها تشبهُ عشقَ زوجٍ منَ الحمائمِ
حينَ يعودانَ الى أحضانِ بعضهما…
6
تشبهُ المرأةُ تلكْ
ضحكةً،
ضحكةً تلتَفُّ حولَ خدودِها…
المرأةُ تلكْ تَرتدي ثوباً خفيفاً
منْ صِغارِ خرزِ الأطفالِ،
وجيوبُها مَلأى بالعِطرِ الحرامْ،
تَمطُرُ منها البَسَماتْ…
وحينَ تَمضي بعيداً،
يَرشُقونَها بِحِجارةِ الكفرِ…
7
المرأةُ تلكْ
هِيَ هِيَ شَعرٌ ملونْ…
حروفُها مزرعةٌ،
إنها نغمةُ ألَمٍ
تَمطرُ منْ على شِفاهِها
في غيرِ أوانهْ…
وعلى حينِ غِرَّةْ،
تُضَيِّعُ نفسَها
وتَحتَضِنُ صُورَها…
إنها في كُل ِّ يومٍ وكل ساعةْ،
تَموتُ وتَحيا منْ جديدْ…
8
في قَسَماتِ تلكَ المرأةِ،
وطَلعَتِها،
ومُحيّاها،
غَمامَةُ امريءٍ رقيقِ الحالِ….
ثمةَ بسمةٌ ذاويةٌ ضيفةٌ لديها،
وزوجٌ منْ طائرِ الدمعِ….
وسِربٌ منَ التَّنَسُّمِ الأصفرِ
أضحى رفيقَها وأنيسَها…
هلْ تعلمْ، ماذا تُشبِهُ تلكَ المرأةْ؟
حينَ تَهزأُ أصواتُ الحراسِ
مِنْ أشعارِها،
أو حينَ يرشُقونَها هيَ بِحجارةٍ جارِحةْ،
ستغدو المرأةُ تلكْ
ثلجاً ذائباً،
ويغدو جَسَدُها امرأةً مُترمِّلَةْ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى