ط
مسابقة القصة القصيرة

ماريا ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / شيران دياب الكردى من سوريا

فرع القصة القصيرة ،،،
( ماريا …. )
*******************
نبضاتُ السماءِ أسمعها كخفقاتِ قلبٍ لطيرٍ حزين يستلهمُ الفرح من بعضِ تثرباتٍ لغيومٍ بيضاء نقاؤهم أشبهُ بالياسمين، ترسبت طبقاتُ الأيام بمشاعرها المختلفة والآن أنقبُ من بينِ الترسبات عن ذكرى تحييني من ركود الأيام ،،،، طال صمتي وأنا أتأرجح على أرجوحة تحت بيت الدرج حيثُ منها انطلقت أفكاري ،،،،
وتسامر نبضي بحروفِ أغنية كلما سمعتها أذني تبرعمت ذكرياتي كررت كلماتها مراراً ومراراً وفي كل مرةٍ أعشقها مجدداً و تبعثُ بها روحي من جديد ، أسمعها تنطلق من أرجاءِ بيتنا المجاور لـ أرجوحتي تهتز أوتار المذياع القديم صاحب الفراغات المتجاورة كالنوافذ ومكبر الصوت الساكن داخل صندوقهُ الخشبي ويهتز معهُ قلبي المشاغب ،
( يا ماريا يا مسوسحة القبطان والبحرية ،،، ) سئلت عن معنى حروفها أمي فأجابتني بسؤال
هل تحبين قطتك ،،؟،،،
نعم أحبها أمي ،،،
وكذلك القبطان يحب ماريا ،،،،
من بين ربوع عشق أمي نمت بذرة الحب داخلي وبدأت روحي تتساءل بنهم الجائع للطعام وعشق الحكيم للمعرفة
من هو القبطان ،،،؟،،،
من هي ماريا ،،،؟،،،
هل هي جميلة ،،،؟،،،
لماذا عشق القبطان ماريا ،،،؟،،،ووو
بدأت أرسم خطوط مخيلتي أسعى لتحقيقها ،،،،رأيتُ والدي منهمك بقراءة جريدته ،،، فقلت ،،،
أبي لما لمْ تسميني ماريا ،،،؟،،،
بضحكتهِ البهية أجابني لكن اسمك اجمل حبيبتي ،،،،
أبي هل البحر قريبٌ من بيتنا ،،،؟،،،
حبيبتي نحتاج للسفر ستة ساعات لنصل البحر ،،،
وبدأت أعدُّ أصابعي إلى أن وصلت الأصبع السادس وقلت ،،،
ليسَ بكثير ،،، أبي هل يمكننا الذهاب للبحر اليوم ،،،؟،،،
فبعد ضحكتهِ المعهودة أجابني ،،،
سنذهب أبنتي لكن ليس اليوم ،،،،
متى أبي ،،؟،،،
قريباً يا قطتي لكن ليس قبل أن تعطيني قبلتي على خدي ،،،
قبلتهُ بكل قوتي توردَ خدهُ منها ،،،،
وذهبت إلى أرجوحتي وحضنت قطتي بيد وباليدِ الأخرى أمسكتُ حبل الأرجوحة ،،،وسألت قطتي ،،،
أينَ يسكنُ القبطان ،،؟،،،
ولكنها كعادتها لا تعرف إلا النواء ،،،،
في غضونِ أيامٍ أعد لنا والدي رحلة بحرية لم يخلفَ وعدهُ معي ،،،، تطايرت من فرحتي كغصنٍ يشاكسه نسائمٍ بحرية ،،،وأنطلقنا وانطلقت معه أفكاري ترسم صورة القبطان ،،
أبي هل سنرى القبطان ،،،؟،،،
أي قبطان ،،،؟،،،
وأتبعها ،،،نعم نعم بالتأكيد ،،،،
داخلَ الحافلة التي ستأخذنا للبحرِ أمسكتُ يد أمي الناعمة على طول طريق الرحلة وأذكر قبلَ وصولنا بقليل طلب والدي من سائق الحافلة أن يوصلنا للميناء ،،،
أمي ماذا يعني الميناء ،،،؟،،،،
حيثُ نستقل الباخرة التي ستأخذنا لجزيرة أرواد ،،،
لم أستوعب سوى أنني سأركب باخرة ،،،
بصمتٍ مصطنع التزمت على الرغم من أن جوارحي كانت تنطق بالحركات ،،،
بعد لحظات فقط
( وصلنا الميناء ،،، )صاح السائق ،،،،
حمل أبي حقيبتنا ،،،ولازمت أمي ممسكة بيدها ،،،وأصابني الذهول عندما رأيتُ البحر والبواخر ،،،
وفي مقدمةِ الباخرة قبطان يستقلها بكلِ ثقة يعشقُ كلُ حدودها ،،،
لم أسألهُ عن ماريا وقتها ،،،
لكن عندما نضجت وأزهر ربيعي أدركتُ من هي ،،،
وأصبحَ للحبِّ فروع يحمل ثمارٌ من كلِ الأنواع ،،،،
وعدتُ أستمع لأغنيتي بين حين وحين وتهتزُ بها فروع روحٍ عاشقة للحياة ،،،،
*******************************
شيران دياب الكردي

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى