,لحظة شربت نخب العشق وُلدتُ في النور على جهاتي
الاربع . كان لي شرف خمرته بعمق وبراءة , حتى ا شار الى الناس جنوني أنْ : هو توأمي .
روحي ترشّقتْ به , أحسستها صائمة منذ الأزل .
الوطن في العشق : أوسع واجمل واعظم واعرق كثيرا كثيرا مما هو عليه .
الناس وانا أُمارس طقوسه : انبياء لا يأتيهم الباطل في السر والعلن .
انا عاشق– انا صامت غير ان عيوني طيور لا اعشاش لها الّا عيونها .
على ذلك المنوال , نسجت مشاعري شجرة فنواء تُظللها في كلّ مكان .
— انا اغادر أمي الحنون — محافظة ذي قار — الى أمي الثانية الطيبة الفيحاء —
البصرة المزدحمة بالتأريخ والمعرفة — ادرس في جامعتها — للفراق نزلتْ على
كياني هيبة فادحة , تجعلني عالقا بين مدينتين ,
تلبّستني هذه الفتاة , أزعم تأتي كما عرش بلقيس بقلبي علم الحبّ واسراره , اعاتبها
أنشدها ابياتا , وهي تمدّ كفها كي تمنع الدمع من السقوط على ساقية الحديقة .
( انا لم احب هيثكليف , بل انا هيثكليف — هذا ما قالته كاثرين للخادمة —
في رواية مرتفعات وذرنك ) انتشرت هذه العبارة في دمي فانا لا احبّ — —— أنا
قصيدتي سنة تمرُّ ———- 1977 –جامعة البصرة
سنة تمرُّ , وأنتِ نهرُ مشاعرٍ ,
غرِقت بموجك لوعةً كلماتي ,
سنةٌ تمرُّ , أنا الوصال تميمتي ,
هَوَساً وشكَّا تصطلي لَحظاتي ,
فسَبَرْتُ عشقكِ مزحةً , أدمنتِها ,
ومتى أفقتِ على لظى صرَخاتي ؟
ثَمِلُ الجوى , يهواكِ عمري مُرْبَكاً ,
صَلَبَ الضبابُ دروبَها : خطواتي ,
سنةٌ وعلّيْ أشتكي فَرْطَ النوى
مَنْ تقطِفُ الأعراسَ من مأساتي ,
شكوى الطيور , إذا يُباحُ غناؤها
بهديرِ رعدٍ مُرعبِ القبضاتِ ,
شكوى َيدٍ , فُتِنتْ بقيدٍ صارمٍ ,
ينتابُها سيلٌ من العثراتِ ,
الصمتُ ؟ لا للصمتِ بين قلوبنا ,
وغِراسُ روحكِ , تستفيق سماتي ,
عيناكِ لوَّحَتا بعطرِ حقيقتي ,
وأطلَّ من شفتيكِ وحْيُ حياتي ,
فخَشَعتُ في قلبِ السكون مصلّيَاً ,
فإذا بكِ اللحن ُ المزفُّ صلاتي ,
لو بسمةٌ قد خامرتكِ طريّة ,
لشدا بيَ الإيمانُ بالبسماتِ ,
ظلٌّ لظلّي , أنتِ قربي هاهنا ,
كمْ حدّثتْكِ شقيّةً خَلواتي ؟!
إنْ شئتِ : في حِضنِ الحقيقة , أستقي
طيفاً به تأتينَ من شُرُفاتي ,
وجدي نحتُّ على فؤاديَ غافلا ,
الوجدَ أنحِتُهُ بقلبِ فتاةِ ,
غصنانِ في شجرِ الحياةِ , أحالنا
العشقُ غصناً , أفْحمَ الشجراتِ
مَنْ ذا أراق من القصيد جنونَهُ ؟
مَنْ أنتِ ؟ أمْ أنّي كفرتُ بذاتي ؟
سنةٌ وما زالتْ حدائقُ حبّنا ,
في صمتِها يُحْكى شذا الهمساتِ
فهناكَ إذْ كنّا , وكان رسولُنا
ظَمَأٌ , تجلّى بينَنَا سنواتِ ,
وهنا -اجلْ — تهنا نمازجُ ضحكةً ,
ما زلتِ طعمَ نبيذها : كاساتي ,
وهناكَ يكفينا الحديث لذاذةً ,
ما ابلغَ العُشاقَ بالنظراتِ !
كمْ قبلة , تنسابُ بين شفاهنا ؟
شَرِهٌ فمي بتَوهُّمِ القُبلاتِ ,
قَتَلَ التناسي والغموض ضراوتي ,
فشهدْتُ من قبلِ الممات رُفاتي ,
يا مَنْ فطمتِ الزهرَ في ريعانه ,
وتناغمَ الاحلامِ في حدَقاتي :
ألَمي أزيدي , أنت قافلة الأسى ,
في كلّ منعطفٍ سمعِتُ رُثاتي ,
وآغري فصول النار نحو أضالعي ,
قَدَري : أُلَملِمُ في العذاب شتاتي ,
حسبي بأنّ الموت دونكِ مولدي ,
ما الحبُّ إذْ يبقى سوى كلماتي ؟
مالشمس إذ ليلٌ يشدُّ خِناقَها ؟
مالبحرُ إذْ يخشى من القطراتِ ؟
يأسي كما الاعصار يقلع سطوتي ,
وهواكِ لا يهتزّ في نبضاتي ,
فلقدْ دنوتُكِ , أستحثُّ اناملي ,
والفجرُ ذابَ على تخوم أناتي ,
وتأرّقي مَدَدٌ على مَدَدٍ , مضى ,
يمتدُّ نسغَ خوالجي وصفاتي ,
أدنوكِ –ويح الهجر , يضحك هازئا –
يا دهشتي الكبرى : ارى لمساتي ,
لا — بلْ أُحسّكِ قد همست ِ خجولةً ,
ربّاهُ : هل أُصغي الى همساتي ؟
أمّ أنّ روحي قد رمتني مُجدَباً ,
ومضتْ إليها , تُسرع الخطواتِ ؟
ما خطْبُ عشقي يسْتبدُّ بمهجتي ,
ويمرُّ مذبوحا بسهم رماةِ —-