ط
الشعر والأدب

قصيدة ( مهاجرة ) للشاعر / صبحي ياسين

مهاجرة

أُخيّة َ كيف نحميها الحصونا

وقد شَرَخَ الصغارُ لها الجبينا

أما يكفيك ِ أنَّ الشعر َ أضحى

متاعا في أكفِّ العابثينا

فإن ترَك َ الكبار ُ بحورَ شعر

فمن سيكون ربانا أمينا ؟!

إذا هاج الصغارُ على كبير ٍ

تبسّم في وجوه الهائجينا

حكيمُ القوم ِ لا يطوي شراعا

ويتركها لمن ثقبوا السفينا

أقول وقد ركبت ُ لها القوافي

تعالَيْ يا أخية َ واسمِعينا

قصيدا يزرعُ الساحات ِ وردا

وسحرا يستبدُّ ويحتوينا

وإني كلما غشِيَت ْ عيوني

نظرتُ إليكِ ممتلئا يقينا

بانكِ سوف تمشين الهوينى

لأحباب ٍ أحبوكم سنينا

أخية َ هل أتاك الشعر فجرا ً

حزينا يملأ الدنيا أنينا

أنا والشعرُ جئناكم ضيوفا

فهل يرضيكِ ألا تكرمبنا

كريم ُالأصل ِ يعفو ثم يصفو

ويلوي عنقَ من ركبَ الجنونا

وأكبرُ أنتِ من كلِّ الدنايا

وأسمى أنت ِمما يعترينا

شربنا الشعرَ من كفيك شهداً

فمن ألقى على اللألاء طينا

فإن آذاكِ بعضُ الناس زورا

فكوني فوق ظلم ِ الظالمينا

وخلي النهرَ يجري سلسبيلا

فنحن إليكِ نرنو طامعينا

فهزي النخلَ –يا رطبا جنيا-

وفي دفء ِ القصائد خبئينا

فإن كان الخصامُ على فلان ٍ

فما ذنب اللواتي والذينا؟

وإنْ قلمٌ فشلنا فيه جهدا

فكيف نلُمُّ شعْث الحاكمينا

يعز ُّ عليّ أن ألقاكِ يوما

بعيدا عن حروف المعجبينا

وماءُ البحر ِ يَهدرُ لا يبالي

بما عبثتْ أكفُّ العابثينا

عيونُ الشعر جفَّفها حفاةٌ

تعالَيْ جددي فينا العيونا

قرأتُك والليالي مقمرات ٍ

ونهرُ الشوق ِ يدفقُنا حنينا

أخية َ ما لقلبك قد تناءى

ونحن إليك نرجو واقفينا

رأيتُ الصدقَ في جنبيك يسري

وفي عينيك أبصرتُ اليقينا

أتيتكَ أملأ الأطباقَ شهدا

فهل ترضين من صبحي الصحونا؟

وأحملُ في يديّ بذور َورد ٍ

لأزرعَ في رباك الياسمينا

قصيدُكِ لا يوازيه قصيدٌ

وشِعركِ فوق شِعر الشاعرينا

شربناها قصائدَ سائغاتٍ ٍ

فهل سؤناكِ حتى تفطمينا؟

رعاكِ الله من لحن ٍ شجي ٍّ

يُحرّك بين أضلعنا الشجونا

صفاءُ الشعر يرفعُها نفوسا

ويجلوها وإنْ رانتْ سنينا

دعي الرقراقَ يجري سلسبيلا

وقولي للقصائد سامحينا

تقولُ لك القلوب وأنت ِ فيها :-

شقينا في الغياب فأسعدينا

وهاتي من حريرك ثوبَ ودٍّ

وبالعطر المعتق ضمِّخينا

سِلالُ الشعر فارغةٌ تنادي

ألا هبي – لكرْمِكِ واملأينا

ورودا من غصون ٍ دانيات ٍ

ورُصِّي فوقها عنبا وتينا

خذيها من أخ ٍ يسقيك ِ ودا

دعي الآهات ِ واجتثي- الضغينا –

وأعرفُ أنَّ شمسَك لا تُوارى

ولو كثرتْ أكفُّ الحاجبينا

فيا مَوّالنا المجروحَ قومي

نلملمُ جرحَك المدفونَ فينا

فمثلك كلما كثرتْ جراحٌ

تصَلّب َ في وجوه الجارحينا

فإنْ يرضيك من ألم ٍ عقاب ٌ

فهاتي سوط َ شِعرك واجلدينا

ولكنَّ السماحة َفيك طبعٌ

سنذكرُ ذاك فيكم ما حيينا

ونحن نغضُّ عمن ساء طرفا

ونسعى في الحياة مسامحينا

ونُحْسِنُ في جميع ِ الناس ظنا

وإنْ ساءت ظنونُ الناس فينا

دعي الحسنات ِ تقتنص الخطايا

وكوني من خيار المحسنينا

فيا نغما ترددَّ في سمانا

يعز ّعليّ ألا تطربينا

يَلين ُ القلبُ إن رَقت ْ حشاه

وإن خشنتْ فيأبى انْ يلينا

جميلُ أن نمدّ يدا لناءٍ

وأجْمَلُ أنْ نصافحَ من يلينا

فهاتيها قصائدَ ساميات ٍ

وإلا نُطلِقُ النايَ الحزينا

إلى مَنْ أبْحَروا فينا امتطينا

ظهورَ الخيل ِ نرتادُ الحزونا

فإن عادوافقد داوَوا جراحا

وإلا وسَّعوا الجرحَ السخينا

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى