ط
الشعر والأدب

قصيدة ( سنة تمر ) للشاعر/ حكيم جليل الصباغ . العراق

للقصيدة مقدمة :
,لحظة شربت نخب العشق وُلدتُ في النور على جهاتي
الاربع . كان لي شرف خمرته بعمق وبراءة , حتى ا شار الى الناس جنوني أنْ : هو توأمي .
روحي ترشّقتْ به , أحسستها صائمة منذ الأزل .
الوطن في العشق : أوسع واجمل واعظم واعرق كثيرا كثيرا مما هو عليه .
الناس وانا أُمارس طقوسه : انبياء لا يأتيهم الباطل في السر والعلن .
انا عاشق– انا صامت غير ان عيوني طيور لا اعشاش لها الّا عيونها .
على ذلك المنوال , نسجت مشاعري شجرة فنواء تُظللها في كلّ مكان .
— انا اغادر أمي الحنون — محافظة ذي قار — الى أمي الثانية الطيبة الفيحاء —
البصرة المزدحمة بالتأريخ والمعرفة — ادرس في جامعتها — للفراق نزلتْ على
كياني هيبة فادحة , تجعلني عالقا بين مدينتين ,
تلبّستني هذه الفتاة , أزعم تأتي كما عرش بلقيس بقلبي علم الحبّ واسراره , اعاتبها
أنشدها ابياتا , وهي تمدّ كفها كي تمنع الدمع من السقوط على ساقية الحديقة .
( انا لم احب هيثكليف , بل انا هيثكليف — هذا ما قالته كاثرين للخادمة —
في رواية مرتفعات وذرنك ) انتشرت هذه العبارة في دمي فانا لا احبّ — —— أنا
هي أعيش ازاول رجولتي .

قصيدتي سنة تمرُّ ———- 1977 –جامعة البصرة

سنة تمرُّ , وأنتِ نهرُ مشاعرٍ ,

غرِقت بموجك لوعةً كلماتي ,

سنةٌ تمرُّ , أنا الوصال تميمتي ,

هَوَساً وشكَّا تصطلي لَحظاتي ,

فسَبَرْتُ عشقكِ مزحةً , أدمنتِها ,

ومتى أفقتِ على لظى صرَخاتي ؟

ثَمِلُ الجوى , يهواكِ عمري مُرْبَكاً ,

صَلَبَ الضبابُ دروبَها : خطواتي ,

سنةٌ وعلّيْ أشتكي فَرْطَ النوى

مَنْ تقطِفُ الأعراسَ من مأساتي ,

شكوى الطيور , إذا يُباحُ غناؤها

بهديرِ رعدٍ مُرعبِ القبضاتِ ,

شكوى َيدٍ , فُتِنتْ بقيدٍ صارمٍ ,

ينتابُها سيلٌ من العثراتِ ,

الصمتُ ؟ لا للصمتِ بين قلوبنا ,

وغِراسُ روحكِ , تستفيق سماتي ,

عيناكِ لوَّحَتا بعطرِ حقيقتي ,

وأطلَّ من شفتيكِ وحْيُ حياتي ,

فخَشَعتُ في قلبِ السكون مصلّيَاً ,

فإذا بكِ اللحن ُ المزفُّ صلاتي ,

لو بسمةٌ قد خامرتكِ طريّة ,

لشدا بيَ الإيمانُ بالبسماتِ ,

ظلٌّ لظلّي , أنتِ قربي هاهنا ,

كمْ حدّثتْكِ شقيّةً خَلواتي ؟!

إنْ شئتِ : في حِضنِ الحقيقة , أستقي

طيفاً به تأتينَ من شُرُفاتي ,

وجدي نحتُّ على فؤاديَ غافلا ,

الوجدَ أنحِتُهُ بقلبِ فتاةِ ,

غصنانِ في شجرِ الحياةِ , أحالنا

العشقُ غصناً , أفْحمَ الشجراتِ

مَنْ ذا أراق من القصيد جنونَهُ ؟

مَنْ أنتِ ؟ أمْ أنّي كفرتُ بذاتي ؟

سنةٌ وما زالتْ حدائقُ حبّنا ,

في صمتِها يُحْكى شذا الهمساتِ

فهناكَ إذْ كنّا , وكان رسولُنا

ظَمَأٌ , تجلّى بينَنَا سنواتِ ,

وهنا -اجلْ — تهنا نمازجُ ضحكةً ,

ما زلتِ طعمَ نبيذها : كاساتي ,

وهناكَ يكفينا الحديث لذاذةً ,

ما ابلغَ العُشاقَ بالنظراتِ !

كمْ قبلة , تنسابُ بين شفاهنا ؟

شَرِهٌ فمي بتَوهُّمِ القُبلاتِ ,

قَتَلَ التناسي والغموض ضراوتي ,

فشهدْتُ من قبلِ الممات رُفاتي ,

يا مَنْ فطمتِ الزهرَ في ريعانه ,

وتناغمَ الاحلامِ في حدَقاتي :

ألَمي أزيدي , أنت قافلة الأسى ,

في كلّ منعطفٍ سمعِتُ رُثاتي ,

وآغري فصول النار نحو أضالعي ,

قَدَري : أُلَملِمُ في العذاب شتاتي ,

حسبي بأنّ الموت دونكِ مولدي ,

ما الحبُّ إذْ يبقى سوى كلماتي ؟

مالشمس إذ ليلٌ يشدُّ خِناقَها ؟

مالبحرُ إذْ يخشى من القطراتِ ؟

يأسي كما الاعصار يقلع سطوتي ,

وهواكِ لا يهتزّ في نبضاتي ,

فلقدْ دنوتُكِ , أستحثُّ اناملي ,

والفجرُ ذابَ على تخوم أناتي ,

وتأرّقي مَدَدٌ على مَدَدٍ , مضى ,

يمتدُّ نسغَ خوالجي وصفاتي ,

أدنوكِ –ويح الهجر , يضحك هازئا –

يا دهشتي الكبرى : ارى لمساتي ,

لا — بلْ أُحسّكِ قد همست ِ خجولةً ,

ربّاهُ : هل أُصغي الى همساتي ؟

أمّ أنّ روحي قد رمتني مُجدَباً ,

ومضتْ إليها , تُسرع الخطواتِ ؟

ما خطْبُ عشقي يسْتبدُّ بمهجتي ,

ويمرُّ مذبوحا بسهم رماةِ —-

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى