ط
مسابقة القصة القصيرة

فصة : روح . مسابقة القصة القصيرة بقلم / أسماء أيمن غازي . مصر

الاسم/اسماء ايمن غازي

قصة . روح

لينك صفحة الفيس بوك/

https://www.facebook.com/soma.ghazy.58?mibextid=ZbWKwL

 حدثتْ هذهِ القصةِ في أوائلِ الخمسينياتِ

 * * * * * * * * * * * * *

 لا حيلةً لكَ في الأمرِ ربما كتبَ عليكَ أنْ تظلَ مكتوف الأيدي وأنتَ تنتظرُ الآتيَ غيرَ مدركٍ ما ستؤولُ إليهِ حياتكَ الأشياءَ تمضي منْ حولكَ وتتبدلُ الوقتَ يرحلُ ويعادُ بنفس الوتيرةِ لا شيءً يسيرُ على ما يرامُ ستسلكُ طرقَ عدةٍ آملاً أنْ تعثرَ على نهايةٍ سعيدةٍ مسكينٍ أنتَ وغافلَ ربما بعضّ المقاصدِ انتهتْ حيثُ بدأتْ ستسلمُ نفسكَ إلى القدرِ لا محالةً ولا مفرَ إنَ المنجيْ الوحيدِ منْ هذا العبثِ هوَ التصدي أوْ ربما التسليمُ عليكَ أنْ تختارَ نهايةَ تناسبكَ .

 * * * * * * * * * * * *

دقُ بندولِ الساعةِ المعلقةِ على حائطِ الصالةِ تمامَ الساعةِ السادسةِ صباحا هكذا كلُ صباحَ هذهِ الرتبِ المعتادِ لمْ يشعرهُ قطُ بالضجرِ حتى أنهُ كانَ يطربُ لسماعهِ شيءِ منْ الطمأنينةِ كانَ يهفو بداخلةٍ حينَ يستيقظُ مخلفا ورائهِ على سريرهِ ذي المفرشِ الخشنِ . الكثرَ منْ الأحلامِ والأماني والأحاديثِ المطولةِ التي ما زالتْ تسردُ منذُ الكثيرِ منْ الأيامِ السالفةِ . الطيورُ بالخارجِ قدْ غدتْ تجوبُ السماءُ والأرضُ بحثا عنْ رزقها استيقظَ محسنٌ ذاكَ الشابِ الثلاثينيِ يتأهبُ للذهابِ إلى عملهِ حيثُ كانَ يعملُ في إحدى شركاتِ القطاعِ الحكوميِ بمدينةِ طنطا استقلَ الحافلةَ وجلسَ كعادتهِ بجوارِ زميلتهِ في العملِ ” دولتْ كانَ قدْ فكرَ مليا في أنْ يفاتحها في أمرِ الزواجِ منها ولكنْ تلكَ الحواجزِ التي صنعتها بينها وبينهُ لمٌ تجعلهُ يجازفُ في ذلكَ الأمرِ اكتفى بإلقاءِ تحيةِ الصباحِ عليها وأخذَ يسترقُ النظرُ إلى وجهها الفاتنِ أخذتْ سرائرهُ تعوي وتثرثرُ ” عليكَ أنْ تكونَ أكثرَ شجاعةَ النساءِ يعشقنَ الرجالُ الشجعانُ تكلمَ ” لمْ يتحملْ المكوثُ أكثرَ في شرنقةِ الصمتِ ” كمْ هوَ قاسي ذلكَ الشعورِ أنكَ تحملُ بداخلكَ صراعا وحربُ تأنٍ ولا تستطيعُ التفوهَ بكلمةِ فكِ قيودِ لسانهِ وقالَ لها بغتةً –

 دولتْ

التفتتِ إليهِ في وقارٍ

هلْ تودُ أنْ تقولَ شيءً  ربما أشياءُ عدةٌ عقدتْ حاجبيها مستغربةً باغتها قائلاً

 إنني أريدُ الزواجُ بكَ

 تغيرتْ ملامحها مستكرهٌ حديثهُ وأرجعتْ رأسها لتنظرَ للخارجِ ما كانَ لهُ إلا أنْ يصمتَ بعدَ أنْ أخذَ جوابا وافيا بالرفضِ ولكنْ لمْ تهدأْ سريرتهُ فكرَ أنْ يطلبها منْ أبيها وقدْ أركنُ تلكَ الفكرةِ إلى أنَ الآباءَ في المجتمعِ الشرقيِ لهمْ سطوةٌ ونفوذٌ على بناتهنَ لمْ تكنْ تلكَ الفكرةِ مجردُ شيءٍ عابرٍ ومقترحٍ لنيلِ ما يتمنى ذهبَ بعد نهايةِ يومِ العملِ إلى منزلها وقدْ التقى والدها أعجبَ والدُ دولتْ بطباعٍ محسنٍ وكمْ أحبَ كونهُ موظف وزميل لابنتهِ مما سيجعلُ منْ محسنٍ رقيبٍ وعتيدٍ لدولت في العملِ على مضضٍ انتهى الأمرُ وتزوجا لمْ تكنْ لتكنْ دولتْ أيَ مشاعرِ حبٍ لمحسنٍ أضناها الحزنُ على ما فعلَ بها والدها مرتْ الكثيرَ منْ السنينَ ولمْ يشاءَ اللهُ أنْ ينجبا كانَ محسنٌ دائمٌ التزمتْ منْ هذا كانَ يرمي كلُ اللومِ على دولتْ بالرغمِ أنهُ لمْ يكنْ يوجدُ أيُ مشكلةٍ لديها لتنجب وفيٍ ذاتَ ليلةٍ جلستْ دولتْ تواسي نفسها وتدعو اللهَ أنْ يرزقها بطفلٍ حتى وإنْ كانَ معاقا حتى تثبتَ براءتها وتستريحُ منْ عناءِ اللومِ منْ محسنٍ شاءَ اللهُ أنْ يستجيبَ دعائها لتنجبَ طفلةً لديها إعاقةٌ في قدميها لقدْ كانَ أمرُ ولادتها عسيرٌ لقدْ عانتْ دولتْ أشدِ العناءِ وفي أثناءِ الولادةِ حدثَ ما لمْ يحمدْ عقباهُ أخذتْ تنزفُ إلى حدِ لنْ يستطعْ الأطباءُ إيقافهُ شحبَ وجهها وأخذتْ روحها تنسحبُ اجتمعَ الأطباءُ في رهبةٍ محاولينَ إنقاذَ الأمِ ولكنْ بائتٌ كلُ المحاولاتِ بالفشلِ ” بعضَ الأشياءِ حتميةً لا محالةً اقتحمَ أبوها غرفةَ العملياتِ نظرتْ إليهِ ابنتهُ دولتْ وهيَ في طامةِ المعاناةِ نظرتْ باسمهِ إلى أبيها وكانها جنديُ حربٍ عادَ منْ رحمِ المعاناةِ منتصرا قالتْ وهيَ تلفظُ أنفاسها الأخيرةَ ” انتصرتْ أنا وخسرتْ أنتَ وزوجي ” ثمَ خرجتْ روحها هانئةٌ رحلتْ دولتْ وتركتْ تلكَ الأمنيةِ التي لطالما تمناها محسنٌ ولكنها أمنيةٌ ظلَ طيلةِ حياتهِ يتمنى لوْ أنها لمْ تحدثْ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى