ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : ساعة الصفر . . مسابقة القصة القصيرة بقلم / إيمان فوزى . مصر

الاسم / ايمان فوزى السيد عبدالواحد ابو حسين
الشهرة / ايمان فوزى
البلد / مصر
الصفحة /
https://www.facebook.com/profile.php?id=61555402027908&mibextid=ZbWKwL
المشاركة / قصة قصيرة ( ساعة الصفر)
………….

ساعة الصفر
متى تأتى ساعة الصفر ليعلم الإنسان حينها متى يأتى سفره ويومه الموعود.
أنهى إبنى المرحلة الثانوية لعام٢٠١٥ وتوجه مسرعا للإلتحاق بالجيش والتقديم فى مكتب التجنيد، إستطاع إبنى من دخول كلية الشرطة وتخرج منها بتقدير جيد جدا، عمل إبنى جنديا مخلصا فى الجيش المصرى لمدة ثلاث سنين فى القاهرة ولكن حينما أحس بتغير الأحداث وتدهور الحالة الأمنية فى سيناء ألح على قائده بالتطوع والإلتحاق بأحد الكمائن بشمال سيناء،وقبل سفره توجه بزيارة إلى أهله يرى أمه وإخوته البنات وحينما يدخل عليهم تسر وجوههم برؤية أخيهم وكأنه يوم عيد يتغنون معه بالأناشيد الوطنية ويرفعن أيديهن للسلام الوطنى ويتزينون بالبدلة العسكرية ويتباهين بأخيهم ويقدمن له أحسن الطعام والشراب حيث أخفى هذا الضابط نبأ ذهابه إلى شمال سيناء،سافر محمد إلى قدره ليسابق قضائه،لم تطل مدة محمد فى أمان إلى أن إشتدت الحرب بين الإرهاب وبين قوات الجيش وإقتربت ساعة الصفر،لم يرى محمد بد فى أن يقدم نفسه هدية للوطن وأن يهب روحه كأسمى وسام لسيناء الحبيبةوإعتبر هذا أقل تعبير لأداء واجبه الوطنى رمى هذا الأسد نفسه فى النار وكان يعلم مصير ما يحدث له،خاض محمد المعركة ضد الإرهاب وقاومهم ببسالة بروحه قبل سلاحه وقتل منهم الكثير وحمل رفيقه على كتفه وداوى جراحه أثناء الحرب وأخذ السلاح من يديه وأكمل دوره وهو يحمل سلسلة على صدره مرسوم عليها علم مصر ظل محمد يقاوم ويقاوم ولم ييأس أو يستسلم وحين إنتهاء الحرب الشرسة التى دارت لتقاوم الإرهاب ماذا حدث؟لقد إصطاد هؤلاء الخونة الشياطين طيور السماء البرئية أصيب هذا البطل بإصابة خطيرة إنتقل على إثرها من المستشفى العسكرى بشمال سيناء إلى مستشفى المعادى العسكرى،نام محمد على سرير وهو يطلب رؤية والده فى الأنفاس الأخيرة (ماذا حدث بعد ذلك؟)
أسرع أحد رفاقه فى الجيش بالذهاب إلى بيته من محل سكنه بالقاهرة وأن يأتى برفقة والده الطبيب، وكان من حسن الحظ تغيب والدته فى هذا الوقت
ذهب أبو الضابط إلى مستشفى المعادى
وقف الأب ولم يتكلم حينما رأى هذا المنظر ماذا رأى؟
رأى الأب إبنه على سرير مربوط رأسه بشاش أبيض وإحمر لون الشاش من قطرات الدماء التى سالت على وجه هذا الضابط وجبينه،قرب الأب يديه إلى إبنه ليشعر الإبن بدفء الأبوة وحنان والده وتخاطب الأعين بعضها وتتبادل النظرات لكن يقف أبيه مكتوف الأيدى رغم إلمامه بعلوم الطب لا يستطيع أن يقدم له شراب الشفاء أوالدواء الإلهى الذى يمحى أي داء،تتلامس الأيدى ببعضها وتنزف قطرات الدمع تكوى وجه أبيه نارا ولن تحرق هذه الدموع الحارة فراق الحبيب إلى الأبد، توتر الأب كثيرا كلما تقترب ساعة الصفر وضربات قلب الضابط تعلو وتخفق وأبيه يترقب تلك النبضات ويتحرك شفتي محمد بكلمتين يرددهما
ووالده يقول له إنت شهيد ترزق عند رب العالمين، يلمس محمد يد أبيه ويربت أبيه على يديه وهو يقول سامحنى يا أبى لقد أخفيت عليك نبأ ذهابى إلى سيناء،يسيل الدمع من عين أبيه حتى إبتل قميصه وسقطت على الأرض ويتحسس ضربات القلب وينظر إلى الشاشة وكأنه ينتظر خروج روح إبنه،فتح محمد عينيه فجأة وقال كلمتين فقط وينادى بقلبه على أبيه لقدحانت ساعة الصفر وبعدها إستدار بوجهه إلى الجانب الأيمن ونظر والده إلى نبضات قلبه وقد إستقام الخط المستقيم.
نهض الأب من مضجعه وقال محمد دكتور دكتور فدخل الطبيب والممرض على صوته ولكن قد دوى صوت فى مستشفى المعادى وسمع صداه العاملين فى المستشفى تجمعوا على صريخ أمه حينما حضرت ونبأها قلبها بفراق إبنها الوحيد قبل أن يخبرها أحد،ولم يستطع أحد مواستها،توفى محمد وهو يتزين بعلم مصر على نحشه ويزفه والده عريس إلى السماء وهو يبكى ويتذكر كلمات محمد الأخيرة وهما تحيا مصر تحيا مصر.
كرر الأب نفس الكلمة وهو يحمل صورة إبنه على صدره وتنحدر دموع عينيه تحرق وجهه ويقول تحيا مصر.
ذهب الطبيب إلى بيته وهو يقول لقد دفنت إبنى فى التراب ولا أحد إستطاع أن يدفن أحزان قلبى ويرفع عنى هموم صدرى وبينما يتذكر الأب إبنه إذ عثر على رسالة مكتوبة بخط إبنه لم يقرأها فى حياته مسك الرسالة وبدأ يقرأها ماذا كتب فيها مكتوب عليها هذه وصيتى لا تفتح إلا بعد موتى سامحنى أبى لم أستطع أن أغض البصر عن نداء وطنى فلم أستطع أن أعيش ذليلا مهانا كالجبناء التى تفر كالفئران من المعارك أو أستتر وراء حجاب كما تفعل النساء،هذا الوسواس القهرى يؤرق منامى ليل نهار لم يرتاح لى جسد ولم يغفل لى جفن حتى ألبيه،أبى والعهد الذى بينى وبينك وكتاب الله الذى بيننا أنا أشعر أنى لن أرجع ولن ترانى ثانية هب لى من أموالى صدقة جارية على روحى وأدعو لى أيه القلب الطيب سامحنى أبى
(إبنك الغالى محمد) سال الدمع على وجه أبيه وإنهار من البكاء.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى