قصيدة :صَمتُ الفُرَاقِ . مسابقة القصيدة النثرية بقلم / سميرة العوضي . مصر

كَرِهْتُ نَفْسِي التي طَاوَعَتكَ فِي كلِّ شيءٍ حتَّى الحَمَاقَاتِ..

كَرِهْتُ أنْفَاسِي التِي صَارَتْ مِلْكَك رَغْمَ بُعدِ المَسَافَاتِ..

خُنْتُ عَهْدَ الهَوَى الوفيِّ عَبرَ حُرُوفِي لَكَ والهَمَسَاتِ..

ظَللْتُ أُرَدِّدُ وَرَاءَكَ..فِي الحُبِّ لا للاخْتِيَارَاتِ..

حَتَّي ذُبْتُ مَعَكَ فِي طَرِيقٍ بِلَا بَدَايَةٍ وَبِلَا نِهَايَاتِ..

أَيُعْقَلُ أنْ أَظَلُّ عَالِقَةً فِي حُبِّكَ حَتَّى المَمَاتِ..

بِرَغْمِ عِنَادِي وَمُحَاوَلاتِي التَّخَلِّي عَمَّا بِدَاخِلِي لِتَعِيشَ الحَيَاةَ..

أَجِدُنِي دَائِمًا مَابَيْنَ كَرٍّ وَفَرٍّ ..مِنْكَ وَإلَيْكَ وَالحُبُّ مَا مَاتَ..

لِذَا اقْتَطَفْتُ قَصَاصَاتِ الحُبِّ مِنْ وُرُودِ بُسْتَانِكَ..

واحْتَفَظْتُ بِهَا مَابَيْنَ دَفَاتِرِ أشْعَارِي وَأشْعَارِكَ..

عَلَّها تُنْبِتُ مِنْ جَدِيدٍ لَهِيبَ الحُبِّ فِي وجْدِي وَوجْدَانِكَ..

فَمَا بَالُنَا..مَاذَا حَدَثَ لَنَا ..أتَتَقبَّلُ البُعْدَ..وأتقبَّلُ أنَا فُقْدَانَكَ..

كُنَّا بَرَاعِمًا طَيِّبَةً لزهرَةِ الحُبِّ لَكِنَّهَا مَاتَتْ..

كَانَتْ كَلِمَاتُنَا تُحْيِينَا وَتُسْعِدُ لَيَالِينَا لَكِنَّهَا عَانَتْ..

مِنْ كَثْرَةِ مَشَاكِلِنَا وَخِلَافَاتِنَا ..فَتَوقَّفَتْ وَبِالصَّمْت ِلَاذَتْ..

لَكِنَّنِي فِي غِيَابِكَ ..لَا مَكَانَ وَلا إِنْسَانَ..

لَا أرْضَ وَلَا سَمَاءَ..أتُوهُ فِي الحَيَاةِ بِلَا مَرْسَي وَلَا شُطْآنَ..

لَا جليسَ يُؤْنِسُ وِحْدَتِي..وَلَا ضِحْكَةً تُسْعِدُ مُهْجَتِي..

لَا قَلْبًا حَنُونًا بِرِفْقَتِي.. وَيَضِيعُ بِدَاخِلِي الإنْسَانُ ..

أفْتَقِدُ الحَنَانَ.. وَالقلْبُ بِلَا خَفَقَانِ..نَبْضِي فِي وُجُودِكَ بِأمَانِ..

لَكِنَّ الوِحْدَةَ حِرمَانٌ وَحِرمَانٌ..

فَفِي غَيَابِكَ يَضِيقُ صَدْرِي مِنْ كَثرَةِ الكِتْمَانِ..

فَأُعَاوِدُ الحَنِينَ إِليْكَ عَبرَ الألْوَانِ..

أَرْسِمُكَ وَجْهَ طِفْلٍّ نَشْوَانٍ..

وَتَظَلُّ عَيْناَكَ مَهْمَا تَغِيبُ عَنِّي تَمْلأُ القَلْبَ والوُجْدَانَ ..

سميرة العوضي