ط
هنا تونس

قصيدة : و تعثر في شال القصيد .. للشاعرة / جميلة عبسي /تونس

و تعثر ..
في شال القصيد

مالَ إليها
تفحّصَ نظرةَ خجلٍ
أربكتْ فضولَهُ ..
سقطتْ أهدابُ الدهشةِ،
فعبّأَتْهُ
وتاهَ في فِجاجِ الرّوحِ …
تلعثمتِ اللّحظةُ
في زمن ٍ ظنّها دهرًا،
سكبَ لحنٓهُ
طوفانَ حبٍّ ،
أغنيةَ مطرٍ
من عشقٍ نديٍ.
2
مازال يقتفي أثرَ الظلِّ في مواسمِ الحصادِ ،
مازال يُرتّبُ خِصْلاتٍ متمرّدةً على جبينِ الصبرِ .
إيماءَةُ الكونِ
ونوتةُ البيانو ،
تفيضُ وجعًا
وصلاةً تبني الأرضَ عُشباً،
الكرزُ القرمزيُ يَأْبَى أنْ يَنبُتَ
على حافةِ رحيلِ الشمسِ ..
البحرُ الهادئُ
يوقظُ حنينَ الانتحارِ.
3
هو يفتّشُ عنها..
يفتّشُ عن ذاته ..
في نظرتِها البريئَةِ يسكنُ طائرُ السمندل
في بَرزخِ الانتظارِ ..
هي فراشةٌ من نار…ٍ توضّأتْ بالنورِ،
لعبتْ بخطوطِ قلبِه ..
قارئةُ فنجانٍ
تعثرت ..
وانتحرتْ على مشارفِ خيبةِ
وانكسرتْ
أوجاعُها على مرافِئِ
يُتمٍ ..
لفظَها البحرُ .. حروفُهُ معلّقةٌ على جسدِها،
مساميرُ تنزِفُ ..
أبَتْ أن تنحَنيَ للأبجديةِ وهي تقصلُ ..
4
بكاها طفلا ..
لثمَ أطرافَ شالِها المُزَركشِ بالضوءِ،
لملمَ أوراقَها وحُرُوفٓها المُكتَحِلةَ باليُتمِ ..
سبّحَ باسمِها،
عندَ الشّفقِ الأخيرِ للحياةِ،
كانتِ الشمسُ في قَديم الزَمانِ
شاعرةٌ هجرتْ بابٓ الجنةِ
أخْفتِ الضوءٓ بغَنَجِها
مَنَحتْهُ فُرصةً
ليُولَدَ على زَورَقٍ في بحرِ قَصِيدَتِها…
أمام بابِ القَريضِ
كَتَبَ ”
و تَعثَّرَ في شالِ القَصِيدِ …

الشاعرة جميلة عبسي /تونس

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى