ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : فرصة تانية . مسابقة القصة القصيرة . بقلم / يارا ألماظ أحمد راضي .. مصر

قصة قصيرة (فرصة ثانية)

فرصة ثانية
الحياه فرص وأحمق هو من يضيعها فالله سبحانه وتعالي يعطينا مئات الفرص ويغفر لنا مئات المرات مهما بلغت ذنوبنا عنان السماء فمن نحن لكي لا نسامح ونغفر لبعضنا البعض هكذا نبدأ حلقتنا اليوم من برنامجكم الإذاعي قصص من الحياه مع علي الدمرداش ومعنا ضيفتنا لهذه الحلقة السيدة (م.ع) لتحكي لكم قصتها ثم نكمل حلقتنا بعد ذلك تفضلي أستاذة (م.ع) أسمي م.ع وعمري ٣٧ عاماً تزوجت زواجاً تقليدياً زواج صالونات كما يطلق عليه وقد تم الزواج بعد ستة أشهر من الخطبة وفيها أحبننا بعضنا البعض وتعاهدنا علي الإخلاص والمودة والرحمة وكان لي ونعم الزوج وقد أسفر زواجنا الذي دام سبعة سنوات إبنة هي حياتي ومبتغاي في هذه الدنيا وكانت هناك بعض الخلافات البسيطة بيننا كأي زوجين حتي جاء اليوم الذي أشتدت فيه الخلافات بيننا ووصلت بنا إلي طريق مسدود بسبب سوء تفاهم ما قد حدث بيننا ومشكلتي ليست بسبب ما حدث بيننا ولكن ما حدث بعد ذلك مشكلتي كانت في رد الفعل لقد أتهمني زوجي بإنني السبب فيما حدث وبإنني لم أكن له الزوجة الذي تمناها وبإنه عانى معي كثيراً وتحملني أكثر ولم يعد يطيق الإحتمال ولنتوقف هنا عند ردة فعله عن ذلك فقد قرر الإنفصال أو أن التزم بشروطه المجحفة والقاسية حاولت الوصول معه إلي حل وسط ولكنه آبي ذلك لقد تلذذ في إزلالي وأخبرته انني سأموت من دونه فقال لي إذن موتي وفي مرة أخري أخبرني إنه لن يتركني و سيصبح أخاً لي إن أحتجت شيئاً لم تستطع م.ع منع دموعها أن تنهمر وظهر ذلك جلياً علي صوتها ثم أكملت لقد صمم علي شروطه فذهبت إلي أبي وأمي وقصصت لهم ما حدث حاولوا الجلوس معه للوصول إلي حلً آخر بدلاً من خراب البيت ولكن ردة فعله كانت قاسية لم يكن هو من أحببت يوماً ما لقد أصبح شخص قاسي غليظ القلب لا يأبه لأحد لم تنفع معه توسلاتي ورجائي ثم أرسل لي جميع متعلقاتي وملابسي ورسالة يهنني بها ويخبرني بأنني تمردت علي حياتي وهذا هو جزائي ،تاركاً إياها بمدخل المنزل وأبي هو من أخدها ثم تحدث معه وطلب منه أن يتم الإنفصال بهدوء لأن بيننا طفلة لا تعي ما حدث بيننا وليس لها ذنب في ذلك فقال إذن فلترفع قضية خلع لأنني لن أطلق أو تبريني من مستحقاتها يا إلهي ماذا يحدث مادت الأرض بي وسقطت مغشياً علي وأفقت من غفلتي علي الحقيقة المؤلمة كيف يتحول الأشخاص هكذا حتي و لو أخطأت لماذا لم يخبرني بخطأي أو يخبر أبواي وكيف أتخذ قرار الإنفصال بسهولة بالمناسبة لقد أخبرني إنه ناقشني مراراً ولكني لم أعي ذلك لقد كنت طفلة مدللة ولست زوجة عاقلة ، ثم حدث ما لم أتوقع حدوثه فأثناء حديثنا معاً عبر الهاتف في محاولة لتهدئة الأوضاع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل إبنتنا فقد القي علي يمين الطلاق نعم طلقني عبر الهاتف فذهبت إلي والدي وأخبرتهم بأن كل شئ بيننا إنتهي فليعطيني ورقتي وليدعني أربي إبنتي بهدوء لقد أنتزع حبه بداخلي بقوة تاركاً قلبي محطم وبداخله جرحاً لن يندمل مادمت حية وبعد عام من هذه المشكلة ما بين شد وجذب وألم أعصاب ووجع بالقلب هدأت الأوضاع ولكن بعدما مادت بي وبقلبي وعقلي والآن يطلب مني أن أتمسك بطوق النجاه ونعود لحياتنا من أجل إبنتنا وحيرتي بين أن أصمم علي الإنفصال وتخبرني إبنتي يوماً ما بإنني أنانية لأنني لم أفكر فيها ولم أعود لوالدها أو أن تدعو علي لأنني أقحمتها في هذه الحياه المؤلمة دون ذنب لها ماذا أفعل حياتي مضطربة وتفكيري مشوش وقلبي مكسور وفي النهاية أود أن أخبركم إنني وإن كنت مخطئة فخطأي لم يكن بالجرم الذي يستحق كل هذا العقاب ثم أجهشت بالبكاء فأكمل علاء الدمرداش قائلاً أعزائي المستمعين لقد إستمعتم معنا إلي القصة كاملة وقبل القاء الحكم لقد تواصلنا مع الزوج ورفض الظهور معنا ولكننا إستمعنا إلي وجهة نظره والذي أخبرنا إنه أيضاً جُرح وكُسر وكل ما فعله كان مجرد رد فعل عما حدث له ومعنا ومعكم اليوم الدكتورة سوسن معاطي إستشاري العلاقات الزوجية ما رأيك دكتورتنا في هذه القصة وبماذا تنصحيهم فبدأت الدكتورة سوسن حديثها قائلة :- كنت أريد سؤالها في البداية هل حاول أحداً من أهله وأهلها التدخل لحل هذا الموضوع فقد أوصانا ديننا بحكماً من أهله وأهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما وهي لم تذكر ذلك وعلي كلٍ ،فبادئ ذي بدء أتذكر قوله تعالي ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلنا بينكم مودة وورحمة وقصتنا اليوم تستحق فرصة ثانية علي الرغم مما عانى منه الزوج والزوجة فجراحهم ليست بالسهلة ولا الهينة وستحتاج الكثير من الوقت حتي تشفي تماما ولكني أثق بإنها قد تشفي يوماً ما ولكن عليهم بالصبر والهدوء والتروي والتماس الأعذار بين بعضهم البعض وغلق هذه الصفحة من حياتهم وإن جاز التعبير قطع هذه الورقة ونسيانها تماماً وعدم الالتفات إلي الوراء نهائياً فردة فعل الزوج كانت بالفعل قاسية ولكنها كانت غير محسوبة فأوقعته في مأزق كبير وهو الآن علي حد قوله متمسك بها وببيته وبطوق النجاة كما أسماه وعلي الزوجة أن تنسي ما فات وتتمسك بطوق النجاه هي الأخري من أجل بيتها و إبنتها وزوجها فهي لم تصل إلي مرحله الكره بعد وإن لم تكن كذلك فلماذا التفكير في الفرصة الثانية مجرد التفكير يعني إن هناك بعض المشاعر التي مازلت عالقة فقاطعها المذيع قائلاً آسف علي مقاطعتك دكتورتنا ولكن هنا راودني سؤال هل بالفعل يتحول الحب إلي كره فأجابت الدكتورة قائلة :قولاً واحداً لا إما حب أو لا شئ بمعني إما إنني أحبك أو أنت لا شئ لأن الكره في حد ذاته شعوراً داخليا إذا كرهتك فأنا مازلت أفكر فيك ولكن عندما تصبح لا شئ ماذا بعد ذلك فأجاب المذيع لا شئ ثم أكملت الدكتورة ولذلك فالزوجة مازالت تكن لزوجها بعض المشاعر الطيبة ولكنها مدفونة وعلي الزوج إحياءها من جديد فلكي تكون الزوجة ملاكاً علي زوجها أن يكون لها جنة فالزوج حقوق وواجبات وللزوجة أيضاً حقوق وواجبات وكذلك يجب أن تكون الحياه مشاركة بينهم فأشرف خلق الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان يساعد زوجاته في المنزل وكذلك عندما ذهب غلام يشكو صوت زوجته العالي إلي سيدنا عمر بن الخطاب وجد زوجة سيدنا عمر قد على صوتها بعض شئ وفي النهايه أخبره سيدنا عمر أن زوجته تفعل كذا وكذا وتتحمل كذا وكذا ألا يتحملها هو إن علي صوتها وأيضاً علي الزوجة أن تحتوي بيتها وزوجها وتكن له زوجة وأماً وإبنة وصديقة وألا تهمل في حق نفسها ولا حق زوجها وبيتها وأولادها وفي النهاية أسأل الله تعالي أن يوفقهم لما فيه الخير ولما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنهي المذيع حلقته قائلاً كوني له أرضاً يكن لكي سماءاً، كوني له فاطمة يكن لكي علياً وانت أيها الرجل كن لها ملك تكن لك أميرة ،كن لها عون تكن لك سند، كن لها محمداً تكن لك خديجة ،جزيل الشكر لدكتورتنا سوسن معاطي علي هذا اللقاء المتميز ، مستمعينا الكرام في إنتظار تعليقاتكم و أراءكم في قصتنا اليوم علي صفحتنا علي الفيس بوك قصص من الحياه، إنتظرونا الحلقة القادمة وقصة جديدة من قصصنا وحلقة أخري من برنامجنا كان معكم علي الدمرداش والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمت
يارا ألماظ أحمد راضي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى