ط
مقالات بقلم القراء

كلام في سرك(كيف ينتحر الميت؟!) بقلم / محمود ربيع

…………………..

سؤال سخيف حضرتك.

هذا ما يتبادر إلى ذهن القارئ عندما يقرأ عنوان مقالي اليوم .

ولكن دعونا نسأل أنفسنا أولا من منا لم يمر بمرحلة عصيبه أو ظروف صعبه جعلته يسأم تلك الحياة وقسوتها ؟

من منا لم يمر بفترة فقد فيها عزيزاً لديه أو ترك عملاً ظن أنه سبباً في رزقه؟

الجميع يمر بتلك الظروف ويحاول محاربة ذلك الشعور الذي يتحرك بداخله مما يدفعه إما للمقاومه وإما للهروب.

والمعروف بيولوجياً أن الإنسان يموت مره واحده عندما تتوقف جميع الأجهزة داخل جسمه . أما نفسيا فقد يموت آلاف المرات عندما يجد نفسه عاجزاً عن المقاومة . نموت عندما نفشل في انقاذ مريض بين الحياه والموت فيموت هو بدنيا ويرتاح من تلك الآلام التي سرعان ما تنتقل إلي قلوبنا العليله.

نموت عندما نري ابناءنا يشعرون اننا متخاذلون في جلب حقوقهم المسلوبة غصباً.

نموت عندما نري انفسنا امامهم صغاراً عاجزون عن تحقيق ابسط متطلبات المعيشة.

نموت عندما تهتز ثقتنا في القدوه ونحيا عندما نجدد الثقة في الله الذي لن يضيعنا كما قالت أمنا هاجر لخليل الرحمن .

تلك هي الحقيقة التي يتجاهلها البعض بل ويظن ان المنتحر لم يفكر مطلقاً في التراجع عن قراره بإنهاء حياته ! ويتجاهل اننا جميعا نحب الحياه رغم قسوتها .

بل ويصدر البعض اتهامات واحكام بالكفر والسذاجه ظناً منهم أن هذا الأمر بعيداً عنهم ولم يتبادر يوماً إلي أذهانهم.

كلٌ منا شارك في تلك الجريمة البشعة . كلنا فاسدون لا استثني احدا كما قالها احمد زكي في احد افلامه.

كيف لنا أن نصدر قرارات بالفشل وكأننا لم نفشل مئات المرات؟! ونتناسي أن من لم يذق طعم الفشل فكيف له ان يتذوق حلاوة النجاح؟!

قال أعرابي لابن عباس من الذي سيحاسبنا يوم القيامة ؟ فقال : الله.

فقال الأعرابي : نجونا ورب الكعبة.

فقط نحتاج إلى تجديد الثقة بالله والاكثار من قول اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى