ط
مسابقة الشعر العمودى

لقمة البوح ..القصيدة الفائزة بالمركز الأول مناصفة فى الشعر العمودى بمسابقات همسة 2017 للشاعر الجزائرى ربحى حسين الجوابرة

لقمة البوح ..القصيدة الفائزة بالمركز الأول مناصفة فى الشعر العمودى بمسابقات همسة 2017 للشاعر الجزائرى ربحى حسين الجوابرة
***********

لُقْمَةُ البَوحْ

هَذيْ هيَ الضّادُ تبنيْ في المَدىْ صَرْحَا // تُصوّرُ الوَهدَ مِنْ أفكارها سَفْحا
تجودُ بالصّلح والإصباحُ غدوتها // فتكشفُ الليلَ من أنوائها صُبْحا
يُهذِّبُ النفسَ فيضٌ من قريحتها // فآنسَ القلبَ من نبضِ النّدى صَفْحا
يا شُعلةً زنّرتْ خصرَ الدّجى قبساً // لكلّ من رامَ في أفلاكِها سَبْحا
يفيضُ منها مدى الإشراقِ منتشياً // ترى المسافاتِ في كلّ المدى فوْحا
كأنّها النّهرُ لا جفّتْ منابعُهُ // حطّ الربيعُ على أطرافها رَوْحا
يغدو إليها رسولُ الحبِّ في ولهٍ // يرتّلُ الشّعرَ من آياتهِ ضَبْحا
إن السرّاةَ أضاءوا الدربَ منْ قبس ٍ // حتّى انطوى الليلُ والإصباحُ قد أضْحى
سنّوا الحروفَ لكي تَشفيْ مواجعنا // فبدّلوا الحربَ من صَولاتِهم صُلْحا
وقدْ أفاقَ صباحُ الضَّاد مُشتعلاً // فأصبحَ النّورُ من أركانها جُنْحا
قدْ قيلَ فيها قصيدُ الشّعرِ قافية ً // طَوىْ الهِجاءَ وامْضى للورىْ مَدْحا
يا صهوةَ الذكرِ حَبلُ الله يَجمعُنا // خيرُ الكلامِ بها إن بادَرَتْ بَوحا
فقد نزعتِ ثيابَ الليلِ كاملةً // هذا الرداءُ لقد أمضى لنا قبْحا
فالشّمسُ تغزلُ أثواباً مُزخْرَفةً // لمنْ يشاءُ مداءاتِ النّدى نُصْحا
حتّى ارتدينا ثيابَ الشّمسِ مشرقة ً // كأنّها ثروةٌ زادتْ لنا رِبْحا
ثمّ اشترينا سلاحَ الضّادِ يَحرسُنا // فكانَ سيفُ المعاني للمدى فتْحا
يشبُّ وهج النّهى من كلّ قافيةٍ // فغرّدَ الشّعر في أرْجائِها صَدْحا
والفجرُ أوْحى بطرفِ النور منتصراً // حتّى انبرى الحرفُ من لألائها رُمْحا
هذي هي الضادُ لا فضّتْ قواعدُها // فينهلُ النَّاسُ منْ صَولاتها نَضْحا
حضارةُ العُربِ إنَّ الضّادَ سادنُها // تبني لنا المجدَ من أطلالها صَرْحا
تُقيمُ في شرفةِ العلياءِ من قبس ٍ // يُجمّلُ الأرضَ نوراً يخطفُ اللمْحَا
تَرميْ بشُهْبٍ من الأفكارِ خالدةً // ضوءُ البديعِ ارْتقى منْ وهْجِها قدْحا
في كلّ شبرٍ يجودُ الحَرفُ سُنبلة ً // فيأكلُ الناس من خيراتِها قَمْحا
إنْ هاجتِ الريحُ في أرضي مُحَمْحِمة ً // فصهوةُ الضّاد قد كانتْ لها كَبْحا
ممدودةُ الفيضِ بالخيراتِ مترعة ٌ // نضَّاخةُ الحسن تغدو للورى “سَمْحا ”
تزيّنُ الأرض بالأنواءِ قابسة ً // تصوّبُ الدّربَ من زلاتنا سَرْحا
لها انبرى الشّعرُ والأقلامُ راعفة ٌ // كأنّها بلسمٌ حتّى انطوتْ جُرْحا
أسرجتُ من نورها الوضّاء قافيتي // وسقتُ نظميْ شعاعاً للورى شرْحا
يبوحُ ثغر الهوى بالشِّعر مُرتَجلاً // أهلاً بألفاظها الفصحىْ ويا مرْحى
يا أمّ أنجبتِ من بطنِ الرؤى لغةً // وكلّ حرفٍ بدا جزْلَ النهى فَصْحا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى