(صرخة عاشق)
وتسبح الكلمات
في بحر بلا ماء
وتطير الأفكار
في درب بلا سماء
وتدق الألحان
تستعطف شجن الأوتار
ويغور بالصدر
شوق كلهيب النار
ويرتفع صوت الحب
مؤذنا في كل واد
في كل ليل
في كل نهار
ويصير الصبح
علي خديك مسبحة
والزهر يقطر العطر
علي شفتيك أمطار
وعيناك مهد الطفولة
في برائتها
وحشية قاتلة
وهدبك بتار
وتسبح الكلمات حبلي بالشوق
والحنين يكوي الأضلع
ككيات الجمار
ففيما العناء !
وفيما الشقاء!
وأنا وأنت كموج في حضن الأزهار
كلونٍ كعبيرٍ في شذي الأزهار
ففيما الإنكار !
والليل يسبٌح يشهد علي كلينا
بالأذكار
وفيما التهاوي !
وأنا وأنت كنجمان تعانقا
في كبد الأزهار
وأنا وأنت كيان واحد .
ونبض
ودماء بالأغوار
وطلاسم وجد تمتلأ
بالأسرار
ففيما الدلال!
وفيما الإصرار!
لن أحيد عنكِ
ولن أحيد عن رأي
فتمنعي مهما تمنعتي
لن أرضي هزيمة
لن أرضي انتصار
ففيما الإعتذار !
وفيما الإنتظار !
وفي يدينا أن نُعطر بالوجد
مابين الأقطار
فأنا وأنت صوت واحدُ ُ
لسان لكل حوار
وتظل الكلمات تسبح وتسبح
نبتلع الريق شوقاً للقاء
ففيما الشقاء !
وفيما الإنتظار !
وأنا وأنت لكل عين
نور الإبصار
وأنا وأنت لكل عين
ماؤها النابع
ففيما الإعصار !
فتعالي ففي يديك ماء الحياة
يجري كالأنهار
وفي شفتيك بريق مزق الوجد
وحطم كل جدار
وفي عينيك
ربيع نمت علي شواطئه
كل الأزهار
وفيك نسجتُ من الدرر الباهرات
أعذب الأشعار
وأنا ..
أنا مازلت جنين في رحم الشعر
ففيما الإنبهار !
فتعالي وضعي الدفء في حضني
فالبرد في غربتي إنتحار
والدمع يختال بمقلتي
يفضح الشوق
فدعي عنك ياصاحبة الياسمين
كل إعتذار
وتعالي نوقد الشمعة بالشوق
ونوقد الأنوار
تعالي نتخطي العمر
الزمن والحاضر
نتخطي الأسوار
فحضني فستان زفافك
ومهرك مصحفي
وبيتنا عش علي الأشجار
ففي حضنك يكمن الدفء
ويكمن الإعمار
فبالله أنقذيني من غربتي
وتعالي
ففيما الإنتظار !
فيما الإنتظار !
صابر محمود أحمد
40
إنهاء الدردشة
