ط
الشعر والأدب

قصيدة: القدس بقلم الشاعر اليمنى / د. فهد الفقيه العذري

(((((((((((((((( القدسُ )))))))))))))))))

باكيةٌ القدسُ

في مقلتيها

تبكي الطيورْ

و يبكي القمرْ

و تنزف الأحلامُ والأيامُ والبشرْ

ملغومةُ دروبُها إلى الحياةْ

في كلِ منحى يقعي الخطرْ

مكتظةٌ بشَهوةِ القتلِ الحرامْ

مذبوحةٌ فيها سواقي الهديلِ والحمامْ

على رصيفِها يكشِّرُ الجنونْ

ويشتكي المنونْ

شوارعٌ تئنُ من خطى الجحيمْ

بنادقٌ تمزقُ الأجسادَ والبلادْ

مدفونةٌ في تربةِ الأحلَامِ

هذه القلوبْ

يُطاردُ الموتُ دروبَها ولا دروبْ

أيتها المدينةُ السماءْ

يا قلعةَ النجومِ والإباءْ

إبكي كما تبكي السماءْ

لتغسلي الزمانَ من جنونِهم

جحيمِهم

و من خطاهم العرجاءْ

وبعثري كلَّ الصور

ولتكسري التلفازَ هذا الكاذبُ الأشِّرْ

من لا يرى جراحَك الوطنْ

ولتبصقي في كلِ وجهٍ يرتدي قناعْ

يحترفُ الخداعْ

لا تأسفي مدينتيْ

فالعالمُ الأعمى الذي يغطُ في الوسنْ

ليس لهُ ثمنْ

أطفالُك الحمامُ يرحلونْ

يخلِّفونَ في وجوهِ هذا العالمِ اللعينِ

لعنةَ الزمنْ

وآه آه آه

لكنما مهما تطاولَ الشجنْ

ستورقينَ من رمادِ عصرِنا الحزينْ

وتطفئينَ يا مدينتي الأنينْ

والفجرُ مهما غابْ

لا بدَ من إيابْ

فكلُنا القدسُ

وكلنا يمدُ قلبَهُ إلى السماءْ

سجادةً خضراءْ

ويسكبُ الرجاءْ

إبكي ياقدسَ

وأوصدي الأبواب ْ

أمامَ كل من يتاجرونَ بالدماءْ

بهذه الأشلاءْ

بلا حياءْ

إبكي على تاريخِنا المضيءِ كالأملْ

على ورودٍ سرقوا منها أغاريدَ الجذلْ

إبكي

على قلاعِكِ العظيمةِ الأمجادْ

تسبحُ في الرمادْ

يا قدسُ

توقفتْ قصيدتي

لكي تلملمَ الجراحْ

جراحُها كثيرةٌ كما النجومْ

غائرةٌ حتى التخومْ

أو فاتركينا كي نعلّمَ البكاءْ

طريقةً جديدةً دموعُها القلوب

في حزنِها تذوبْ

حتى الفناءْ

فقد بكينا يا مدينتي

حتى تلظتْ غيمةُ الدموعْ

فلا دموعْ

عليكِ يا قدسُ السلامْ

ما دامتِ الأيامْ

فأنتِ رغمَ كلِ شيءٍ بسمةُ القدرْ

وآيةُ الترابِ والمطرْ .

******* د . فهد الفقيه العذري *******

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى