ط
مسابقة القصة القصيرة

قصه : القط سبوكي .. مسابقه القصة القصيرة بقلم / نانسي طارق .. مصر

قصه : القط سبوكي .. مسابقه القصة القصيرة بقلم / نانسي طارق .. مصر
الاسم : نانسي طارق
الدوله : جمهورية مصر العربية
اسم الشهرة : نانسي طارق

رابط حساب الفيسبوك: https://www.facebook.com/nancy.tarik.18?locale=ar_AR

‫القطة سبوكي‬

‫في ليلة كان للقمر ضي خفيف يُضيء الحارة الصغيرة التي‬
‫أعيش فيها ُمنذُ قرابة ثالثة أسابيع‪ ،‬استيقظتُ على صوت دبات‬
‫ُ‬
‫تدب في األرض وتتجه نحوي‪ ،‬وهذا ليس بجديد علي‪..‬‬
‫ثقيلة ُ‬
‫فأنا قطة تس ُك ُن بجانب صناديق القمامة وتتغذى على ما يُلقيه‬
‫البشر في بيتي‪ ،‬ولعل تلك خطوات أقدام رجل غني لديه أموال‬
‫كثيرة مثل أقدامه الكبيرة تلك يرمي قمامة منزله وتكون ممتلئة‬
‫بعظام فرخة تناولها على الغذاء وآه لحظي لو كان ممن ال‬
‫يُفضلوا الجلود‪ ،‬ستمتلئ معدتي الليلة أنا وصغاري داخل‬
‫رحمي ونحظى كالنا بليلة ثقيلة جميلة نهضم فيها العشاء‪ ..‬هيا‬
‫أيُها البشري أرمي بكيس قمامتك هذا‪ ،‬أنا جاهزة ألنقض عليه‬
‫بعدما ت ُريني ظهرك فلقد سننتُ مخالبي وداعب لساني أسناني‬
‫ألتأكد من حمياهم وعيني ال تتحرك عن ذلك الكيس األسود‬
‫الذي تحمله في يدك‪ ،‬فهو ملكي لليلة‪ ..‬آه ال! لماذا أيها البشري‬
‫تُدخل يدك داخل الكيس‪ ،‬إن كان ما بداخله قمامة فبالتأكيد لن‬
‫تُدنس يديك البيضاء فيه‪ ،‬آه لقد انهارت أحالمي لعشاء أطفالي‬
‫الليلة‪ ،‬ألم تأكل على الغذاء أنت أم ماذا!؟ أعطيني عظام ما‬
‫بخيال!‪ً ..‬‬
‫ً‬
‫مهال إنه يُخرج من الكيس‬
‫أكلت يا رجل وال ت ُكن‬
‫طبق‪ ،‬أبه ُجبن ذا؟‪ ..‬أجبن رومي تلك أم ماذا!؟ رومي‪ ،‬حقًا إنها‬
‫شرائح ال ُجبن الرومي!! لقد تركها بجانب القمامة وجرى‪،‬‬
‫شكرا‬
‫واضح إنه تركها لي مخصوص!! آه أيها البشري أشكرك‬
‫ً‬

‫ً‬
‫جزيال حقًا‪ ،‬أنت غير السكان األشرار لهذا الحي بأكمله‪ ،‬أنت‬
‫مالك مثل صديقي البشري اآلخر الذي يعطف علي كلما نزل‬
‫ضا‪ ،‬لقد أعطتني عشا ًء‬
‫كثيرا وأُحبُك أنت أي ً‬
‫من بيته‪ ،‬أنا أُحبهُ ً‬
‫شكرا لك أيها‬
‫نظيفًا لي ولصغاري الذين لم يولدوا بعد‪،‬‬
‫ً‬
‫المجهول‪ ..‬أنقضتُ على شرائح الرومي تلك دون حتى أن‬
‫أشمها ألتأكد من نظافتها “أين تظني إنك هاربة مني يا ُجبن‪،‬‬
‫أترك‬
‫هاها سأتلذذ بك الليلة حتى إنني سألعق الطبق بأكمله ولن ُ‬
‫فيه تُرابة”‪.‬‬
‫فصديقي البشري ذاك لم يظهر منذ البارحة‪ ،‬لقد صعد لمنزله‬
‫ولم ينزل مرة أخرى ليُطعمني كما اعتاد‪ ،‬ولم أجد في بيتي‬
‫شيء نظيف ألكله‪ ،‬أنا حقًا ُممتنة لك أيها البشري الغريب‬
‫الطيب‪ …‬ما هذا! آه يا لقلة ذوقي‪ ،‬لقد نسيتُ أن أُعرف نفسي‬
‫لكم من الجوع‪ً ..‬‬
‫أهال‪ ،‬أنا القطة سبوكي‪ ..‬وبالتأكيد ال تولد كل‬
‫قطة باسم ولم أضعُه لنفسي ولكن هذا ما اسماني به صديقي‬
‫البشري ذلك حين تعرف علي أول مرة ُمنذُ ثالثة أسابيع‪ ،‬فأنا‬
‫قطة سوداء الشعر المعة العينين في الظالم‪ ،‬أهاب البشر وكلما‬
‫اقترب أح ٌد مني هربتُ بعيدًا عنه في الظالم حتى وإن كانت‬
‫أفر للظالم وال يظهر مني إال لمعان عيني‪،‬‬
‫الشمس ساطعة ُ‬
‫الوحيد الذي أقترب منهُ اآلن هو صديقي البشري ذلك‪ ..‬في‬
‫أول لقاءٍ لنا فررتُ منهُ كالمعتاد فالبشر يهابوا رؤية القطط‬
‫السوداء‪ ،‬يقولون عنها “نظير شؤم”‪ ،‬وهللا أنتم أساس نظير‬

‫الشؤم! أالنني قطة ذو فراء أسود جميل وكثيف ترونني‬
‫عنصريين؟ ولديكم حقوق إنسان‬
‫مشؤومة!؟ أمتخلفين أنتم أم ُ‬
‫وحيوان! في نظري كقطة ال يحتاج الناس لنصوص ليتعاملوا‬
‫بإنسانية بل يجب أن يشعروا بروحهم ويُحرروا ضمائرهم‬
‫لتقودهم‪ ،‬ومن يهتم لرأي قطة سوداء! آه على ُك ٍل فررتُ منهُ‬
‫كعادتي حتى ال أرى نظراتهُ المخيفة لي‪ ،‬لكنه ظل خلفي “فمن‬
‫أنت؟ أتريد قتلي أم ماذا!!؟‪ ،‬حل عني أيها البشري الحقير الذي‬
‫ال يُحب إال القطط البيضاء‪ ..‬بوم بوم‪ ،‬أتظن أنني ال أستطيع‬
‫الدفاع عني نفسي! هع‪ ،‬سأُالعبك المالكمة بأظفاري الحادة‬
‫واشوه يديك” كم أتمنى لو يفهم ذلك العُنصري كالمي ليبعد‬
‫عني وال يُخيفني‪ ،‬ظللتُ أرتعش بعدما حاصرني في زاوية‬
‫الشارع‪ ،‬ظننتهُ سيضربني‪ ،‬ولكنه فاجأني! أقترب مني وجثى‬
‫على ركبتيه يُربت بحنية على رأسي بأصابعه ويُداعبني! يديه‬
‫كانت دافئة وأخذ يُداعب ظهري‪ ،‬ال أكذب عليكم هدئ جسدي‬
‫بعدما كنتُ مرتعبة منه‪ ،‬لقد كان أول بشري يلمسني! ويبدو أن‬
‫بشرا تركوا قلوبهم ت ُنير طريقهم!‪ ،‬ولحسن‬
‫في هذا الكوكب ً‬
‫حظي قابلتُ أنا واحدًا منهم اآلن‪ ،‬أرتخى جسدي واقتربتُ منه‬
‫ومددتُ لهُ يدي‪ ..‬لقد كانت أول مرة أمد يدي فيها لبشري! ال‬
‫أصدق أتشعر القطط باألمان حين تُلمس من قبل إنسان أم أنا‬
‫فقط؟ يالحظ القطط البيضاء والصفراء تتمتعا بذلك الحب بال‬
‫مقابل‪ ،‬أنا أحسدهم!‪ ..‬لكن آه جسدي يرتعش! ما أجمل يد ذلك‬

‫اإلنسان إنها‪” ..‬أنتظر‪ ..‬آه أين تذهب تعالى ربت على رأسي‬
‫مرة ثانية لما ذهبت!! أيها البشري‪ ،‬أنتظ‪ ..‬ال تتركني” يبدو إنه‬
‫لم يُحبني! لما ال يحبني البشر! أنا وهللا لم أُذي أحدًا منهم‪ ،‬أنا‬
‫ضرهم أنا!‬
‫آكل وأنام في الحارات فيما أ ُ‬
‫ولحسن حظي لم أتحرك من مكاني‪ ،‬تسمرتُ فيه بمفعول سحر‬
‫ً‬
‫حامال في يده‬
‫صديقي البشري الساحر هذا‪ ،‬وجدتُهُ عائ ًدا إلي‬
‫اليمنى الطعام واليسرى الشراب لي‪ ،‬وضعهم على األرض‬
‫وجلس بجانبي يُشاهدني‪ ،‬في البداية توجست نفسي أفاس ٌد ذلك‬
‫أم ماذا!؟ ولكني شممته وكان طازج جيد‪ ..‬تناولتُ قطعة‪،‬‬
‫شعرتُ بلذتها فانقضضتُ على باقي الطعام قضًّا‪ ،‬لقد كان لذيذًا‬
‫بحق! يبدو أن والدته طباخة ماهرة! وحين انتهيتُ ‪ ،‬ربت على‬
‫رأسي وقال “اتخذتُ قراري أيتها القطة‪ ،‬سأسميك سبوكي‪،‬‬
‫فعينيك تُنير للتائه في الظالم” وأنا اتخذت قراري باالستقرار‬
‫ألول مرة وأتوقف عن الترحال‪ ،‬قررتُ البقاء معه حتى أموت‪،‬‬
‫لقد كان أول من يعطف علي! لقد غير فكري عن جنس البشر‬
‫بأجمعه‪.‬‬
‫فرح حين جلس‬
‫ويسارا في‬
‫رفعتُ ذيلي وأخذتُ أحركه يمينًا‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫بجانبي وأخذ يُداعب هو في فرائي األسود‪ ،‬وجدته ذهب مرة‬
‫واحدة يُحضر كرة صغيرة من جانب

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى