عطاء بلا حدود
بقلم:عماد وديع
حياة الأنسان تقاس بمقدار ما يقدمه من عطاء للأخرين، لأنه يحمل فضيلة الحب والتجرد من حياة الذات والمال ،الى محبة الأخرين، لذالك يدرك ان خيرات الله له لاتعنى إنها تخصه وحده، وإنما يشاركه اخرين يحتاجون لها .
والذى يتصف بألعطاء، فأنه يملك المال وليس المال يملكه ، فتصبح سعادتة فى رؤية البسمة على وجوه المحيطين به، مثلما يفرح ويسعد الفلاح حينما يروى اشجاره ، فينتعش عندما يرى اوراق الشجر تزدهر .
ومن صفا ت العطاء يكون بفرح وسعادة دون ضغوط او اضطرار .
والمعتاد على العطاء لايقلقه عدم وجود أموال معه فأنه يعطى بطريقة او بأخرى نرى إنه يعطى عزاءاً للناس فى أحزانهم، ويشجع كل يائس فى الحياة، او يقدم فكرا وعلماً يستفيد منه الأخرين، وينصف المظلوم ويقوى الضعيف ويعطى الآمل للمحبطين.
التضحية من أجل الوطن ، هى عطاء بلا حدود، وحب بلا مقابل، فهى فضيلة لا يقتنيها إلا الشرفاء ، وتكتب أسمائهم بحروف من ذهب لا تمحى من ذاكرة الأمة ابداً.
فألعطاء والتضحية من أجل الوطن، هى قمة التخلى عن الذات وتقديم الروح والجسد لحماية الأوطان، فهى ليست كلمة تقال، بل فعل حقيقى وإثبات عملى يعبر عنه بألتضحية والفداء بألجسد والروح .
وهناك صور متعددة للحب بلا مقابل وعطاء بلا حدود، مثل حب الأم لأبنائها ويتجلى هذا فى أعلى صور الحب والبذل والعطاء والحنان ايضاً، وفاء الحيوان لصاحبه بلا مقابل ودون انتظار رداً لهذا الحب، وحب الزوج لزوجته ووفائه لها وإن صاحب المرض أحدهم او رحل ، يبقى الطرف الأخر وفي ومخلص ويعيش على الذكريات.
والوفاء والعطاء كالشمعة التى تحترق لكى تنير الطريق للأخرين وتقدم لهم السعادة
ان ألسعادة فى العطاء بألتاكيد تفوق سعادة الحصول عليها ، والعطاء والأخلاص أكبر من إبهار الخيانة والخذلان.
وينبغى ألا نندم على حب او إحساس او عطاء عشناه يوماً وكنا فى منتهى ألصدق فسوف تكشف لنا الأيام أن ما بقي داخلنا من مشاعر الحب كان أجمل وأبقى مما فى أعماق إنسان تخلى عنا او غدر بنا.
لابد من يصنع العطاء والحب والفضيلة لايندم عليها والذى يرسم خطوط الجمال لا يعنية ابدا ان يرسم غيره أشكال القبح. قليلة هى القلوب التى تحب وتعطى بلا مقابل
كما كتب الكاتب والشاعر فاروق جويده.
اترك تعليق