خاص بمسابقة مهرجان همسة الدولي
/شعر فصحى عمودي /
الاسم/حسين علي عبد الجليل الجوهر /العراق/
عنوان القصيدة
لهيب الصب
**************************
أَترِع الكَأَسَ وأسقِني يا سَاقي
إِنما الخَمرُ سَلوةَ العُشاقِ
قُم وَأَدِرهَا إلى النَدَامى بشوقٍ
فَنَدماي مِن ذَويِ الأشواقِ
واللأَلئُ الحِبابُ كالنجمِ ضاءَت
مُذ بَدَت في سَمائِها بإتلاقِ
كُلُ مَن ضَلَ يَهتَدِي بِسَناهَا
فَهيَ نُورُ الرشَادِ للطراقِ
ماس تِيهاً بِقَدهِ وتَهادَى
وأنثَنَى مُغرماً بالقُدُودِ الرشاقِ
خَمرةُ بالكؤوسِ رَاقت صَفَاهُ
فهي مرآةُ خَدَهِ البَراقِ
هو بالوَجدِ أضرمَ القلبَ ناراً
وهي بالعكسِ أضَرمَت بالمَآقي
إِِن في الثغرِ لو رَشَفتُم رَحيقاً
هو للصَبَ جَوهَرُ التريَاقِ
فبرَشفِ الشفاهِ أَسكَرُ حَتماً
تَاهَ حِينَ ضمة وعِنَاقِ
مَن رأَى شَادِناً أليفاً مشوقاًَ
ضَنَ في وَصلِهِ على المشتَاقِ
أَمرضَ القلبِ في عيونٍ مراضٍ
ليسَ لي من سِهامِها من واقِي
رشَا أهيفُ جميلُ المعاني
أتلَعُ الجيدِ ٱدعَجُ الٱَحدَاقِ
بِجبِينٍ يُعارِضُ الشمسَ صُبحاً
وَيُضاهي البُدُورَ بالإِشرَاقِ
يَعترِي البدرَ كل شهرٍ مُحاق
وَمُحياهُ مَالَهُ مِن مُحَاقِ
رَمتُ مِنهُ الوصَالُ فازورَ غيظاً
حِينَ جَاذَبتُهُ بِغَيرِ اتفَاقِ
قَالَ دَعني وَخلِ طَوقي مِنَ الجَذبِ
بِهذا تَفصمَت أَطوَاقِيِ
أَو ليسَ النطاقُ للجَذبِ أقوَى
فإذَا خَصرُهُ مِن غَيرِ نِطَاقِ
فَنَأَى والفُؤَادُ يَخفِقُ شَوقاً
وَعيونِي كَأَعينِ السُرَاقِ
أَنَا أَرنو اليه وَهوَ يَرَاني
أَسكُبُ الدّمعَ كالحبَا الدَفّاقِ
كلُ هذا وإِن تَمادَى بصَدٍ
إِنني في الهَوَى على العَهدِ بَاقِي
أَحمِلُ السَّقمَ والضَنى غَير أني
لَا أُطِيقُ الموَتِ بالإغراقِ
كَم أُلاقي مِنَ العُذولِ مَلاماً
مَاكَفَاهُ مِنَ الجَوَى ما أُلاقِي
قَد سَعى بَينَ مَن أُحبُ وبيني
لفراقٍ لا طالَ عَهدُ الفُراقِ
فَإلى ذِي جَمَالٍ كُنتُ أسيراً
وَبِحَبلِ الغَرَامِ شَدَ وِثَاقِي
لِمَن أشكو حَالتي يَا قومُ
مَن رَأىَ مِنكُمُ مُعَذباً بالحُبَ مثلُ العِرَاقِي