ط
مسابقة الشعر العمودى

قصيدة : شفق المعنّى . مسابقة الشعر العمودي بقلم / ناظم الصرخي . العراق

قصيدة-شفق المعنّى
قصيدة من الشعر العمودي
ناظم الصرخي
ناظم حايط مجبل رسول العراق
شَفَقُ المُعَنَّى

اِحْـزِمْ مَتَاعَـــك وَارْحَـــلْ أَيُّها الـرَّجُــــلُ
لَـمْ تَـبْـقَ لا نَاقــــــةٌ فيــهـا ولا جـمــــــلُ

غُــذَّ الْمَسِـيــــرَ ولا تَغْصِبْ أَعِـنَّــتَـــــها
نحْوَ الديــارِ فأنّ الْقــومَ قد رحلـــــوا

أنّى اتـجَـهْــتَ رمـــــادٌ في مواقــــدِهَــــا
والــدَّربُ مُنْتَــهَـبٌ والفِــــكـرُ مُنْـشَـغِــلُ

مَاتَ الرَّجَاءُ وَقَد ســدَّتْ مَنَـافِــــذَهـــا
وَاسْـتـنْـطـقَـتْ عَـتَـبًا نَاءَتْ بِهِ الحِيَلُ

دهْـــرًا كتمْتَ كـما لو كُنْتَ مَكْتَــــمَةً
بَيْنَ الأعَاجِيــْبِ والإِغْـراءِ تَبْـتَــــهِـلُ

أَزْرَى بكَ الدَّهرُ لمْ تَنْضُبْ مَصَائِبُهُ
إذْ أنْشَـبَتْ ظُفْـرَهَـا،واسْتـفْحَـلَ الـزَلَلُ

صِرْتَ الشـقيّ المعنّى ظَرْفَ دَاجيـةٍ
وصِرْتَ بَعْدَ سَنَا تـَبْـتَــــــزُّك السُــبُــلُ

هُنا احْتَــــراقٌ هُنـــا نَكْــــدٌ ومَسْـغَبَـــةٌ
أنّى تَـوَجَّـهَـــتَ كالبَــــــرْدِيِّ تَـنْـفَــتِــــــلُ

في إيِّ جَنْــبٍ ترومُ الصَّبْـــرَ مُتَّقِــــــدٌ
في أيَّ درْبٍ تُـمَـسِّيْ حَـاطَـكَ الوَجَـلُ

هَذا السَّحَابُ وهَذي الرّيحُ شاهدةٌ
والأرْضُ ما أنْجبتْ والنّهرُ والْـوَشَـلُ

عما جــــــرى لمعـــــنّى غــــرَّهُ شَــــفَـقٌ
فظنّ بالشمــس ظنًـــا سَـادَهُ الجَـــدَلُ

أُقحِمــتَ في أمــــلٍ ماكنـتَ تُدْرِكُـــــهُ
مَادَامَ صَاحِـبُـــهُ بالشَّـــــكِّ يَكْتَــــحِلُ

مَا زَالَ نَسْغُ رؤاهَـــا رَاكِــــضًا خَبَبًـــا
يَسْـــرِي بِأَوْردَةٍ مَا لامَهَــــــا عَـــــــذَلُ

أَنت الَّذِي خَبَـرَ الأَيَّــامَ وانْـقَـشَــعَــتْ
عنْهُ الْغُيُومُ الَّتِي في السِّـرِّ تَنْجَدِلُ

لمْ تَـنْعَطفْ وَصُرُوفُ الدَّهـرِ قاهـرةٌ
وَلَقَدْ غَــدَوتَ كَمَنْ تَغْتَـالـــهُ الأَسَــــلُ

ضــاق الـزمــــانُ بـهمٍّ أَنْـتَ حَـامِـلـــهُ
حـتّـامَ تَذْرِفُــــكَ الأنْــــــــواءُ والْـمُــــقَـلُ

ماذا أصبْتَ مِنَ التِجْوالِ في فِكَــــرٍ
وما حَـوَاليْــــكَ لُبُّ الْفِـكْـــرِ يَرْتَـحِـــلُ

ما زالَ فـيــكَ نُـزُوعٌ نَحــوَ دارتـِهَـــــا
وما تَـزَالُ بـِكَ النِّيــــــرَانُ تَشْــتَــــــعـلُ

لُكلِّ عَـصْــرٍ فُحُـــولٌ تَكْتـَــويْ أَلَـــمًـا
لمْ يُهْـلِكْ الدَّهْـــرُ إلا مَنْ بهِ عَطَــلُ

وما مُفَــارَقَـةُ الأَحْبَـــابِ غَيْـر أَسَــىً
قَدْ خَطّهُ البَيْنُ جُرْحًا ليسَ يَـنْـدَمِـلُ

فانْفُضْ يَدَيْكَ مِنَ الدُّنْيَا التي هَزُلَتْ
وأَرِحْ فُــؤادَكَ قَــدْ أَوْدَتْ بـهِ العِـــــــــلَلُ

وَارْغَبْ بِنَفْسِكَ عَنْ وَهْمٍ جُنِنْتَ بــهِ
مِنْ بَين أَظْـفَـــارِنَا قَـدْ أفْـلَـــتَ الأمــلُ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى