رُدِّي الأَمـانةَ وانصـتي لِنــدائي فـلحـاظُ عيـنكِ أَيقَظـتْ أَهـوائي " لمّـا التَـقَيـتُكِ والغـرامُ أَحـاطَـنا ثَمِلَتْ عُروقيَ من ندى الإغراء " حتّى استبان الحبُّ ملء جوارحي بتواصـلٍ بالرغـمِ مـن إخفــائي " شَفتاكِ شَهدٌ في فمي ، قَـطَراتُهُ نَفَـتِ الجـراحَ ولَمـلمَتْ أَشـلائي " وَمياهُ عشقيَ قد جَرَتْ في خافقي كَـجـداولٍ غَـصَّتْ بها صحرائي " فكـأنَّ روحيَ فُـتِّــحتْ أَبـوابُهـا حيـنَ استَجَـبتِ للهـفَتي ودُعـائي " وأَتيـتِ تصحبكِ الغناجةُ والسنا كغــزالةٍ تمـشي على استـحيـاءِ " ياسحريَ المَكتوبَ دون طَلاسِمٍ إنّي أَغــارُ علـيكِ مـن إطـرائي " أَلحانُ صوتكِ من فؤادِكِ تَبـتَدي بحــروفِ حــاءٍ أُتبِــعَـتْ بالبـاءِ " وبـطـاحُ قلــبكِ مُتـعةٌ وسجـونهُ قَد أُبعِدتْ عن أَعينِ الـخُــفَــراء " قد صارَ صدرُكِ واحـةً بنـسائمٍ فيها عشـقتُ تَنفُّــسَ الــصُـعَداءِ " لمّــا احــتَضَـنتُكِ والتَـقَتْ آهاتُنا ذابَ الجــليدُ بِخــافقي ودمــائي " وكــأنَّ ليــليَ لــو غَـفَتْ أَقمارُهُ يَــزهو بـبارِقِ وَجـهِكِ الوضّـاءِ " فُـكّـي القيودَ فــإنَّ قَلــبيَ ماحـلٌ وَدَعــي رِدائَــكِ يلتَـصقْ بردائي " ودَعــي براكــينَ الحــنينِ تُثيرُنا بِحــرارةٍ مـن بَـعضِــنا وســخاءِ " أَنا فارسٌ قد عشتُ أَلتَحفُ الظما وَوصلـتُ بئـرَكِ أَرتجي إروائي " قد كـنتُ قَـبلَـكِ تائِـهـاً في غُربَةٍ وأَعـيشُ وحـديَ عيــشةَ التُعَـساءِ " حـتّى وجَــدتُـكِ مـوجـةً تَجـتاحُني لأَذوبُ تـحــتَ ودادهــا بِــفَــنـاءِ " وأَعيـشُ ليلــيَ والنهــارَ ببــاحـةٍ فيـها تُسـاوي صَــحوتي إغــفائي " ويكــونُ حُــلميَ عنـدها كحـقـيقةٍ سَـطَـعـتْ بكــلِّ عـذوبــةٍ ونقـــاء " ضُمّي يَديكِ ففـي الفـؤادِ قَصـيدةٌ مــاقـالَهــا أَحــدٌ مــن الـشُــعراءِ " غَــزَليَّــةٌ نَقَـشتْ رُسومُكِ وجهَها كــقـــلادةٍ صــيـغَـتْ مــن الّألاءِ " وَكَـتبــتُ فيـهــا أنَّــها لجـمـــيلــةٍ مـلأَتْ بـطــاحـيَ روعةً وسمائي " فَكــأَنـهـا حــوريَّـةٌ فـي أَبـحُــري وسَتـنتهي لـو أُخـرِجَتْ مـن مائي " أَو أَنَّـهـــا قــارورةٌ أَخـفــيــتُـهــا وَحَفـظـتُ فيـهــا أَجـملَ الأَشيــاءِ " رُدّي الأَمانة وارجعي من مَهـجَرٍ فَأَنا بِغـيركِ قَــد فَـقَـدتُ غِـطـائي " وعواطفي وَقَفتْ بنصفِ طريقِها لَمّـا ارتحــلتِ كصخرةٍ صَـمّـاءِ " العَـقلُ أَوحى من فــؤاديً موقــفاً يُحيي الهواجـسَ فاسمـعي إيحائي " لــو أَنَّ حُــسنَـكِ بَلــدةٌ وِحَــكمتُها سأَكــونُ فيــها أَعـظـمَ الـزُعمـاءِ " وِسَتـحمِـلُ الأَلــوانُ فــوقَ جِبالِها آثـارَ رَشـــفٍ مِـثلــمــا الحِــنّــاءِ " وأُنـيـرُ شــارعَها العـتيدَ بِأَنـجُـمي وأَســيرُ فيــهِ بمــشـيَةِ الـخُـيَــلاءِ " وسـأَملأُ الحــقلَ الجمــيل سـنابلاً حَــتّى تُــــذاعَ بــقــربهِ أَنــبــائي " فَلقد عَزمــتُ على البِــناءِ بقــوَّةٍ وسَيَـشـهَدُ التــاريخُ كيــفَ بنـائي. .................................... #محمود_الجميلي_