ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : سقوط . مسابقة القصة القصيرة بقلم / مؤيد عبد الخالق محمد . السعودية

مؤيد عبد الخالق محمود

تلفون /  00966536263389

السعودية – الرياض

قصة قصيرة

ســـقــــوط

فى لحظة قد تنجلي لنا حقائق كانت خافية عنا.. وبمنظار الحقيقة نري خفايا اليشر و نكتشف أن الانسان ليس هو ذاته ذلك الانسان ,, هذا هو ديدن الحياة ,, كل جميل يتشوه .. وتبقى المعضلة .. النــــســـيـــان .

كانوا اربعة جنود ….

عبد ألكريم .. رحمة الله .. فضل ألمولى و مجدى…..

جمعت بينهم الصداقة اولا ثم رفقة السلاح .. وكان منزل عبد الكريم بمثابة المنتدى لهم .. كانوا كثيرا ما يلتقون هناك.. يقضون امسيات مرحة .

ثم كان أن تم اختيارهم للسفر في مهمة قتالية فرأوا ان يوثقوا صداقتهم بصورة تضمهم الأربعة , علقوها علي الجدار بصدر صالون منزل عبد ألكريم .. وفي الليلة السابقة لسفرهم اجتمعوا سويا يتحدثون عما هم مقبلين عليه .. اجتاحهم حماس شديد للقتال كشف عن ايمانهم بالقضية التي سيقاتلون من اجلها .. ثم ران عليهم صمت طويل قطعه عبد ألكريم بقوله ..

– لماذا انتم صامتون؟ .. أليس ممتعا ان نقاتل من أجل قضية .. اننى ……

قاطعه رحمة الله ..

– بلى .. ان ذلك ممتع حقا .

وو اصل عبد ألكريم ما انقطع من حديثه …

– انني لا أكاد اطيق الانتظار .. ليتنى أستطيع أن اكون هناك الآن .. الآن وليس ألغد .

وقال فضل المولى …

– ولكن …

وتوقف كأ نما خشي أن يكدرهم  بما يجول في خاطره .

سأله عبد الكريم …

– ولكن ماذا يا فضل ألمولى ؟ .

– لا شيئ .. لا شيئ .. كما قلت يا عبد ألكريم انه لأمر ممتع أن يكون المرء هناك .

أما مجدى الذي كان صامتا شاردا فقد تمتم بصوت خفيض كأنما يخاطب نفسه …

– لا بد .. شئت أم أبيت .

وفي الغد نقلوا جوا الي أرض المعركة.. وتأهب الجميع لقتال ضار شرس .. واتخذ كل مقاتل موقعه ويده علي زناد مدفعه في انتظار اشارة ألبدء .. ولكن هناك حركة غير عادية بين صفوفهم.. ألضباط يتجولون من موقع الي آخر .. يقولون شيئا لقادة المجموعات .. سرى توتر .. ترقب وحزر .. قادة المجموعات يصدرون التعليمات بأن يكون الجميع في أقصى درجات اليقظة .. يطالبون بالانتباه التام و يقولون ان العدو متواجد في المنطقة .. بعكس ما كانوا يعتقدون بانهم سيهجمون عليه في معسكره ..تمر ساعة والصمت يلف المكان كأن لاحياة فيه .. ثم انهالت عليهم نيران كثيفة .. ان ذلك ماكانوا يتشوقون اليه وجاءهم سريعا .. جاءهم بمقادير هائلة .. ولكنهم كانوا في مستوي الموقف وأكثر .. وصبوا على العدو نيرانا أكثر من نيرانه .. أصلوه حمما أجبرته علي ألتراجع والهرب موليا ألأدبار .

راح ألجنود يخلون ألموقع من ألقتلى وألجرحى .. وحانت من عبد الكريم نظرة الي جندي جاث علي ركبتيه وأمامه رفيق سقط في المعركة .. واقترب منه .. انه فضل المولى وقد تجمد في وضعه ذاك .. وتفحص ألحسد ألمسجى علي الأرض .. المسجي الساكن أمام فضل المولي .. جسد رحمة الله الذي كان فارق الحياة .

لم تمنع رهية الموقف ولا التأثر عبد الكريم أن يقول ..

– لقد نال شرف ألسبق .. ولكن كنت أود ان لم يقتل .. كنت أوده أن ينهل من هذه ألمتعة .. ان ألقتال متعة عظيمة .. خصوصا اذا كان هناك مانقاتل من أجله .

ومن بين الدموع المكبوحة جاء صوت فضل ألمولى مبللا ..

– لقد فقدناه .

– وماذا كنت تظن .. ألسنا هنا قاتل أو مقتول ؟؟!!

– جقا .. فقط كنت أرجو …

– ترجو ماذا ؟

– لست أدرى ما كنت أرجوه .

ونهض من مكانه يحمل سلاحه ومضي .

أما مجدى فقد تلقي الخبر بصمت عميق ووجوم وانتابته كآبة وتفكير عميقين .

ومرت الأيام مليئة بالقتال .. بالعرق وألدم .. الا أن عبد ألكريم كان يجد في ذلك متعة خالصة ويرغب في ألمزيد .

وفي صباح يوم عثر عبد ألكريم في مهماته علي ورقة مطوية .. استنكر وجودها .. فهو لم يتسلم رسالة او يكتب مذكرة .. ففردها في توجس وقرأ ..

( أخي العزيز/ عبد ألكريم .

اننى ذاهب.. ما عدت أتحمل اكثر .. لا أستطيع ألبقاء مدة أطول .. أرجوك لا تتهمنى .

                                                                                     أخوك / مجدى )

– مستحيل .. مجدى يفعل هذا ؟؟!!.. لا أصدق !! ,, لا يمكن !!.

وكور الورقة ووضعها في راحته وضغط عليها بشدة .. بغيظ .. بازدراء .. ثم مزقها ونثر أجزاءها بعيدا كأ نما يحشي أن تلوثه ,

لم يقل شيئا لأحد.. ولا حتي لفضل ألمولي.. وانتظر ألتمام . . مجدى ليس قتيلا أو جريجا .. ولا مفقود !! فقط هو غير موجود .. قائد القوة أعلن أن مجدى غير موجود !! لم يعط اي تفاصيل .. فقط غير موجود .. استمع لبعض التفسيرات لكنه لم يقل شيئا ,, ظل محافظا علي سكوته .

يعد عام عاد عبد ألكريم وفضل ألمولى بعد أن أديا واجبهما .. وفي ليلة دخل عبد ألكريم حجرة الصالون ووقف ينظر الي تلك ألصورة التي تجمعه ورفاقه الثلاثة .. هاهو وفضل ألمولى قد عادا ورحمة الله نال كل ألشرف .. ولكن مجدى .. أين ذهب ؟؟ لايريد أن يبحث قضيته .. لا يريد أن بصدر حكما .. أيا كان ذلك ألحكم .. كل مايريد هو أن يخرجه من هذه ألصورة .. لا يدري كيف !! ولكنه في ألغد سيأخذ الصورة الي الأستديو ويطلب الي صاحبه أن يزيل مجدى منها .. أن يطمسه .. أن يفعل أي شيئ وكل شيئ من أجل ذلك .

وخرج من ألصالون وأغلق ألباب من خلفه وتوجه الي فراشه لينام .. غير أنه سرعان ما سمع جلبة بالصالون .. جلبة واضحة .. كانت هناك أصوات غاضبة !! غادر غرفته ووقف أمام باب ألصالون يستمع .. وتعلو الأصوات يخنقها الانفعال …

– لم يكن أمامي حل غير هذا يا عبد ألكريم .

ويأتي صوت فضل ألمولى فيه غضب شديد …

– لقد أسأت التصرف .. انت متهم بأمر عظيم.

– هل كنت تريدنى أن أموت هناك يافضل ألمولى ؟.

ويجئ صوت رحمة الله أقل حدة من الآخرين ..

– ألموت ليس كما تتصور يا مجدى .

– ولكن هناك من ينتظرنى وأنتم أدرى بظروفى ..

ويسأل عبد ألكريم محتدا …

– لماذا اخترت العمل العسكري اذا ؟؟

– كان العمل الوحيد ألمتاح أمامى …

ويقاطعه عبد ألكريم …

– هذا لا يبرر تصرفك ألمنكر .

– عفوا .. ان ….

وقبل أن يكمل حديثه فتح عبد الكريم باب الحجرة .. صمت تام .. وأضاء ألنور.. وأدار عينيه في المكان فلم يجد شيئا غير عادي .. كل شيئ كما هو ..وخرج وأغلق ألباب .

ما أن عاد الي فراشه حتي أتته الأصوات ذاتها ولكنها هذه ألمرة أكثر حدة وانفعالا .. واندفع مسرعا ووقف أمام ألباب يستمع .. كان صوت عبد ألكريم عاليا جدا لدرجة أقلقت عبد ألكريم نفسه …

– يجب أن تخرج من حياتنا يامجدى .

– ماذا تقول يا عبد ألكريم ؟ .

– أقول لا مكان لك هنا .

وبعد ذلك صدر صراخ مكتوم من مجدى…

– ماذا تفعل يا عبد ألكريم ؟!!.

بذلك هتف فضل ألمولى . وواصل …

– تريث يا عبد ألكريم .. ليس هكذا !!

أما ر حمة الله  فقد امتلأ صوته بالحنان …

– لا .. لا .. ليس الي هذه ألدرجة .. لقد تجاوزت الحد يا عبد ألكريم !! .

واستمع عبد الكريم لأصوات لكمات قوية متبادلة بين اثنين ومدافعة شرسة .. كأ نما يريد أحدهما بكل قواه اسقاط الآخر .. والآخر يقاوم بشدة .. ثم جاءه صوت ارتطام .. كأ نما هو صوت جسد يرتطم بالأرض ألصلبة .. وبسرعة فتح الباب وأضاء ألنور وأجال بصره .. كل شيء كما هو .. كما تركه قبل قليل .

– ولكن كان هناك عراك وارتطام .. لقد سمعت ذلك بأذني ..!!

وسكت برهة ثم استدار وأطفا ألنور وأغلق ألباب واتحه الي غرفة نومه واستلقي علي فراشه .. ولكنه سرعان ما قفز من رقاده وجرى حافى ألقدمين الي ححرة ألصالون وقد تملكه احساس طاغ بأن في تلك الصورة شيئ غريب !! .

وبعصبية انتزع الاطار من علي الحائط وتفحصه .. وزهل .. لم يكن مجدة معهم بالصورة !! .. نعم لم يكن موجودا !! .. لقد سقط خارج الاطار !!

انتهت ****

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى