صكوك الرضا
وقف فوق المنصة بكامل زينته وتألقه ينظر بثقة وخيلاء متباهي مثل الطاووس ، يضع فى الجاكت الدبوس الذهبي ،وعطره المفضل ، اكتظت القاعة بالحضور والمعجبات متكالبات فى تزاحم لالتقاط الصور التذكارية معه اصبحت حفلات التكريم تتوالى عليه نظرا لنجاحاته المتتالية فى الكتابة والتأليف ، لم تكن حفلات التكريم فقط، بل المعجبات ايضا ، سعادته تزيد وابتسامته تتسع كلما دخلت له إحداهن على الخاص تعلن اعجابها بشخصه ونجاحه وترجوه ان يقبل صداقتها، لم يرفض طلب إحداهن ابدا بعد ان يدخل صفحاتها ويتأمل صورتها جيدا وتوافق المواصفات التي يحبها، اصبح وجود المعجبات حوله يعطيه احساس بالنشوة ويرضى غروره ، ورغم انه متزوج لم يمنعه من ان يعيش مع كل واحدة قصة حب يأخذها معه الى عالمه قد يتطور لأشياء اخرى تشعره باللذة والانتشاء، مبرراً ، انها ضريبة الشهرة وانها متنفسه للهروب من روتين الحياة والدافع لمزيد من افكار رواياته ،اكتظت القاعة بالحضور اكثرهن نساء ، وقد ابدعت كل واحدة منهن فى ارتداء اجمل الثياب وافخر العطور والمساحيق ، حتى تحوز على إعجابه من على المنصة كان يلقى بنظرة خاطفة تصحبها ابتسامة لكل واحدة على حده ،وكأنه هارون الرشيد يوزع صكوك الرضا على جواريه ، تتلقاها كل واحده وهى تقنع نفسها انه لها وحدها ، وانها التي نالت الرضا والاعجاب ولولا وجود الناس لطالت تلك النظرة وتحولت لعناق طويل يعبر فيها عن إعجابه وحبه .
تقدمت امرأة شديدة الاناقة والجمال تمشى بثقه صعدت المنصة وسط دهشته ودهشة الحضور قبلته مهنئة بالنجاح الذى يوافق عيد زواجهم العشرين .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
