ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : بعض من الأوقات , مسابقة القصة القصيرة بقلم / السيد المرشدي . مصر

السيد المرشدى / مصر / مسابقة القصة القصيرة / هاتف : 01009982312

” بعض من الأوقات “

تحسست المرأة الشابّة زوجها الذى كان بجانبها منذ قليل ، فلم تجده. جال فى نفسها أنه لا بد قد انسحب من فراشه ليختلى بنفسه فى غرفة أخرى يدردش مع .. ، فكل الرجال هذه الأيام هكذا متفلتون. اقتربت من الحجرة الأخرى وهى تسير على طرفى قدميها حتى سمعت صوتا هامسا وكأن عاشقا يناجى معشوقه فى دجى الليل ، من خلال الباب الذى لم يُحسن غلقه . قررت الانقضاض على باب الحجرة، ثم تراجعت فعليها أن تدخل فى هدوء وحذر ، فربما يكون متجهزا لإخفاء أثار فعلته. وصل سمعها صوته الهادىء الشجى : أنت أملى ، وأنت رجائى .. ليس لى فى هذه الدنيا سواك ..!! تملكها غضب شديد من جرأته ووقاحته ، فدفعت الباب بكلتا يديها مما أحدث صريرا مزعجا ، جعله يرفع رأسه من سجوده دون إرادة منه ثم عاود يضع جبهته على الأرض يسترسل فى نداءات ومناجاة عشقه لربه . ندت منها شهقة مكتومة.أسرعت للوضوء ودلفت من جانبه تقف خلفه وتواصل معه الصلاة ، حتى إذا سجد وأطال فى سجوده ، تململت قليلا وبأصبع من يدها لا مست باطن قدمه فأيقن مرادها. اعتدل وجلس للتشهد ثم سلم عن يميته ويساره. قبل أن يلتفت إليها مرحبا فهذه أول مرة تفعل ذلك معه، سارعت هى بابتسامة خفيفة : أليس لى نصيب من مناجاتك الليلة ..؟! قال : أصلى الوتر وبعد الفجر ،الذى اقترب حينه ، يكون لك ما تشائين. قالت وهى ترخى جفون عينيها إلى الأرض فى ظلمة الليل : لا زال على الفجر وقت : نتناجى ثم نوتر سويا. أعجبته الفكرة. وراحا يرشفان من كأس النجوى ، ورائحة البخور ودخانه يلهبان الشراب ويغليانه ، فيفور ويتدفق على جانبى الكأس ثم يعود ويغلى ويتدفق حتى ارتويا تمام الإرتواء. جاء صوت قرآن الإذاعة من مسجد بعيد، فسارعا بلملمة كؤوس الشراب ليلحقا بركعة الوتر قبل تململ الأطفال من رقادهم ، فقد ارتفع صوت المبتهل فى المسجد المجاور.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى