ط
مسابقة القصة القصيرة

قصة : وداعا سرطاني . مسابقة القصة القصيرة بقلم / أسماء حماش . الجزائر

أسماء حماش 15 سنة من الجزائر
إسم الشهرة: سفيرة الطفولة العالمية، الأديبة الصغيرة
عنوان القصة: وداعا سرطاني
رقم الهاتف: 0656520293
رابط الصفحة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/profile.php?id=100037002368372

في ليلة حالكة السواد أتوسد الآمال المنقضية أتألمُ في صمت ألوم المُجرِم الذي انتحل ذاتي المكلومة و أستأنِس بسهام نور الشمس التي إنسدلت في جوٍ كئيب تخترِقُ نافِذتي كأنها تِرياقٌ لِلعنة السَّقم، أحتسي أقداح القهوة المكسُوة بِرغوة ذائبة زينت الفنجان، مُتأمِلة أن تحميني من نزلات البرد أو لعلها تمنحُني قيلولة دافئة نسيتها منذ أحقاب من الزَّمن، على مِنضدتي المنكسِرة التفاصيل مخدوشة المعالِم توجدُ جبال من الأدوية وجرعات من المسكنات تأبى الاندثار، حائرة أنا تائهة  بين متاهات سرمدية لا نهاية ولا بداية لها أتأرجح على خطى نوتات ألمٍ أشعر أنها تقفز بين أضلعي تستمر في صخبها الغير عقلاني، ألامِس حقيقة انني الوحيدة التي تسمع ايقاعها، أتأرجح بين الشعور واللاشعور بين الاكتراث و اللامبالاة ماذا لو توقفت عن العزف ماذا الو انتهت هل يعني ذلك انني سأموت ! أعيش بقلق قاتل أنكسر عند تذكري  لِحياتي وقد لمحتُ بِطيفِ صُورتِي المُنطفِئَة بقايا مِن صفحاتِ ماضٍ عامِرٍ بالفُتُوة والشَّبابِ الذي أبى أن يعُود والمرضُ حاضِر فلِلخِصامِ بينهُما أمدٌ طويل، أتحاملُ على نفسي وقد صِرتُ كورقِ الشجر إذ يتمايلُ مع الرِّيحِ جيئةً وذهابًا دون حول ولا قوة وأترنح في مِشيتي إلى أن أتهاوى عِند ملاذي الآمِن قرآني ذو القوة والجمال الكامِن فهو شعلة أبدية من الأمل، فكُنتُ إذا أسِفَ السَّحابُ ودنا البرقُ كصُبْحٍ لماحٍ فاِلتج وارتج من علُوٍ ومِن دُنُو كأنهُ يدعوني للمُضِي نحوهُ أقِفُ تحت عارضٍ داكِن يغسِلُ همومِي بِماءٍ مُنصاحٍ.

ذات يومٍ كنتُ كالزُبى لا يعلوُ السَّيلُ مبلغها، واليوم أعلنت بداية حرب طاحنة بين  ذاتي التي أنهكها المرض والخبيثِ الذي اِقتحم الجسد، بين روح تحاول الفرار من جسد باتت ملامح الاِعياء بادية عليه، حرب لا نهاية لها ..أشرع في البكاء باستماته  فصورة جِبال الأدوية التي تُحاوِطُني مست وترا حساسا في اواصري كأنها استطاعت  شرح ما عجزتُ عن شرحه، ذلك الكلام الذي كوَّن غصة في  حلقي لعجزي عن البوح به،  و ما أمَّر شعورك بالاختناق بسبب مشاعر لا تعلم كيفية وصفها أو التعامل معها.. بكيت ولم يكف البكاء على الرغم من انني ذرفت بحرا أدركت بين طياتهِ أني أحتاج لأن يبرِم جسدي هدنة  بين بعضه البعض ليلملم شتات نفسه ولو لبرهة من الزمن، فكُنت في مدرسة السرطان أُمِية أكرر لهُم: ما أنا بِقارِئة! ما أنا بِقارئة!

حائرة انا، تائهة بين متاهات سرمدية لا نهاية ولا بداية لها أتأرجح على خطى نوتات موسيقية في منتهى الدقة لشوبان أشعر أنها تقفز بين أضلعي تستمر في صخبها الغير العقلاني، ألامِس حقيقة انني الوحيدة التي تسمع ايقاعها، أتأرجح بين الشعور واللاشعور بين الاكتراث و اللامبالاة ماذا لو توقف عن العزف ماذا الو انتهت هل يعني ذلك انني سأموت ! أعيش بقلق قاتل أنكسر عند تذكري  لِحياتي، حياة لم احقق منها شيئا بعد  سوى بضع كتب، ما زلت لم اكتشف نفسي، فقط احتاج ان اشعر بالأمان، بالسلام بين اضلعي، احتاج لان يبرِم جسدي هدنة بين بعضه البعض ليلملم شتات نفسه ولو لبرهة من الزمن.

فكنتُ كُلما سُئِلتُ عن حُلُمٍ سطرتُهُ ذات يوم يُلجمُ لِساني وأضيع في مُنعطف المعاني وعلامات اليأس والحِيرة بادِية على ملامحي، وبين الفينة والأخرى أراقبُ الإسوارة المفروشة على معصمي، هذا المِعصمُ الذي لسعتهُ عقارب الإبر و أفاعي العلاج الكيميائي، أحلم أنا بِهنيهة أرتاح فيها أنامُ مُتناسِية غياهِب الزمن و تعويذات ساحِر مشؤوم اِسمهُ المرض كِنيتُه الألم، ومع اِنبثاق سِراج الفجر الأنير لمحتُ طيف فُتوَتِي الذي غاب عني منذ زمن وتركني أتخبطُ في متاهة اليأس على أنغام الألم، قبل أن يعُود إِلي ويُحاكِي توقُفَ النَّغم الآسِرالذي كان سيِد زِنزانتي، عبرات الابتهال تسمو وأهازيج ملاك نفسي تتناغم لِتبلغ أفق السدِيم فتُلهِم روحي لِتعلن بداية فصل جديد، تائهة كنت أنا بين الثواني و دقات الفِكر المتوالي أستلهِم المآثِر من وحي ماض سحيقٍ قبل أن أستفيق من أوهام اليأس و ألمح نور الشمس يسطع لِيُنير الكون و يمحو غياهب الظلام، فأرفع رأسي في اِبتسامة غابت منذ زمن لأقول لك يا سرطان لن تهزمني، لن تهزمني ما دام في صدري قلب ينبض و في جسمي دم يسري سأمحوك من قاموسي لِذا وداعا…وداعا سرطاني

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى