شعر عامودي
رضوان قاسم فلسطيني مقيم في سوريا ه 00963934027450
عن القصيدةِ الفاضلة
ما للقلوبِ قَسَتْ كأنَّها حَجَرُ * * فاللِينُ في رَمَقٍ والعَطْفُ يُحْتَضَرُ
أخْطَأْتُ في الوَصْفِ أمْ أخْطَأْتُ قَافِيَتِي * * عَفْوَاً فَإنّي مِنَ الأحْجَارِ أعْتَذِرُ
فَكَمْ رَأَتْ مُقَلِي زَهْرَاً على صَخَرٍ * * وصَخْرَةً صَلْدَةً بالماءِ تَنْفَجِرُ
هذي أوابِدهُمْ قدْ أَنْبَأَتْ قِصَصَاً * * فاقْرَأْ صَحَائِفَهمْ في الصَخْرِ قدْ نَشَرُوا
والأُذْنُ قدْ سَمِعَتْ والعَيْنُ مُبْصِرَةٌ * * طِفْلٌ بسَاحِ الوَغَى وسَيفَهُ حَجَرُ
مَا لِلْرُخَامِ لِسَانٌ كي يُحَدِّثُنا * * والصَقْلُ يُنْطِقَهُ فَيُنْصِتُ النَظَرُ
لا تَعْلُوَنَّ گصَخْرِ الطَوْدِ في كِبَرٍ * * مِنْ قَطْرَةِ المُزْنِ رُبَّ الصَخْرُ يَنْحَدِرُ
وارْفِقْ بِقَلْبِكَ قَبْلَ الرِفْقِ في جَسَدٍ * * فَالعُودُ لا نَغَمٌ لولاكَ يا وَتَرُ
واخْفِضْ جَنَاحَكَ في ذلٍّ ومَرْحَمَةٍ * * للوَالِدَينِ فَكَمْ قاسَوا وَكَمْ صَبَرُوا
وانْصُرْ أخَاكَ بِرَدِّ الظُّلْمِ عَنْ يَدِهِ * * فإنَّ مَنْ ظَلَمُوا في نَصْرِهِمْ خَسِرُوا
والنَصْرُ للعِدْلِ مَنْسُوبٌ ومُرْتَهَنٌ * * گسَرْتَ كِسْرِى وبالقِسْطَاطِ يا عُمَرُ
واصْبِرْ لِعُسْرٍ فَإِنَّ اليُسْرَ مَاحِقَهُ * * مِنْ بَعْدِ مدٍّ فَإِنَّ المُوجَ يَنْحَسِرُ
واسْجُدْ لِرَبِّكَ طولَ العُمْرِ مُحْتَسِبَاً * * واسْجُدْ بِقَلْبِكَ قَبْلَ الجِسْمِ يا بَشَرُ
فالجِّنُّ والإنْسُ والأنْعَامُ قدْ سَجَدُوا * * والشَّمْسُ والنَجْمُ والأفْلَاكُ والقَمَرُ
والنَاسُ أصْلُهمُ طِينٌ ومَنْبَتُهمْ * * للطِينِ مَرْجِعُهمْ والرِمْسُ يَنْتَظِرْ
لا يَنْفَعُ النصْحُ معْ مَنْ قَلْبُهُ غَلِفٌ * * يا واعِظَاً جَاهِلَاً بالجَهْلِ يَفْتَخِرُ
گدِيمَةٍ أغْدَقَتْ غَيثَاً بِمُهْلِگةٍ * * والرَمْلُ لا گلَأٌ فيهِ ولا شَجَر
هذي القَصِيدَةُ هلْ تَرْقى لِمَوعِظَةٍ * * إنِّي أُحَاوِلُ مَعْ بَوحٍ بِهِ خَفَرُ
هذي القَصِيدَةُ لا تَسْقِي بِصَاحِبِها * * تَوقَ الجوارِحِ للأشعَارِ تَنْهَمِرُ
يا مَعْشَرَ الشعَرا هلْ لي بقَافِيَةٍ * * قَدْ جَفَّ مَنْهَلُهَا وعُودُهَا نَضِرُ
هلْ لي بقَافِيَةٍ ألْمَاسَةٌ صُقِلَتْ * * أغْلَى النَفَائِسِ مَاسٌ أصْلُهْ حَجَرُ
يا مَعْشَرَ الشعَرا هلْ لي بقَافِيَةٍ * * گأسٌ وأَتْرَعُهَا لِلخَمْرِ تَخْتَصِرُ
إِنْ تَثْمَلِ الروحُ مِنْ حَرْفٍ لَهُ شَرِبتْ * * فالقلبُ گرْمٌ وفيهِ الحرفُ يُعْتَصرُ
يا مَعْشَرَ الشعَراءِ البَحْرُ غايَتُكمْ * * فلْتَسْبِروا القَاعَ إنَّ الدُّرُّ مُسْتَتِرُ
ألْقُوا المَحَارَ فإنَّ الأذْنَ تَلْقَفُهَا * * لَعَلَّ واحِدَةٌ في جَوفِها الدْرَرُ
هلْ لي بِعَنْتَرَةٍ والخَطْبُ مُسْتَعِرُ * * يَدٌ بِهَا صَارِمٌ أخرى بِهَا وَتَرُ
هَلَّا نَظَرْتَ وأنتَ شَاعِرٌ فَطِنٌ * * بينَ الخَنَادِقِ يَنْمُو الزَهْرُ يَنتَشِرُ
هذي القَصِيدَةُ هلْ تَلْقَى لَهَا أُذُنَاً * * أمْ أنَّهَا عَبَثَاً خُطَّتْ بِهَا الصُوَرُ
فَلْيُصْغِ نَاظِمُهَا فالذَنْبُ أَرْهَقَهُ * * يَنْأى بلا وَطَنٍ لا الذَنْبُ يُغْتَفَرُ
أشْتَاقُ يا وَطَنِي لو كانَ يَفْصِلُنَا * * شِبْرٌ ولو وَاحِدٌ فَإِنَّهُ سَفَرُ
لو أنَّ قَومِي أضَاعُونِي گدَأْبِ فَتَى * * يَومَ الگرِيهَةِ هُمْ عَلَيَّ قدْ عَثَرُوا
هذي القَصِيدَةُ لَمْ تَفْتَأْ تُؤَرِّقَنِي * * گأَنَّنِي عَاشِقٌ قدْ هَدَّهُ السَّهَرُ
بَعْضُ القَصَائِدِ هلْ للوَأْدِ مِنْ حُفَرٍ * * جُورٌ إذا وُئِدَتْ ما ذَنْبُهَا الحُفَرُ
والبَعْضُ مِنْهَا عُلُوُّ النَجْمِ مَنْزِلَةً * * فالشمْسُ جَارَتُهُ والليلُ والقَمَرُ
يا مَعْشَرَ الشعَرا هلْ لي بقَافِيَةٍ * * لَو قُطِّعَتْ إرَبَاً گالضَوءِ تَنْگسِرُ
لَو قُطِّعَتْ إرَبَاً فَاللَمْسُ يَجْمَعُهَا * * والشمُّ والذُوقُ والإنْصَاتُ والبَصَرُ