ط
مسابقة القصة القصيرة

عشق وجنون .مسابقة القصة القصيرة بقلم / أميرة محمد مرسى من مصر

الاسم: أميرة محمد مرسي
رقم التليفون: 01120925470
الايميل: [email protected]
اسم القصة: عشق وجنون.
تجلس تحت شجرة خضراء فروعها كثير ترفع رأسها وتنظر للسماء…السحاب…تلك النجوم التي تجمل السماء…ذاك القمر المكتمل…ترتدي فستانا بلون السماء الصافية حتي أنه يحتوي علي رسومات النجوم الصغيرة التي تتداخل بلونها الابيض مثل لون السحاب ف سمائها الزرقاء…شاردة…مثلما تكون دائماً…تفكر ف إبداع الخالق في خلق تلك السماء الصافيةَ…تفكر ف عزلتها التي اختارتها…العزلة التي وضعت ذاتها فيها ولم تجعل لها رفيق سوي تلك الكتب التي توجد الي جانبها علي الحشائش الخضراء….تلك العزلة التي احترمهاُ الجميع ولم يحاول أحداً اقتحامها…تفكر ف ذاك الغريب التي برغم أسلوبها الجاف معه… إلا أنهْ لم يمل ولم يكل
…ذاك الغريب الذي يصمم اقتحام وحدتها…تتخيله..
تراه أمامها…الأن…ظن عقلها أنها تتخيل فنظرت إلي سمائها مرة أخريْ…لتسمع صوتاً تعرفه جيداً
يقول: السماء جميلة أليس كذلك…أدركت أنه أمامها الأن أيضاً ..نظرت إلية ثم نظرت إلي السماءُ مرة أُخري ولم تعيريه اهتمام…ليجلس بجانبها ويفعل مثلها ثم يقول: من أنتِ أيتها الفتاة؟…نظرت إليه باهتمام…ولكنة تابع وهو ينظر إلي السماء قائلاً:
لماذا لا يستطيع العقل أن يتوقف ع التفكير بك؟!..
لماذا لا تستطيع العين رؤيه أحداً سواكِ أنتِ؟؛…
من المستحيل أن يكون ذاك القلب وقع ف أسرك وأحبك…اندهشت هي وتابع هو :منذ أن رأيتك وأنا أخبر تلك النجوم عنكِ…مر سبعة أشهر وأنا أُخبرهم عنكِ…أنتِ من جعلتني أحبها وأفكر بها رغم أنني أكره تلك الكلمة “الحب” وما يحدث به…أكرة جميع نساء حوا…ولكن…منذ أول دقيقه رأيتك فيها ولا يستطيع ذاك الاحمق التفكير إلا بك.. ولا ذاك المجنون الاهتزاز والدق إلا ِلك ..ثم نظر إلي عيونها ونظر إلي النجوم قائلاً: أخبريها يا نجومي ان كلي شوقاً وحنين لها…أخبريها يا نجومي انني أعشق ترابها..
أخبريها يا نجومي انني أريد حضنها وحنانها….
أخبريها أننا ولدها وطفلها المتيم بهاَ… ثم نظر أليها مرة أخري.. ولكنها فرت من أمامه هاربة لا تستطيع الحديث إلية ولا حتي النظر له…دخلت إلي منزلها وأغلقت الباب بسرعة ووقفت تستند علية وتضع يدها ع قلبها الذي يدق بشده غريبه ورغم ذاك الخوف الذي تشعر به إلا أنه علت وجهها ابتسامه مع دقات قلبها.. رعشه يديها…اهتزاز جسدها….
وضعت رأسها على وسادتها ولكن لا تستطيع النوم قط ..مر يومين وهي لم تخرج قط من منزلها بل لم تخطو خارج غرفتها…لكنها تذكرت أنها تركت الكتب تحت الشجرة ذاك اليوم…نزلت مسرعة إلي ذاك المكان…ولكنها لم تعثر عليهم…حدثت نفسها
“حمقاء ..حمقاء”…لتسمع أحداً يقول بصوت هامس
“الحمقاء الجميلة” ..نظرت إليه بارتباك واضح لتري تلك الكتب ف يدية…أخبرته أنها تريد الكتب إنها تخصها ..رد قائلاً: على شرط يا سيدتي أن تمضي تلك اليوم معي فقط برفقتي الي منتصف اليل… همت بالرفض ولكنة أخبرها أن تفعل ذلك وإلا لن تأخذ تلك الكتب…فوافقت ع الوفر ولكن ع حجم الخوف الذي يوجد وتشعر به أيضا تشعر بذرة أمان…ذهبوا إلي الشاطئ وظلوا يسيرون الي أن وقف قائلاً: لحظة ..ثم عاد يحمل “غزل البنات”…نظرت إليه بابتسامة فابتسم هو أيضا…بدأت تشعر بالأمان رويداً رويداً ..أصبحت ضحكتها تعلو معه ..وتمزح… وتلعب ..نسيت كل شيء وكأن لا يوجد سواها معه ..ذهب بها إلي مكاناً مبتعد عن الضوضاء…لا يوجد فيه أحد ..أمسك يديها وبدأوا يتسلقون إلي أن وصلوا إلي النهاية…كأنه جبل كبير أو تل ضخم ..نظرت حولها لتري البحر أسفلها وأمامها أشجار متلاصقة والسماء صافيه والقمر حولة النجوم…نظرت إلية قائلة: المكان روعة…أجابها: استمتعي إذن…ابتسمت ثم وضعت رأسها ع العشب الأخضر ومددت أرجلها ووضعت يديها أسفل رأسها ونظرت إلي سمائها باستمتاع.. تحدث قائلاً: أتريدين قول شيء قبل أن يأتي منتصف اليل وتصبح الساعة الثانية عشر.. لم يتلقى جواباً منها ..ظلوا قرابة العشر دقائق ف صمت تام.. لتقطعه قائلة: شعرت بالأمان وأنا بجوارك رغم أنني لم أشعر به منذ كنت طفله تمتلك من العمر عشر سنوات…عندما مات والدي وأصبحت وحيدة ..لم أشعر بذاك الأمان مع أقاربي حتي عندما قررت أن أعيش لوحدي ف عزلة تامة بعيداً عن الجميع لم أشعر بذاك الأمان…منذ خمسة عشر عاما مضت لم أشعر بتلك السعادة التي شعرت بها وانا معك.. فعلت أشياء فقدتها ف طفولتي سابقاً .لتجعلني أفعلها اليوم…ثم نظرت له بابتسامة لتراه ينظر لها وإلي دموعها التي تتساقط من عينيها ..ابتسمت من بين دموعها ..أنا كنت وحيدة أنت من اقتحمني…وانفطرت ف بكاء لا نهاية له….ليرفع رأسها وينظر إلي عينيها قائلاً :منذ أن عرفتك اعتبرتك طفلتي وابنتي ووالدتي وأقاربي وحياتي وأيضاً زوجتي ..نظرت إليه قائله :لكنك لا تعرف شيئاً عن حياتي إلا القليل ..أجابها: انا أحببتك لذاتك أحببتك لأنك انتِ ولم أحبك ل شيئاً ما عنكِ ..لا أريد أن أعرف ..سأبدأ حياتي معكِ وكأنك طفلة منذ دقائق وهي أتيه ع تلك الدنيا أنا دنيتها وهي كل شيء لي.. سأعتبرك ذاك الصديق الذي لم أعرفه يوما وذاك الله الذي لم أشعر بوجوده قط وتلك الام التي كانت لي كل شيء الي أن أراد الله أن يسترد الله أمانته ..فذهبت اليه…سأعتبرك تلك الفتاة الصغيرة التي لم أنجبها ولكن أحبها قلبي وأصبح والدها منذ تلك اللحظة يخاف عليها ويدعو لها دائما ف صلاته
…الان فقط علمتُ لماذا قال الله (عز وجل)”خلق لكم من أنفسكم أزواجاً” ..الان فقط علمتُ لماذا قال رسول الله (ص)”لا أري المتزوجين سوي المتحابين”…أريد أن أشكر الله ع تلك النعمة التي أنعم بها علي ورزقني بها…سأكون لك والدك الذي يحميكِ من شرور البشر وزوجك الذي سيأخذ بيدك الي الجنة وحبيبك الذي يهدهدكِ …سننسي جميع الايام الشاقة والبائسة ..نظرت له بابتسامة :أحبك كثيراً… ليجيبها: أعشقك ي جميلتي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى