قصيدة :’لؤلؤةٌ لسيدةِ النساء..الشاعر / محمد ملوك

إلى يدِها البيضاءِ ينتسبُ الندى

وإن لّم يَجِد في كلّ مَن وَصَلَت رَحْما

أجلُّ من التعريفِ معنًى ومظهرًا

وأكبرُ من أن تُسكنَ النثرَ والنَّظما

على أنه لولا ثبوتُ صفاتِها إليها

لظُنَّت لاستحالتِها وَهما

أسَرَّت إلى بعضِ النساء فأسهَبت

بأنّ إمامَ الصادقينَ بما أمّا

وعن رحلةِ الإيلاف كيف غمامةٌ

متى يسترِح قَرَّت وهَمّت متى هَمّا

وعن راهبٍ لو بعدُ يُسألُ دَيرُهُ

مَن المَثَلُ الأعلى؟ لَتلقاءَهُ أَوْما

تخافُ وتَرجو غيرَ أنّ رجاءَها

على موعدٍ ألا يجوعَ ولا يظما

بخيرِ البرايا أَدرَكَت خيرَ غايةٍ

مِن الموضعِ السامي إلى الموضع الأسمى

هو الشمسُ في الرؤيا بساحةِ دارها

ولا تَعدِلُ الشمسَ النجومُ معًا تِمّا

تُصَدِّقُ ما تحكي عوارضُ وجههِ

فما اختَلَفَت حتى تزيدَ بها علما

وحكمتُها ممزوجةً بحنانِها

بأجملِ سلوانٍ لمن عرفَ اليتما

كأنّ لهُ من نفسها كلَّ نفسها

وإن لم تضع في قلبِه حبَّها الجما

كأنَّ الذي ألقى المحبةَ زادها

فكانت له زوجًا وكانت له أُمّا

وما ثَم إلا أحمدٌ وخديجةٌ

فلو قُسِمَ الإسلامُ لانتَصَبَت قِسما

تُزَمِّلُهُ قبلَ الدثارِ بحِضنِها

من الغارِ إذ ما عادَ حيرانَ مُهتَمّا

وليس يُضيعُ اللهُ إنعامَ محسنٍ

فكيفَ يضيعُ اللهُ أدومَهم نُعمى

وقد شهدَ الشيخُ الضريرُ بما مَضى

فهل ينكرُ الرائي وقد أبصرَ الأعمى؟!

فبشَّرَهُ أنّ الذي جاءه الذي

أتى مَن عصاهُ للسما شَقّت اليَمّا

وما زالَ يلقاهُ الملاكُ ببيتها

فأكرم به بيتًا وأكرِم بمن ضَمّا

سدًى حوله الدنيا تضجُّ بناسها

فما حربهم حربًا ولا سلمُهم سلما

لئن حَذِرَت شيئًا عليهِ فإنما

شياطينَ إنسٍ كلما مكروا أَصمَى

لضاقت عليها الأرضُ لولا عزاؤها

بأنّ لها من دينِهِ وطنًا واسْما

ثلاثةَ أعوامِ الحصارِ _ كأنها

ثلاثونَ عامًا_ ما تَشَكَّت قذًى يوما

لوِ اسْطاعَتِ اجْتازَت_ لتُرضِيَهُ _ الردَى

فتصنعَ من بعدٍ كما صَنَعَت قِدما

وليس بأوفى منه حيًّا وقد قَضَت

وأكثرَ تَذكارًا، فكيفَ بهِ لمّا…؟

محمَّدُها في الأنبياءِ عظيمُهم

وبين نساءِ العالمينَ هيَ العظمى

مِن امراةٍ آوت على الحُبِّ سيدًا

فشيَّدَ بنيانًا بلا حَجَرٍ ضَخما