قصيدة: وما أبرئ العين . مسابقة الشعر العمودي بقلم / مشلوف محمد . الجزائر

الاسم واللقب : مشلوف محمد
البلد :الجزائر
رقم الهاتف:213669532229+
البريد الإلكتروني :[email protected]
* قصيدة مشاركة في مهرجان همسة*
فئة الشعر الفصيح

وما أُبَرِّئُ العَيْنَ إنَّ العَيْنَ لأَمَّارَةٌ بالتِّيهِ

قَالَــتْ أَلَـــمْ تَلْحَــظْ بِعَيْنِـــي أَنْجُمَـــا؟
قُلْتُ اِسْأَلِي كَيْفَ اِنْطَوَتْ فِيهَا السَّمَا ؟

عَيْنَاكِ قِبْلَةُ مَنْ سَعَى خَلْفَ الهَوَى
والنَّظْرَةُ الأُولَى رَسُـــولٌ لِلَّمَـــى

في طَرْفِكِ انْسَابَتْ جِرَاحُ قَصِيدَةٍ
أَغْرَقْتِ فِي لُغَةِ العُيُونِ مُتَيَّمَــــا

وَرَمَيْتِ فِي بَحْرِ الرُّؤَى مُتَصَوِّفًا
واللّحظُ قَدْ أَضْحَى مَجَازًا مُبْهَمَـا

فَأَقَمْتُ في النَّجْلَاءِ كُلَّ مَعَابِدِي
كَيْ أَفْهَمَ السِّرَّ الذِي لَنْ يُفْهَمَا

وَغَدَا السَّوَادُ بِهَا يُدَثِّرُ فِتْنَـــةً
حَتَّى رَجَوْتُ اللَّيْلَ أَلاَّ يُظْلِمَا

يَا لَيْلُ أَشْفِقْ إِنَّ نَبْضِيَ شَـــارِدٌ
وَالشَّوْقُ فِي هَمَزَاتِهِ لَنْ يَرْحَمَا

وَكَأَنَّمَا الكِبْرِيتُ يَحْرُسُ طَرْفَهَـا
عَصَفَتْ رِيَاحُهُ بِالفُؤَادِ فَأُضْرِمَا

وَتَشَكَّلَ الفَخَّارُ مِنْهَا عَاشِقًا
لِلنَّارِ لَا يَعْنِيهِ كَيْفَ تَأَلَّمَــا

وَكَأَنَّـــهُ يَتْلُــو شَعَائِــرَ دَفْنِـــــهِ
فَرَحًا يَرَى فِي لَسْعِ جِسْمِهِ بَلْسَمَا

فَفَهِمْتُ كَيْفَ العَيْنُ تُسْجِي بَحْرَهَا
كَيْ يُحْيِيَ النَّاجُونَ فِيهِ المَأْتَمَـــــا

وَفَهِمْتُ كَيْفَ العَيْنُ تُلْقِي السِّحْرَ فِي
وَجْهِ الرِّيــــــاحِ لِكَيْ تُثِيرَ المَوْسِمَا

لِتَقُدَّ قَلْبَ الأرْضِ مِنْ دُبُرٍ إِذَا
هَمَّتْ بِهِ…. تَرْجُوهُ أَنْ يَتَكَتَّمَا

فَغَدَا جُنُونُ الزَّهْرِ يَكْبُرُ خِلْسَةً
وَيُخِيفُهُ أَسْرُ الشَّذَى إِنْ أَحْجَمَا

هَذِي حِكَايَةُ تَائِهٍ فِي ضَوْئِهَا
أَلِفَ الجُنُوحَ إِلَى الظَّلَامِ تَوَهُّمَا

أَذْكَى جَوًى أَشْوَاقَهُ مِنْ هُدْبِهَا
لِيَذُوقَ قَبْلَ العَاشِقِينَ جَهَنَّمَا

وَمَضَى يُلَقِّنِهُمْ شَعَائِرَ غَــيِّــــهِ
فِي غَيْمَةٍ حُبْلَى هَرَاقَتْ عَلْقَمَا

فَالنَّارُ بِكْرٌ تَشْتَهِي إِغْوَاءَهُمْ
والمَاءُ أَهْدَى رُشْدَهُ وَتَوَسَّمَا

غَلَبَتْ مَآقِ العَيْنِ كَلَّ مُحَارِبٍ
وَهَنَتْ قِوَاهُ فَجَاءَهَا مُسْتَسْلِمَا

قَـــدْ بَاتَ قَلْبِي فِي هَوَاهُ مُعَذَّبــــًا
مُذْ حَجَّ فِي عَيْنِ الحَبِيبِ وَأَحْرَمَا