ط
الشعر والأدب

قصيدة: منتظراً صوتَكَ… للشاعر / مسلم الطعان

قصيدة: منتظراً صوتَكَ…!*

شعر: مسلم الطعان

الإهداء: إليهِ وَحدَهُ إذْ لن يَسمعَ تواسيلَ مناجاتي إلّاه…!

منتظراً صوتَكَ:

يَذرُفُ دموعَ وصاياه

يَنزُفُ سربَ خفاياه

يَجرُفُ جبالَ الصَمْتِ

عَلّيْ أتبَعُ نٕبرَتَهُ

و أذّبُّ قَليلاً من وَجَعِ القلب ِ

و أكتبُ شيئاً لا أعرفُ شيئاً عَنهُ

وأطلُبُ من صَوتِكَ:

أنْ يَسلُبَ مني سأَميْ

حيثُ سأمتُ سنيناً من سأَميْ…!

منتظراً صوتَكَ:

عندَ البابِِ

ينزِلُ مَطَرَاً من شآبيبِ شذاه

ليطفئَ نيرانَ مسافاتِ عَذابي

منتظراً صوتَكَ:

أجدُلُ من خيوطِ جراحاتي جلبابي

أقفلُ بمفاتيحِ جراحاتي أبوابي

أفتلُ بعضَ خيوطِ الماء:

كي أنسجَ ثوباً يَسترُني من عُريِ سَرابي…!

منتظراً صوتَكَ:

منذُ طفولةِ جَمْريْ

يقتاتُ على وَجعي ضَجَريْ

يَلبَسُني حُزني كطريدٍ غَجَريّْ

أرّتلُ وَجَعيّْ

إذْ جَلّلَني جلبابُ الوَجَعِ الجَمريّْ

و جراحي كخيولٍ جامحةٍ:

تَصهلُ بيْ

مَنْ يُسكِتَ جراحَ الوَجعِ الجمريّْ؟!

مَنْ يُفلِتَ قلبي من فَخٍ وَقعتُ بهِ

نَصَبتهُ لِيْ منذُ طفولةِ خَطويْ:

أَكفُّ كمائنِ هذا الوَجَعِ الجَمريّْ…؟!

منتظراً صوتَكَ:

يَمنَحُني كِسرَةَ صَبرٍ تُسكتُ جوعي

و يداً حانيَّةً تَمسَحُ عن خَدّي سَيلَ دموعي

منتظراً صوتَكَ:

كي يحرُسَني من غَدرِ ذئابِِ اليأسِ

فأنا كنتُ و ما زلتُ في حَضرتِكَ:

حَمْلاً يُمَّنِّي حملانَ النَفسِ:

بعُشبٍ مشكاتيّ:

يَشّعُ سراجاً في عُتمةِ أعشاشِ النَفسِ…!

منتظراً صوتَكَ:

إذْ كنتُ:

مندحِراً أعودُ إلى خنادِقِ صَبريّ

منكَسِراً مثلَ غصونٍ جَرَفتها أرتالُ الريح

منهمراً يَهوي الهَمُّ على رأسيْ:

بمطارقِ أمطارٍ طاغيةٍ

تُغرقُني في طوفانِ اليأسِ…!

منتظراً صوتَكَ:

يَمنَعُ عن قلبي:

قطرانَ سرابيلِ الوَجَعِ المَجنونْ

حينَ تتقاذَفُني الأفواه

يَقطَعُ عن قلبي حبالَ حرابِِ الآآآه

يَشرَعُ في رَدعِ عواءِ كلابِِ الآآه

يَردَعُ عن قلبي تَقدّمَ حشودِ جيوشِ الآآه

يَزرَعُ في هُدبي أحلامَ حنانٍ تجودُ بها كَفّاه

منتظراً صوتَكَ:

يوقِظُ في الوَردِ عطراً أبديَّاً

ينعشُ روحي بتسابيحِ شَذَاه….!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى