ط
الشعر والأدب

قصيدة : رحلةُ شاعر . للشاعر اليمنى / د. فهد الفقيه العذري

 رحلةُ شاعر

مُنذُ ابتدأتُ – مع الأيامِ – إبحاري

و الحزنُ راحلتي الظمأى و أشعاري

أمشي على طرقٍِ جَدْبَا لأكتبَني

قصيدةً تتهجى ماءَ أنهارِ

لعلَّني أقطفُ الآمالَ من سفري

و إن أطالَتْ دروبُ الرملِ أسفاري

أبثُ وجدي لأبياتي و أسكنُها

فالشعرُ – في غربتي بينَ الورى- داري

لم يبقَ لي من زمانِ الوصلِ غيرُ رؤًى

خضراءَ تهمسُ لي في جدبِ مشواري

تعيدُ للقلبِ بعضَ الإتزانِ إذا

هاجتْ رياحُ الأسى في ليلِ أوزاري

وحدي أقاومُ هذا البردَ ممتشقاً

دفءَ الرضا.. لابساً درعاً من النارِ

لا أستكينُ لريحِ الدهرِ و هي لظًى

ولا أجاملُ خوفاً بطشَ جبارِ

على صراطِ الهدى روحي مهللةٌ

فكيف أخشى الدجى و الحقُ أنواري

صنعتُ من جمرةِ الدنيا و قسوتِها

حديقةً تتغنى فيها أطياري

رَوَّضتُ وحشَ الأسى حتى غدا فرساً

وفي يَدَيَّ تناسى طبعَهُ الضاري

لأنني مؤمنٌ باللهِ ما انطفأتْ

عزيمتي أو تهاوى صرحُ إصراري

عقيدتي قوتي في كلِ معركةٍ

تمدُّني بحسامٍ – منها – بتارِ

معي يرافقُني في رحلتي أملي

و حبُّ اهلي و إحساني إلى الجارِ

و دمعةٌ في شفاهِ الليلِ أسكبُها

إذا سمعتُ أنينَ الجائعِ العاري

أمدُّ قلبي لهُ خبزاً و مائدةً

و أستحي من عطاءٍ غيرِ مدرارِ

و لم ازلْ سائراً في الدربِ مجتهداً

و عادتي الخيرُ نهرٌ – بالندى – جاري

و سوف ابلغُ غاياتي و أحصدُها

و لن يُخيّبَ ربُّ الناسِ أوطاري

****** د . فهد الفقيه العذري *****

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى