ط
الشعر والأدب

قصيـــدة : قاضي الزهور!شعـــر/سلطان الهالوصي



سلطان

===============
تَنَاظَـرَ فِى رِيَاضِي زَهْرَتَانِ
وَأَفْصَحَتَا مَعًـا لِتُحَكِّمَــانِي

فَوَاحِـدَةٌ بِزَهْــوٍ قَدْ تَبَـاهَتْ
كَوَاثِقَةٍ سَتَكْسِبُ بِالرَّهَانِ

أَنَا النَّضْرَاءُ أَزْهُو فَوْقَ غُصْنِي
أَزِينُ الرَّوْضَ جَاذِبَةَ الْعِيَــانِ

وَإِنْ لَمْ أَمْتَلِكْ شَذْوًا وَعِطْرًا
فَلَوْنِي بِالْمَهَابَةِ قَدْ كَسَانِي

تَهَادَى بِي حَبِيبٌ بِانْشِرَاحٍ
يُشَارُ إِلَى جَمَالِي بِالْبَنَـانِ

وَأُخْــرَى مِنْ ذُبُـولٍ يَعْتَـرِيهَا
كَبَـاهِتَـةٍ تَبَـاكَـتْ بِاحْتِقَـانِ

وَقَالَتْ تَشْتَكِي مِنْ سُوءِ حَظٍّ
أَنَا الصَّفْــرَاءُ سَاءَتْ لِلْمَكَـانِ

بِرُغْمِ عَبِيرِيَ الْفَــوَّاحِ عِطْــرًا
يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي مَنْ رَآنِي

تَجَاهَلَنِي الْمُحِبُّ بِدُونِ ذَنْبٍ
بِغَيْرِي قَدْ تَهَادَى مَا هَدَانِي

فَحِرْتُ وَحَارَ عَقْلِي قَبْلَ قَلْبِي
فَـأَرْجَــأْتُ الْقَضَــاءَ إِلَى أَوَانِ

فَكَمْ مِنْ غَيْمَةٍ حَجَبَتْ شُمُوسًا
وَكَمْ مِنْ ذِئْبَــةٍ خَتَلَـتْ لِظَـانِ

لَزَمْتُ الصَّمْتَ صَبْــرًا وَالتَّـرَوِّي
لَعَلِّي صُبْتُ عَدْلًا أَوْ عَسَانِي

عَجِبْتُ لِجَارَةٍ شَمَتَتْ بِضَحْكٍ
تَقُولُ لَهَا الْفَنَــاءَ لِمَنْ يُعَـانِي

وَأُخْرَى مَصْمَصَتْ شَفَةً بِهَمْسٍ
كَإِشْفَــاقٍ يَـنُـمُّ عَنِ الْحَنَـانِ

وَأُخْــرَى بِاغْتِيَـــابٍ أَوْ بِغَمْـــزٍ
لِتَجْعَــلَ دَمْعَهَـا قَيْــدَ الْهِتَـانِ

فَقُلْـتُ مُنَبِّهًـا يَـا وَيْــلَ قَلْـبٍ
كَتُـــومٍ لِلشَّهَــادَةِ بِالدِّهَــانِ

فَمَنْ يَـرْضَى لِجَــارٍ بِالْهَــوَانِ
سَيُسْقَى كَأْسَهُ يَومًـا بِخَـانِ

وَمَنْ أَعْطَى الْجُـوَارَ وَفَــاءَ حَقٍّ
فَلَنْ يَلْقَى الطِّعَانَ مِنَ الْجَبَانِ

فَحَصْتُ الْجِذْرَ أَسْفَلَهَا بِعَيْنِي
نَمَــا الْهَالُــوكُ خَتْــلًا بِاقْتِــرَانِ

نَبَشْتُ الْأَرْضَ مُقْتَلِعًا طُفَيْــلٍ
لِتَـأْخُـذَ حَظَّهَـا دُونَ احْتِضَــانِ

وَقُلْتُ الْعَيْبَ عَيْبِي يَـا وُرُودِي
كَبُسْتَانِيِّ قَصَّـرَ فِى التَّفَـانِي

سَمَحْتُ لِعَالَةٍ تَرْعَى بِرَوْضِي
فَشَوَّهَـتِ الزُّهُــورَ بِـلَا أَمَــانِ

بِتَقْصِيـرِي وَإِهْمَـالِي لِـرَوْضِي
لَقَدْ أَصْبَحْتُ مِنْ قَاضٍ لِجَانِي

فَعَادَتْ مَنْ تَعَـافَـتْ فِى سُرُورٍ
بِـرِفْقَتِـهَـا لَفِـيـفٌ مِنْ حِسَـانِ

بِـرَوْنَقِهَـا زَهَتْ تَـشْذُو بِـعِـطْــرٍ
يُـعَبِّـــقُ رَوْضَتِــي فِى كُــلِّ آنِ

فَقَالَـتْ يَـا حَمَــاكَ اللهُ شُكْــرًا
رُعِيتَ مِنَ الْإِلَــهِ كَمَا رَعَــانِي

فَقُلْـتُ إِلَيْكُمَا بِالْحَـقِّ حُكْمِي
بَـلَاغًــا يُقْتَفَـى مِنْ كُــلِّ رَانِ

دَوَامُ الْحُسْنِ يَفْنَى بِالتَّمَادِي
وَعِطْـرُ الـرُّوحِ يَسْتَشْرِي لِفَانِ
=================
شعر / سلطان الهالوصي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى