ط
مسابقة القصة القصيرة

صاحب المعطف الأسود .مسابقة القصة القصيرة بقلم / الشيماء عبد المولى من الجزائر

خاص بالمسابقة
الاسم : الشيماء
اللقب : عبدالمولى
تاريخ الميلاد :2000/3/19
من الجزائر
قصة قصيرة بعنوان ” صاحب المعطف الأسود “
صاحب المعطف الأسود
خطوات صاحب المعطف الأسود كانت متلاحقة. ثابت النظرات عازم على إفراغ حمل ثقيل في جعبته. مشبع بالندم على فعلة ما شكله يوحي بأنه يحمل سرا غامضا يطالعه على نفسه في الخفاء متحفظ عن كثرة الكلام والضجيج أقرب ما يميل إلى اعتزال البشر . كان مشواره الصباحي في وقت لا يتغير وكأنه قد ظبط نفسه بالدقائق والثواني كمنبه لا يزيد ثانية أو ينقص إنه يشبه الجندي فيما يقضي من أداء مهمة في وقت محدد في أمر حاسم لا يقبل التأجيل أو التعجيل . دخل المقبرة وخطى بأقدام حذرة مابين فراغات القبور الضيقة ليركن أخيرا بجلسة القرفصاء مادا كلتا يديه على ركبتيه كالمذنب الطالب للصفح استمر على حاله كل يوم بلا كلل أو ملل . وقد ألف ضالته من الطمأنينة والسكينة فيما يفعل في يوم جمعه القدر بعجوز تجلس على مقربة من ذلك القبر الذي كان يجالسه هو. بدت له شاحبة الوجه متدمرة ولسان حالها يعقد اليأس . تائهة في فكرها تستعين التأمل بدل الشكوى لروح ميتها.
دنى منها سائلا .
لما البكاء سيدتي !
هو قريبك !
كان ذاهلا من حالتها مستغربا وطغى عليه الفضول ليعرف . فساكن هذا القبر من أعز ما يملك وهو جزء من حكايته الغامضة .
أجابته قائلة .
أبكي لغياب اثنان غائب قد رحل بلا رجعة وغائب لي أمل في رجوعه .
وراحت تقص حكايتها في اطمئنان
كان لي ولدان فلذات كبدي كانا ضحكات البيت البريئة سر سعادتي مشاغبان دائما الشجار لا يكادا يتصالحان حتى يتعاركا مرة أخرى . وفي يوم استيقظ البيت على زعاقهما فضرب إحداهما الأخر فسقط ميتا . ولم يكن ليفعل ابني شيئا سوى الهروب أن يهرب خوفا على أخاه الذي ظن أنه قتله لكنه لم يقتله كان أجله أن يموت بسبب عقرب كانت تحته . وإلى الأن لم أجد ابني الغائب فصرت أبكيهما الاثنان واحد رحل بسبب والآخر بدونه . كان الرجل ينصت بذهول متتبعا قصتها غير مصدق ذرف دموعا قد اختلطت معانيها مابين الصدمة والسرور ابتهج بأن يكون ما سمعه حقيقة وبقي صامتا خوفا من أن يكون حلمًا إنها قصته ذاتها أي صدفة هاته التي قررت لم الشمل بعد طول غياب ! أم حكاية تشابهت أحداثها وخال لبرهة أنها حلقة حكايته المفقودة من سنين.
هل هي أمه التي غادرها مند سنوات وعاش على ذكرى الغياب فكيف له أن يعرفها وترتسم في مخيلة صاحب الست سنوات مذ هرب وإن يكن ……….
كيف يتعرف عليها هذه العجوز تكتسي ملامحها خطوط الكهولة مغبرة بغبار الزمن تحت مظلة الشيب.
تراطمت الأفكار في خلده يساوره الشك في التصديق إنه يسترسل في البوح بقصة اكلها الدهر بين قضبان صدره المقفرة.
جرته عاطفة الحنان بالفطرة مقتربا منها قائلا ..
إنه أنا من لاذ بالفرار قبل سنوات خفت عاقبة أمري كنت أظن نفسي من قتله فماكان بيدي حيلة سوى الفرار من مأزق كاذب رحلت بعيدا وعشت غريبا لأعود إلى أخي اقتل حنيني عنده وأسأله الصفح عن ذنبي واستسمحه الطيش الذي راح ضحيته..
هبت روح حياة جديدة في قلب العجوز لرجوع الغائب الثاني وارتاح صاحب المعطف الأسود من غلالة الذنب الزائف

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى