ط
الشعر والأدب

قصيدة: رسالة إلى جيني بورنهولدت شعر: بولا غرين

شاعرة وقصيدة

مختارات من الشعر النيوزيلندي المعاصر*

الشاعرة والمحررة النيوزيلندية بولا غرين

قصيدة: رسالة إلى جيني بورنهولدت

شعر: بولا غرين

ترجمة وإضاءة: د.مسلم عباس الطعان

عندما

احتواني الفراشُ

كنتُ أعيشُ

في القصائد الرشيقةِ،

ودهشةِ

‘الجُنينةِ الفرنسيةِ’

كلَّ يومٍ كانَ

نبرةً تبثّ النشاطَ.

ثَمَّةَ نَبتَةٌ صغيرة

إنبجست

من قافيتِها

وأطلقت

رائحةَ

الحزنِ

متعَةٌ حلوةٌ

تَلتها رائحةُ الريحانِ أو

الثومِ.

أحياناً

في تطوافي

في السماءِ

الخافتةِ

والمنحدراتِ

الشاهقةِ لقصيدتِكِ

أتصوَّرُ

نفسي أكتبُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* إضاءة نقدية قصيرة
الشاعرة بولا غرين نحلةٌ لا تكلّ ولا تملّ من العمل في حدائق ورود الشعر النيوزيلندي المعاصر وخاصة الشعر النسوي منه، وكتابها الموسوم ( عسلٌ بريّ Wild Honey) خير مثال على ذلك، وهو كتاب يجمع بين الجهد الانطولوجي المائز والقراءة الجمالية للتجربة الشعرية الخاصة بالمرأة النيوزيلندية المبدعة.
في القصيدة-الرسالة ثمّة خطاب جمالي مُوّجه إلى إمرأة شاعرة شكلت حضورا مهما في الشعر الذي تكتبه المرأة النيوزيلندية المعاصرة، ألا وهي الشاعرة والكاتبة جيني بورنهولدت. أن مسافات كالفراش الذي يحتوي المرأة-القارئة- الجمالية، والقصائد الرشيقة والجنينة الفرنسية التي تشكل أعجوبة جمالية خالصة، تجعل عسل الإحساس يقطر في تلك اللحظات الاستثنائية. إن الزمن الجماليAesthetic Time في القصيدة هو زمن ذو نبرة تبعث على النشاط والحيوية في الذات القارئة، حيث النبتة الصغيرة تنطلق من أسارها إذ يشتد عودها وتبعث من قافيتها التي تشكل تربتها الشعرية التي انبجست منها رائحتها المثيرة وإن كانت مغلّفة بالحزن لكنها تسبب المتعة الحلوة التي يكون قدرها محاطا إما برائحة الريحان أو الثوم.
والشاعرة عندما تقرأ نصوص صديقتها تحلّق عاليا وتطيل من تطوافها في مسافات السماء الشعرية بحثا عن الصوت الجماليّ حتى وإن كانت تلك السماء خافتة، وثمة منحدرات مسافاتية شاهقة لابد من تجاوزها لكي تصل إلى تخوم القصيدة المشتهاة، وعندها يزوّدها المخيال الجماليّ بزاده التصويريّ، تشعر بأن اللحظة السحرية تجعلها ماضية في كتابتها لوصف شعرية صديقتها الشاعرة جيني بورنهولدت.
* حياة الشاعرة بولا غرين في سطور
تعد الشاعرة بولا غرين من أبرز الشاعرات النيوزيلنديات المعاصرات وأكثرهن نشاطا في ميدان الشعر انتاجا وقراءة على المستوى الأدبي والأكاديمي. صدر لها أكثر من اثنتا عشر مجموعة شعرية كان أكثرها يعنى بقصيدة الطفل. عملت الشاعرة أيضا كمحررة للعديد من الأنطولوجيات الشعرية وهي تحمل شهادة الدكتوراه في الأدب من ايطاليا وعملت كأكاديمية في العديد من الجامعات في . ألفت بالاشتراك مع
هاري ريكتس كتابها الموسوم ( 99 طريقة في الشعر النيوزيلندي) والذي رشح لجائزة البوست بكس في نيوزيلاندا في عام 2010. وحصلت على جائزة منحة الشعر المقدمة من رئاسة الوزراء في عام 2017. صدر لها في عام 2019 كتابان شعريان هما: الأول هو ديوان ( المسار ) و الثاني هو ديوان ( السمكة الرائعة وقصائد أخرى) والأخير هو كتاب شعري خاص بالأطفال. وقد تربعت على عرش التكريمات اذا حصلت على وسام الاستحقاق العالي تقديرا لخدماتها الجليلة التي قدمتها للشعر والأدب في نيوزيلاندا، وقد أسبغ عليها بعض النقاد والقراء لقب بطلة الشعر Champion of Poetry تقديرا لنشاطها الإبداعي اللافت في مجال الشعر كتابة وقراءة وتحريرا. تعيش بولا غرين مع زوجها الفنان التشكيلي مايكل هايت وإبنتيها في غرب مدينة أوكلاند. وصفت صحيفة أوتاغو ديلي تايمز ديوانها الشعري الموسوم ( بصمة الخباز) بالقول: ” ثمّة جمال نابض ومضيئ في هذا الكتاب الصغير الذي ينعم بالدفئ والهدوء والدعة..غرين تفتح الأبواب…” وكأنها تقود القارئ نحو “.. قوس قزح من الإثارة والخيال” . إن الشاعرة بولا غرين تراهن على اللعبة الجمالية للحواس عند الشروع في كتابة الشعر إذ تقول: ” ثمّة ردة فعل سحرية بين الأشياء التي أبصرها، وأسمعها، وأجرّبها، وأشعر بها أو أتذكرها وما بين الكلمات في رأسي. في تلك اللحظة السحرية أعثر على بذور القصيدة” .
* مختارات من الشعر النيوزيلندي المعاصر: كتاب ترجمة مشترك مع الباحثة والمترجمة شيماء هادي راضي سيصدر
عن دار الدراويش في ألمانيا بإذنه تعالى.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى